خامنئي يقحم كورونا في نظرية مؤامرة الغرب لضرب انتخابات إيران

خامنئي يقحم كورونا في نظرية مؤامرة الغرب لضرب انتخابات إيران

طهران – اتّهم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الأحد الإعلام الأجنبي بأنه مارس “ضخّا إعلاميا” لإحباط الإيرانيين وثنيهم عن المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت في 21 فبراير.

وقال خامنئي إن “الوسائل الإعلامية الأجنبيّة مارست ضخّها الإعلامي السّلبي منذ عدّة أشهر وكثّفته مع اقتراب موعد الانتخابات ولم تتوانَ خلال اليومين الأخيرين قبل الانتخابات عن استغلال أدنى فرصة وتحجّجوا بمرض وفيروس من أجل ثني النّاس عن المشاركة في الانتخابات”.

وأشار خامنئي إلى أن أعداء إيران سعوا لإثناء الناس عن التصويت في الانتخابات البرلمانية التي جرت الجمعة بالمبالغة في خطر فيروس كورونا الجديد.

وأعلن وزير الداخلية الايراني عبد الرضا رحماني فضلي الأحد أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت الجمعة في إيران بلغت 42,57 بالمئة.

وهذه أدنى نسبة مشاركة في انتخابات من هذا النوع منذ إقامة الجمهورية الإسلامية عام 1979. وكانت وزارة الداخلية أعلنت قبل التصويت أن نسب المشاركة في كل من عشر انتخابات تشريعية أُجريت مذاك، تجاوزت الـ50 بالمئة.

وأكدت تقارير الاكتساح التام لغلاة المحافظين في مقابل أفول نجم السياسيين البراغماتيين الذين أضعفهم قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران وقوى عالمية في 2015 وإعادة فرض عقوبات في خطوة عرقلت إعادة التقارب مع الغرب.

ورفضت نصف الطلبات التي تقدم بها حوالي 16 ألف مرشح، بينهم كثير من الإصلاحيين والمعتدلين وعشرات النواب، ما جعل المنافسة سهلة بالنسبة للمحافظين.

وكان خبراء يتوقعون إحجام نسبة كبيرة من الناخبين عن المشاركة بسبب خيبة أملهم إزاء الوعود التي لم تفِ بها الحكومة.

وقد يُضعف انتصار أنصار خامنئي في الانتخابات، التي ينظر إليها باعتبارها استفتاء على شعبية رجال الدين الحاكمين، الرئيس المعتدل حسن روحاني الذي فاز في الانتخابات السابقة متعهدا بالانفتاح على الخارج.

ونقل الموقع الرسمي لخامنئي عنه قوله “إن الدعاية السلبية عن الفيروس بدأت قبل شهرين وزادت بدرجة كبيرة قبل الانتخابات”.

وأضاف “وسائل إعلامهم لم تفوت أدنى فرصة لإثناء الناخبين الإيرانيين والتحجج بالمرض والفيروس”.

وأعلنت إيران، التي كشفت عن أول حالة إصابة بكورونا قبل يومين من التصويت، عن 43 حالة إصابة و8 وفيات في أربع مدن منها العاصمة طهران. وتسجل إيران بذلك العدد أعلى معدل وفيات بالفيروس خارج الصين موطن المرض.

وفي ظل الضغط المكثف من الولايات المتحدة، يحتاج رجال الدين الذين يحكمون إيران إلى نسبة إقبال مرتفعة لتعزيز شرعيتهم التي تضررت بعد احتجاجات بأنحاء البلاد في نوفمبر.

وقابلت السلطات المظاهرات بحملة أمنية صارمة زادت الاستياء من المصاعب الاقتصادية والفساد. وكان خامنئي حث الإيرانيين على التصويت يوم الجمعة قائلا إن المشاركة “واجب ديني”.

وأدى كشف السلطات عن عدة حالات إصابة ووفاة بالفيروس خلال فترة وجيزة إلى انتقادات واتهامات من إيرانيين على الانترنت بتستر المسؤولين على انتشار المرض.

وقارنت بعض التعليقات على الانترنت بين طريقة تناول البيانات الخاصة بفيروس كورونا في الآونة الأخيرة وطريقة كشف السلطات الإيرانية المعلومات عن تحطم طائرة ركاب الشهر الماضي.

وأسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة ركاب أوكرانية مما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا. ونفت السلطات الإيرانية في بادئ الأمر مسؤوليتها عن ذلك قبل أن تقر فيما بعد بأن الطائرة أسقطت بطريق الخطأ.

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي رده على شائعات تتعلق بتستر مسؤولين على حقيقة انتشار المرض وقال إن أي حالات مصابة بكورونا سيتم الكشف عنها علنا بأسرع وقت ممكن.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في تغريدة على حسابها على تويتر باللغة الفارسية إن الحكومة الإيرانية تهون من الخطر وتقدم للشعب” معلومات غير صحيحة”.

العرب