الشارع رافض لأي دور إيراني في مستقبل العراق

الشارع رافض لأي دور إيراني في مستقبل العراق

العراق – تعبيرا عن رفضهم القاطع للتدخل الإيراني المتواصل في الشأن العراقي، أضرم محتجون النيران في قنصلية إيران بمدينة النجف جنوبي البلاد، وذلك للمرة الثالثة على التوالي في غضون 6 أيام.

وعبر المحتجون منذ بداية حراك الشارع العراقي عن رفضهم لتدخل طهران في الشؤون الداخلية للبلاد، محملين مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع من أزمات وانتشار للفساد إلى الأحزاب العراقية الموالية لنظام ولاية الفقيه.

يأتي ذلك فيما يقود قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مساع حثيثة من أجل اختيار بديل لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي يتماشى مع مخططات طهران ويضمن الحفاظ على النفوذ الإيراني قبل خروج الأمور عن السيطرة.

ورغم أن معظم الشارع العراقي المتظاهر، يندد بالسيطرة الإيرانية على مفاصل الحكم ويطالب بكفّ يد الجارة عن أي سلطة مقبلة، لا يبدو أن لدى طهران عزماً على تسجيل سقوط عبد المهدي، الذي كان يحظى بدعمها، كخسارة في سجل سياساتها في المنطقة.

وتجري مشاورات في بغداد من أجل التسريع في اختيار وجه سياسي جديد لتشكيل الحكومة، حيث دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي الرئيس برهم صالح إلى تكليف مرشح لرئاسة الوزراء خلال 15 يوما.

وجاء في الوثيقة الصادرة عن الحلبوسي أنه “حصلت الموافقة على قبول استقالة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي المقدمة، استنادا إلى المادة (76) من الدستور، تفضلكم بتكليف مرشح لرئاسة مجلس الوزراء خلال 15 يوما”.

وفي سياق متصل، أكدت كتلة سائرون أن اليوم الأربعاء سيكون أخر موعد لتقديم الكتل السياسية مقترحاتها بشأن قانون الانتخابات.

وحيال إضرام حريق بقنصلية طهران، قال ضابط شرطة برتبة نقيب في شرطة النجف، إن محتجين أضرموا النيران مرة أخرى في مقر قنصلية إيران بمدينة النجف.

وأضاف أن المقر كان خالياً تماماً عند إشعال النيران به، وأن فرق الدفاع المدني تعمل على إخماد الحريق.

وهذه ثالث مرة يتم فيها إضرام النيران بالقنصلية في غضون 6 أيام، حيث أضرم متظاهرون النيران فيها قبل يومين، بينما كانت المرة الأولى الخميس الماضي.

وفي أعقاب إضرام النيران في القنصلية المرة الأولى، شهدت محافظتا النجف وذي قار، جنوبي البلاد، موجة عنف دامية هي الأكبر منذ بدء الاحتجاجات في العراق مطلع أكتوبر الماضي، حيث قتل 70 متظاهراً في غضون يومين على يد قوات الأمن ومسلحي “ميليشات” مجهولة.

وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها حيال استعمال القوة المفرطة والرصاص الحي من قبل قوات الأمن ضد المحتجين السلميين.

وقالت جينين هينيس-بلاسخارت، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، إن العراق “عند مفترق طرق” ويجب على القادة اغتنام الفرصة لبناء دولة “ذات سيادة ومستقرة ومزدهرة تحتضن كل مكوناتها”.

وأضافت أن حصيلة القتلى في المظاهرات الشعبية التي تشهدها بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، بلغت أكثر من 400 قتيل، إضافة إلى 19 ألف جريح.

والغالبية العظمى من ضحايا المحتجين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران.

ويدعو المحتجون برحيل النخبة السياسية المتهمة بـ”الفساد وهدر أموال الدولة”، والتي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003، وذلك بعد أن تمكنوا، الأحد الماضي، من الإطاحة بحكومة عادل عبد المهدي.

العرب