تركيا…حليف المتردد

تركيا…حليف المتردد

نشر موقع الاخباري “بي ي سي” مقالا مبينا فيه ان تركيا تلعب دور اساسي ومعزز في الحرب  ضد تنظيم “داعش” الارهابي, خاصة بعد ان شنت هجمات عنيفة ضد حزب العمال الكردستاني  مؤخرا.

“اذا كنت جالسا في وزارة الدفاع او الخارجية الامريكية  لا بد لك ان تسمع اخبار جيدة وسيئة”.

اكد الكاتب, ان الخبر الجيد هو ان تركيا تشارك في شن غارات جوية عنيفة ضد عناصر “داعش” لأول مرة بهذه الصورة من خلال السماح لطائرات قوات التحالف باستخدام القواعد الجوية التركية فضلا عن تنفيذ حملة اعتقالات واسعة ضد مشتبه بهم في تركيا وزيادة السيطرة الامنية على الحدود السورية لمنع اي عمليات ارهابية او تسلل في المنطقة.

ويضيف الكاتب, الخبر السيء ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انتهز الفرصة بالضرب اماكن وجود حزب العمال الكردستاني في كردستان.

ومن وجهة نظر الولايات المتحدة تؤكد  انها غير راضية عن الهجمات الواقعة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني, كما تحاول امريكا إقناع المنطقة بانهم لم يعطوا الضوء الاخضر للهجوم على الاكراد. وكتب مسؤولا امريكيا, بريت مكريك, رسالة تحتوي على انه لا يوجد اي صلة بين الغارات الجوية التركية ضد حزب العمال الكردستاني وبين التفاهمات الأخيرة على تكثيف التعاون بين الولايات المتحدة وتركيا“..

وبعد الاجتماع الاستثنائي لحلف شمال الاطلسي الذي دعت اليه تركيا , بان تركيا ستقوم بعملية ربط عملياتها العسكرية  ضد تنظيم الدولة, ومسالة حزب العمل الكردستاني بطريقة لا يحبذونها الحلفاء, فالولايات المتحدة الامريكية غير مرحبة بخصوص شن غارات جوية على جماعات عسكرية كردية في العراق والشام, وذلك لان هذه القوات تشكل احد الشركاء الذين يعتمد عليهم في محاربة عناصر التنظيم على الارض.

ويعتبر الكاتب القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية وحزب العمال الكردستاني “وجهان لنفس العملة” فالإرهاب ينتقل بشكل خطير ويهدد الامن في الوقت الذي تستغل فيه فراغ السلطة في شمال سوريا والعراق.

ازمة سوريا

وبحسب الكاتب يبدو ان اردوغان يعتقد ان العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني لن يعرض علاقاته مع الولايات المتحدة او اتفاقية وقف اطلاق انار التي عقدت قبل عامين مع الجماعة الكردية للخطر او انهم لن يعرقلوا العملية السياسية  في جنوب شرق تركيا عموما ،وقد واجه اردوغان اختبار في شهر اكتوبر الماضي عن طريق الغارات الجوية ضد قواعد حزب العمال الكردستاني داخل البلاد وبالرغم من الاحتجاجات والتظاهرات في الشارع لكردي، الا انه لم تتطور الى تمردا شاملا .

وتترجم الاجراءات التي يتبعها الرئيس التركي حقيقة مفادها, ان السياسة الكردية متعصبة بشكل كبير بالإضافة الى عدم رضى الكثير من الاكراد على لسياسة الماكسية الملونة, والعنف من قبل حزب العمال الكردستاني ،وقد دشن ارد وغان علاقات طيبة مع مختلف الفصائل الكردية الموجودة في شمال العراق ، والتي لم تتأثر بالعمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني .

ويؤكد اعضاء  حلف “الناتو” ان هذه الهجمات من شانها ان تؤدي الى صراع جديد في جنوب شرق تركيا وفي الوقت نفسه، كان عليهم أن يعترفوا بأهمية التعاون التركي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وحقها في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات التي قد تحضر الإرهاب

ويقول الكاتب ان هذه الحسابات اكثر مشحونة في حال دخول القوات الكردية الى سوريا لخلق منطقة عازلة , وهذه الفكرة  كانت متواردة لاردوغان  على مدار العاميين الماضيين معتبرها طريقة لشغل فراغ السلطة, واعطاء ضربة قوية لرئيس السوري بشار الاسد .

وإذا قامت القوات التركية بعبور الحدود السورية بالفعل، فإن رهان الرئيس أردوغان سوف يُعقد على كون الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ليس لديهم كثير من الخيارات سوى دعمه.

المصدر 

بي بي سي

ترجمة

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية