واشنطن تخيّر طهران: إما المهادنة أو المزيد من العقوبات

واشنطن تخيّر طهران: إما المهادنة أو المزيد من العقوبات

واشنطن – دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران إلى تغيير سياساتها بشكل جذري وتخليها عن السعي لحيازة أسلحة نووية والتوقف عن إثارة القلاقل في دول المنطقة عبر أذرعها المسلحة ونشر ثقافة الموت والإرهاب، وجاء ذلك في خطاب حال الاتحاد أمام الكونغرس الأميركي.

وخيّر ترامب النظام الإيراني بين الكف عن هذه السياسات العدائية وبين مزيد تضييق الخناق على طهران بالمضي قدما في فرض عقوبات أميركية أثبتت نجاحها في شل الاقتصاد الإيراني.

وتأتي دعوة الرئيس الأميركي الموجهة لطهران تزامنا مع تصاعد الضغوط الخارجية والداخلية على الجمهورية الإسلامية، مما أفقدها هامش المناورة ووضع نظام ولاية الفقيه أمام خيار التهدئة والمهادنة.

وأضاف ترامب في خطاب حالة الاتحاد الأربعاء أنه “يتعين على النظام الإيراني التخلي عن سعيه لحيازة أسلحة نووية والتوقف عن نشر الموت والإرهاب والدمار، وأن يبدأ العمل من أجل مصلحة شعبه”.

وقال “يمكننا مساعدتهم على تحقيق انتعاش جيد وفي وقت قصير.. يمكن أن يحدث هذا كله بسرعة كبيرة”.

وجاءت تصريحات الرئيس ترامب بعد أن أشاد بالهجوم الأميركي الأخير الذي أودى بحياة قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في العراق.

وقال إن قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي قتل بضربة أميركية في 3 يناير في حرم مطار بغداد، هو الجزار الذي وظفه النظام الإيراني لقتل الأبرياء.

ويرى مراقبون أن توقيت دعوة الرئيس الأميركي الموجهة لإيران لتغيير سياساتها مدروس بشكل كبير، حيث تزامن مع تصاعد الضغوط المسلطة على النظام الإيراني من قبل الاتحاد الأوروبي للالتزام ببنود الاتفاق النووي وتداعيات حادثة الطائرة الأوكرانية المنكوبة التي لا زالت تلقي بظلالها على طهران، مما ولّد سخط شعبي كبير من النظام وأطلق العنان لتظاهرات واحتجاجات غير مسبوقة.

وأشار ترامب إلى أن إدارته تعمل على إنهاء حروب واشنطن في الشرق الأوسط، مشددا على أن إدارته تحمي الأمن القومي الأميركي بقوة.

وبلغ التوتر بين الولايات المتحدة وإيران ذروته، عندما وصل الطرفان إلى حافة الحرب للمرة الثانية خلال سبعة أشهر بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني خلال غارة أميركية في بغداد.

ولا تبدو إيران هذه المرة في موقع قوة بعد أن فشلت في الرهان على إحداث شرخ بين أوروبا وواشنطن عبر الفصل بين ملفها النووي وبرنامجها الصاروخي الباليستي بعد أن عدّل الأوروبيون بوصلتهم باتجاه المقاربة الأميركية لحل أزمة الملف النووي.

وفي ظل تصاعد الضغوط الأميركية والتململ الداخلي على خلفية تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد، بات النظام في موقف لا يحسد عليه ويبحث عن أي مخرج يفك عزلته.

وأصيب الاقتصاد الإيراني بالركود بسبب سياسة واشنطن القائمة على ممارسة “أقصى الضغوط” من خلال عقوبات واسعة النطاق ترافقت مع تزايد القدرة على مراقبة تنفيذها بسبب التطور التكنولوجي.

وانتهجت الإدارة الأميركية منذ تولي ترامب سدة الرئاسة سياسة حازمة تجاه إيران ترجمت بالانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018. والعقوبات الحالية هي الأشد إيلاما في تاريخ العقوبات الطويلة التي تعرضت لها طهران طوال عقود، خاصة في ظل استمرار تشديدها.

ومع تشديد الخناق على طهران، يبدو أن خيار التهدئة والقبول بحوار مع واشنطن هو الخيار الوحيد المطروح حاليا على النظام في إيران.

العرب