41 سنة على الثورة في إيران: خامنئي على خطى الشاه

41 سنة على الثورة في إيران: خامنئي على خطى الشاه

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، الثلاثاء، في ختام الاحتفالات بذكرى الثورة والتي امتدت من 1 إلى 11 فبراير، إن الولايات المتحدة “لا تحتمل” فكرة أن الجمهورية الإسلامية التي نشأت عام 1979 لا تزال قائمة.

وأضاف روحاني “إنه لأمر طبيعي بالنسبة إليهم (الولايات المتحدة) أن يحلموا على مدى 41 عاماً بالعودة إلى هذه الأرض، لأنهم يعرفون أننا إحدى الدول الأقوى في الشرق
الأوسط”.

ويواصل النظام في إيران إنفاق المبالغ الهائلة للدعاية والترويج لثورته في الوقت الذي تضاعف فيه معدل التضخم والفقر والبطالة في إيران واشتدت وطأة الأورام الاجتماعية مع العقوبات الأميركية.

ولم يعد أحد يريد بقاء هذا النظام، والدليل على ذلك الشعارات التي يردّدها الناس على غرار (الموت لخامنئي)، و(الموت للدكتاتور) ممّا يدل على أن تغيير النظام في إيران أصبح المطلب العام للشعب وأن المسألة أصبحت مرحلة وقت لا غير.

فمن كان معصوما من النقد وخطّا أحمر (الخميني) بات اليوم على رأس الانتقادات، في تطوّر سوسيولوجي سيؤدي في نهاية المطاف -حسب مراقبين- إلى انهيار النظام.

وفي خضمّ موجة الاحتجاجات التي تعصف بالنظام الإيراني منذ سنة 2017، قالت فائزة هاشمي رفسنجاني، الناشطة الإصلاحية وابنة رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام السابق هاشمي رفسنجاني، إن النظام الإيراني يمرّ بمرحلة انهيار من الداخل. وأضافت “نظام الجمهورية الإسلامية انهار بمعناه الحقيقي ولم يبق إلا أن يحدث انهياره الظاهري والهيكلي”.

وقال أستاذ العلوم السياسية في طهران صادق زيبا كلام في مقابلة أُجريت معه خلال الاضطرابات التي شهدتها إيران في أواخر العام 2017 وأوائل العام 2018، “لو أجرت إيران استفتاءً حول الجمهورية الإسلامية اليوم، لعارضها أكثر من 70 في المئة، وتشمل هذه النسبة الأثرياءَ والأكاديميين ورجال الدين والمقيمين في الريف والمدينة”.

وتعكس الانتقادات العلنية وغير المسبوقة للمرشد الإيراني حالة التصدع داخل أركان النظام الذي يعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة ستؤدي بالضرورة، حسب محللين، إلى انتفاضة شعبية قالوا إن ملامحها تشكّلت.

وبدأت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الاقتصاد الإيراني المترنح أصلا، تترك أثرها المؤلم على المجتمع الإيراني. فقد ارتفعت تكلفة الرعاية الصحية والإسكان في البلاد بنسبة الخُمس في عام 2019، حسب مركز الإحصائيات في إيران.

وارتفعت أسعار اللحوم بنسبة 57 في المئة، مما يجعل الكثير من العائلات غير قادرة على شرائها. ودفعت إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران نحو 1.6 مليون إيراني إلى دائرة الفقر، حسب مؤسسة إيرانية تعنى بتطوير العلاقات التجارية مع أوروبا.

ويأتي الاحتقان الاجتماعي في إيران، مع تزايد التكهنات حول احتمالات استعداد الولايات المتحدة للدفع من أجل تغيير النظام، في الوقت الذي يحضّ فيه مسؤولون أميركيون الإيرانيين على “الاختيار بأنفسهم” الحكومة التي يريدونها.

وكشفت الاحتجاجات الشعبية العارمة التي شهدتها العشرات من المحافظات الإيرانية تصدع أعمدة النظام، ما دفع قادة النظام إلى استحضار سيناريو سقوط الشاه محمد رضا بهلوي، بعد توفر جميع مؤشرات استنساخ السيناريو مرة أخرى.

وجرت تداعيات مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بغير ما يشتهي النظام في طهران الذي راهن على لُحمة أكبر بينه وبين شعبه لمواجهة “مؤامرة” كثيرا ما نجح في توظيفها لصالحه، فالهوّة زادت في الاتساع لتتجاوز انتقاد الفشل الحكومي في إدارة الرهانات الاجتماعية والمطلبية إلى المطالبة بإسقاط النظام بأكلمه.

لم يعد أحد يريد بقاء هذا النظام، والدليل على ذلك الشعارات التي يردّدها الناس على غرار (الموت لخامنئي)، و(الموت للدكتاتور) ممّا يدل على أن تغيير النظام في إيران أصبح المطلب العام للشعب

وفشل النظام في توظيف مقتل سليماني لتعزيز اللّحمة الهشة في الداخل، حيث سرعان ما انفجرت الأورام بعد اعتراف السلطات المتأخر بإسقاط طائرة ركاب أوكرانية أودى بحياة 176 شخصا.

وتفجرت احتجاجات في أعقاب إقرار الجيش الإيراني بمسؤوليته عن سقوط الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بعد دقائق من إقلاعها، أثناء حالة استنفار للقوات الإيرانية تحسبا لرد أميركي على ضربات طهران الانتقامية في العراق.

واحتشد الآلاف من الإيرانيين في الساحات العامة تنديدا بإسقاط الجيش للطائرة الأوكرانية رافعين شعار “يكذبون ويقولون إن عدوّنا أميركا، عدوّنا هنا”. وأظهرت لقطات مصورة تم بثها على تويتر محتجين يطالبون باستقالة المرشد اية الله علي خامنئي بسبب هذه الكارثة.

وهتف المئات من الأشخاص في ساحة أمام جامعة أمير كبير وسط طهران “ارحل ارحل أيها الزعيم الأعلى خامنئي”. وإلى جانب الضغوط الداخلية على النظام الإيراني، الذي استنزف خدمات نظرية المؤامرة والمكابرة وبات عاجزا عن تفادي قسوة العقوبات الأميركية، يدفع متشدّدون صلب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتجاه تغيير النظام في إيران. ورفع الرئيس الأميركي من منسوب احتمالات التغيير عندما أعلن انسحابه من الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، وقال إن الإيرانيين “يستحقون أمة تحقق العدالة لأحلامهم”، فيما قال المحامي الخاص لترامب رودي جولياني أيضا لمعارضين إيرانيين في المنفى “لدينا رئيس التزامه بتغيير النظام لا يقل عن التزامنا”.

العرب