استراتيجية المواجهة الجديدة لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق

استراتيجية المواجهة الجديدة لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق

Anbar_G

يستعد تنظيم الدولة الاسلامية لمواجهة عملية اعادة بعض المناطق والمدن المهمة التي انسحب منها نتيجة المواجهات التي حدثت بينه وبين القوات العراقية في محور محافظة صلاح الدين والمناطق المحيطة به ، ويشكل هذا المحور أهمية استراتيجية في عمل وفعالية مقاتلي التنظيم ولهذا انتبهت قيادات التنظيم على ضرورة ادامة زخم المواجهة لأفشال الخطط العسكرية التي تسعى اليها القيادات الامنية والعسكرية العراقية لوقف تمدد وزحف مقاتلي التنظيم أو الحد من عملياتهم التعرضية التي يقومون بها بأرسالهم السيارات والشاحنات الكبيرة المفخخة لزرع حالة الخوف والهلع بين صفوف القوات الامنية ومقاتلي الحشد الشعبي المتواجدين في مناطق بيجي وتكريت وناحيتي الصينية ومكيشيفة .
ولنا ان نعلم أن الاجهزة الامنية والعسكرية العراقية تحاول جاهدة العمل على المنظور الاستراتيجي الاتي:
1.انشاء مقر قيادة عمليات في مدينة تكريت يكون منطلقا وقاعدة ثابتة للبدأ بمهاجمة تواجد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية ، وتهيئة مستلزمات ادامته بالمعدات والاسلحة والاليات الحديثة .
2.وضع الخطط الكفيلة والناجحة لمواجهة مقاتلي التنظيم في مركز قضاء بيجي والاحياء التابعة له، ويتم هذا بتوجيه قوة عسكرية متكاملة ومعدة تتجه من مدينة تكريت مدعومة بعناصر من القوات الامنية والحشد الشعبي وبإسناد جوي للسيطرة على ما تبقى من قضاء بيجي
3.بعد السيطرة على قضاء بيجي والمحاور الرئيسية فيه ، تحاول هذه القوات الشروع باتجاه قضاء الشرقاط واحكام السيطرة عليه وفق منظور استراتيجي عسكري تسعى اليه الألية العسكرية العراقية لبسط نفوذها وهيمنتها باتجاهين رئيسيين هما :
أ. التوجه شمالا باتجاه حدود محافظة نينوى وتحديدا ناحية القيارة لأيجاد موطئ قدم لهم بهذه الرقعة الجغرافية التي تبعد 50 كم عن مدينة الموصل ، والتي تحادد شرقا قضاء مخمور الذي تتواجد فيه قوات كردية مسلحة تابعة للإقليم كردستان .
ب. تتجه القوة غربا باتجاه قضاء الحضر الذي يشكل منطقة استراتيجية مهمة توصله الى قضاء تلعفر الذي يبعد مسافة 90 كم غرب مدينة الموصل
4. ان الاهمية الاستراتيجية التي نراها من امكانية بسط نفوذ القطعات العسكرية على قضاء تلعفر كونه يقع على طريق الامداد الرئيسي لعناصر تنظيم الدولة الاسلامية عبر الحدود العراقية السورية .
5.التنسيق المباشر والمستمر مع قيادة التحالف الدولي بخصوص الوضع في ناحية ربيعة بمحافظة نينوى التي تقع الان تحت سيطرة القوات الكردية التابعة لإقليم كردستان بعد أن تواردت معلومات عن امكانية تواجد قوات امريكية في هذه المنطقة الاستراتيجية والتي تقع شمال قضاء تلعفر وتشكل عاملا استراتيجيا لقربها من الحدود العراقية السورية الذي يعتبر الان الممر المهم لتنقل مقاتلي تنظيم الدولة ، والذي نرى انه من الممكن ان تكون هذه المنطقة قاعدة عسكرية امريكية مستقبلا

