أمريكا والصين تتوصلان إلى اتفاق تجارة «مرحلة واحد» يُجنب فرض رسوم إضافية

أمريكا والصين تتوصلان إلى اتفاق تجارة «مرحلة واحد» يُجنب فرض رسوم إضافية

قال مصدر أحيط علما بسير المحادثات بين الولايات المتحدة والصين مساء أمس الخميس ان البلدين توصلا إلى اتفاق تجارة «مرحلة واحد»، مضيفا أن من المتوقع صدور بيان من البيت الأبيض قريبا بعد انتهاء اجتماع لترامب مع كبار مستشاريه في ملف التجارة بدأ في الساعة السابعة من مساء الخميس.
وقبيل الاجتماع، أبلغ الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر أعضاء مجلس الشيوخ أنه قد تكون هناك إعلانات «وشيكة» بخصوص الرسوم الجمركية الأمريكية، حسبما قال السناتور جون كورنين للصحافيين.
وقال مصدران مُطَّلِعان على المفاوضات إن المفاوضين الأمريكيين عرضوا تقليص الرسوم على بضائع صينية قيمتها حوالي 375 مليار دولار بنسبة 50 في المئة، وتعليق رسوم على سلع قيمتها 160 مليار دولار كان من المقرر أن تدخل حيز النفاذ بعد غد الأحد..
ومن شأن التوصل إلى اتفاق تجاري مع بكين ان يعزز موقع ترامب كمفاوض، مع اقتراب موعد توجيه مجلس النواب الاتهام إليه في القضية الأوكرانية اعتبارا من الأسبوع المقبل.
وفي وقت سابق أمس كتب ترامب على تويتر «نحن قريبون جدا من اتفاق مهم مع الصين. إنهم يريدونه ونحن نريده أيضا».
ويوجه ترامب منذ اسابيع إشارات متناقضة في هذا الملف، ما ينعكس اضطرابا في الأسواق. وأفاد أخيرا ان التوصل إلى تسوية قد لا يتم إلا بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020. وأكدت بكين أمس ان هناك «تواصلا وثيقا» بين مفاوضي البلدين من دون تفاصيل إضافية.
وسجلت بورصة نيويورك ارتفاعا كبيرا بعد التغريدة الرئاسية المتفائلة.
والحرب التجارية بين واشنطن وبكين مستمرة منذ 19 شهرا، وتجلت في تبادل فرض رسوم جمركية إضافية على سلع بمئات مليارات الدولارات.
وفي حال عدم إحراز تقدم، كانت ستدخل رسوم أمريكية جديدة بنسبة عشرة في المئة حيز التطبيق اعتبارا من الأحد المقبل، تستهدف نحو 160 مليار دولار من السلع الصينية التي ظلت في منأى من الرسوم مثل الهواتف النقالة والعاب الفيديو والملابس الرياضية.
وتطالب واشنطن بكين بإصلاحات بنيوية، بحيث تتخلى الصين عن دعم شركاتها العامة، وتفتح أسواقها أمام الشركات الأمريكية وتكف عن إجبار الأخيرة على نقل التكنولوجيا.
ودارت مؤخرا مفاوضات شائكة بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق أولي تشتري بكين بموجبه مزيدا من المنتجات الزراعية الأمريكية. وفي المقابل، تُعدِل واشنطن عن فرض رسوم جمركية إضافية مقررة في منتصف الشهر الحالي.
لكن هذا الاتفاق الذي أعلنت إدارة ترامب أنه وشيك منذ أسابيع عدة، لم يترجم في شكل ملموس إلا أمس. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس ان واشنطن عرضت على بكين ان تخفض حتى خمسين في المئة الرسوم الجمركية الأمريكية على نحو 360 مليار دولار من الواردات الصينية.
في المقابل، يتيح الاتفاق لواشنطن إمكان إعادة فرض النسبة الأصلية من الرسوم الجمركية في حال لم تف بكين بوعدها.
وتشكل هذه الحرب التجارية عقابا للشركات الصينية التي تعتمد أساسا على التصدير، وتهدد راهنا معدل نمو العملاق الآسيوي الذي تراجع إلى ستة في المئة على مدى عام في الفصل الثالث من هذه السنة، وهو أدنى مستوى منذ 27 عاما.
وإضافة إلى المواجهة التجارية، ثمة مواجهة سياسية بين الأمريكيين والصينيين محورها الأزمة السياسية في هونغ كونغ. وقد وقع ترامب نهاية الشهر الماضي قانونا يدعم المتظاهرين المنادين بالديموقراطية مثيرا استياء بكين.

القدس العربي