استراتيجية عمل تنظيم الدولة الاسلامية لمواجهة هذا المخطط :
أمام هذه الرؤية الميدانية على الارض وما تسعى اليه المؤسسة العسكرية العراقية بأثبات وجودها وادامة زخم مقاتليها ووجود قيادات من الحشد الشعبي تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من مفاجأة الجميع بتمدده وانفتاحه بجبهات متعددة على مساحة تواجده في العراق وتحويل انسحابه من مدينة تكريت الى مواجهات جديدة أدت الى توسيع رقعة تواجده وعودته من جديد الى قضاء بيجي وبعض الاماكن القريبة من ناحية مكيشيفة والمحاددة لمناطق(الزلاية والعوينات باتجاه العوجة) ضمن خطة عسكرية جديدة تمثلت بفتح جبهات قتالية متعددة على امتداد الارض عكست صورة المواجهة الجديدة للتنظيم وفق المعايير الاتيه :
1.اعادة سيطرة التنظيم وهيمنته على مناطق واسعة من قضاء بيجي قدرت بأكثر من 70% من مساحة القضاء باستخدام عنصري المباغتة والصدمة لأحداث الخوف والهلع في صفوف القوات العراقية .
2.استنزاف القدرات القتالية للقطعات العسكرية والقوات الموالية لها من عناصر الحشد الشعبي وبالتالي اضعاف حالة المواجهة ،تمثل في الالتحام المباشر مع المدافعين وعلى بقع جغرافية صغيرة .
3.أصدرت قيادات تنظيم الدولة الاسلامية توجيهاتها بوضع القرار الميداني التنفيذي بقائد المجموعة التي تقود عملية الالتحام مع متابعة ميدانية عبر مقاتلين متخصصين بعمليات القنص والمتابعة واستخدام المناظير.

4.استخدام السيارات والشاحنات والاحزمة الناسفة في اقتحام مقرات وأماكن تواجد القوات العراقية والامنية بشكل مفاجئ وبأساليب أمنية متقدمة
5.الهدف الرئيسي لعناصر التنظيم هو التمدد باتجاه مركز مدينة تكريت لأهميتها الاستراتيجية في تعزيز تواجدهم ضمن المحور الوسطي لمناطق مقاتلي التنظيم وكونها ستكون انطلاقة مهمة للتنظيم في تعزيز تواجده داخل المدينة
6.بدأت عناصر قتالية مدربة بشكل جيد وفعال تابعة للتنظيم من استخدام اماكن متعددة وبشكل متنقل متحرك عبر اراضي الجزيرة الواسعة وتعمل على نصب قواعد الانطلاق للصواريخ وقنابر الهاون باتجاه ناحية مكيشيفة الاستراتيجية المهمة للتنظيم والمناطق المحيطة بها بغية زعزعة تواجد عناصر القوى الامنية العراقية المتواجدة ومحاولة استدراجهم الى مواجهة قتالية تؤدي في النتيجة الى انسحابهم وسيطرة مقاتلي التنظيم على ناحية مكيشيفة من جديد وقطع الطريق الدولي الرابط بين سامراء وتكريت .
7.ادامة زخم المواجهة الفعلية بالسيطرة على قضاء بيجي والمناطق المحيطة به ومحاولة تعزيز تواجد مقاتلي التنظيم في منطقة مكيشيفة جنوب تكريت ، وبالتالي تشديد الحصار على القطعات العسكرية والامنية واستهداف مقراتها الرئيسية بالقصف والهاونات في مدينة تكريت وانهاكها والتمكن منها وتحقيق الهدف الميداني من الرؤية الاستراتيجية الجديدة لعمل تنظيم الدولة الاسلامية .

ان ما نراه الان ونشاهده ونلمسه ميدانيا على الارض من مواجهات عسكرية ضمن اطار صيغة ( الكر والفر) بين مقاتلي التنظيم والقوات الامنية والعسكرية العراقية والحشد الشعبي في منطقة المحور الوسطي بقاطع تكريت كفيل بأحداث وضعا عسكريا ميدانيا يشكل انعطافا جديدا في اسلوب المواجهة المستمرة بين الطرفين على الارض ، فهل ستتمكن القوات الامنية العراقية من الصمود ومواجهة خطط وأساليب التنظيم أم سيكون لمقاتلي التنظيم رؤيتهم الاستراتيجية وخبرتهم القتالية واساليبهم في المواجهة تعزيزا لتواجدهم واعادة بسط نفوذهم من جديد ، هذا ما سنراه في الايام القادمة.

وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية