Fragile Global Middle Class هشاشة الطبقة الوسطى حول العالم

Fragile Global Middle Class هشاشة الطبقة الوسطى حول العالم

3832

“شهد العقد الأول من القرن الحالي تراجعاً تاريخياً في مستويات الفقر في دول العالم، وارتفاعاً يُقارب الضعف في عدد الأشخاص الذين يُمكن تصنيفهم على أنهم من أصحاب الدخل المتوسط، بيد أن ظهور طبقة متوسطة حقيقية لا يزال بمثابة وعد أكثر منه حقيقة”.

ما سبق يُمثل خلاصة النتائج التي توصلت إليها دراسة صادرة في يوليو 2015 عن مركز “بيو” الأمريكي للأبحاث Pew Research Center. ويمكن استعراض أبرز المؤشرات التي تضمنتها هذه الدراسة، والتحليل الكمي لها من خلال إبراز اتجاهات التغير في توزيع مستويات الدخل المختلفة عالمياً، وتسليط الضوء على الخريطة الجغرافية لتوزيع الدخل في مناطق وقارات العالم.

 منهجية الدراسة

تتناول هذه الدراسة التغيرات في توزيع دخل سكان العالم خلال الفترة من 2001 إلى 2011، مع إعطاء اهتمام خاص للطبقة الوسطى العالمية أو ذات الدخل المتوسط. ويشمل التحليل 111 دولة، والتي تمثل 88٪ من سكان العالم، و85٪ من الناتج العالمي عام 2011. ويستند التقرير إلى أحدث التقديرات المتاحة عن مستويات الأسعار في جميع أنحاء العالم، وكانت مصادر البيانات الرئيسية في هذا الصدد هي قاعدة بيانات البنك الدولي (PovcalNet)، وقاعدة بيانات دراسة الدخل في لوكسمبورج.

وتضمنت الدراسة تقديرات للمناطق الرئيسية في العالم، مثل آسيا وجنوب المحيط الهادي، وأفريقيا وأوروبا. ويبرز التقرير أيضاً اتجاهات الدخل في عدد من البلدان الرئيسية مثل الصين والولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات المتقدمة، فضلاً عن التطورات في منطقة أوروبا الشرقية.

وتقسم الدراسة السكان في كل بلد إلى خمس مجموعات أساسية على أساس الاستهلاك اليومي للفرد الواحد أو دخل الأسرة، حيث تم الاستناد إلى المعيارين، لأن بعض البلدان – مثل الهند والصين – تتيح بيانات الاستهلاك فقط، وبالنسبة لبلدان أخرى – مثل البرازيل والأرجنتين – فإن بيانات الدخل هي فقط المتاحة.

ومن ثم، فإن فئات الدخل الخمسة المتضمنة في الدراسة، هي:

1- طبقة الفقراء الذين يعيشون بأقل من دولارين يومياً.

2- أصحاب الدخل المنخفض (بين 2.01 دولار و10 دولارات يومياً).

3- الطبقة ذات الدخل المتوسط (بين 10.01 و20 دولاراً يومياً).

4- الفئة ذات الدخل فوق المتوسط أو “المتوسطة – المرتفعة” (من 20.01 إلى 50 دولاراً يومياً).

5- طبقة الأثرياء ذو الدخل المرتفع (أكثر من 50 دولاراً يومياً).

اتجاهات التغير في توزيع الدخل عالمياً

توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج فيما يتعلق بمعدلات التغير في مستويات الدخل الرئيسية بدول العالم خلال السنوات العشر الأولى من الألفية الجديدة، ونستعرض أبرز ملامحها كالتالي:

1- تزايد أعداد السكان ذات الدخل المتوسط في العالم:

في البلدان 111 المدرجة في هذه الدراسة، بلغ عدد السكان ذوي الدخل المتوسط 784 مليون شخص عام 2011، مقارنةً مع 399 مليون شخص عام 2001. ومن ثم، فقد تضاعف تقريباً عدد السكان في الطبقة المتوسطة الدخل التي تعيش على حوالي (10-20 دولاراً في اليوم)، وذلك بزيادة قدرها 385 مليون شخص في العقد الأول من القرن الجديد.

وكانت الزيادة في عدد السكان ذات الدخل المتوسط خلال الفترة (2001- 2011) أكثر من ضعف ذلك للفئة فوق المتوسطة والتي تعيش على نحو (20-50 دولاراً يومياً)، حيث بلغت الزيادة فيها 176 مليون شخص، وأيضاً أكثر من أربعة أضعاف الزيادة في عدد السكان ذات الدخل المرتفع الذين يعيشون على أكثر من 50 دولاراً يومياً (زيادة قدرها 88 مليون شخص).

جدول يوضح اتجاه التغير في فئات الدخل الخمسة عالمياً خلال الفترة (2001 إلى 2011)


2- غالبية سكان العالم فقراء وذوي دخل منخفض:

إذا كانت الطبقة الوسطى قد شهدت صعوداً خلال العقد الأول من الألفية الجديدة، إلا أن هذه الحالة متوسطة الدخل لا تزال بعيدة عن متناول كثير من الناس في البلدان النامية والأسواق الناشئة. ومن ثم، فعلى الرغم من انخفاض الفقر خلال الفترة (2001- 2011)، لا تزال الغالبية العظمى من سكان العالم تقبع في فئة الدخل المنخفض.

ويمكن استخلاص هذه النتائج من خلال استعراض التغيرات في مستويات الدخل المختلفة خلال الفترة المشار إليها، حيث انخفضت نسبة سكان العالم الذين يعيشون على 2 دولار أو أقل يومياً إلى النصف من 29٪ إلى 15٪ (حيث أنه من بين 111 دولة مدرجة في هذه الدراسة، تراجع الفقر في 85 دولة منها).

وفي الوقت ذاته، فإن نسبة الفئة المُصنفة ذات الدخل المنخفض (2- 10 دولار يومياً) ارتفعت من 50٪ إلى 56٪ من سكان العالم، وهذه الزيادة المقدرة بنحو 6% كان يقابلها زيادة مماثلة في نسبة سكان العالم ذات الدخل المتوسط (5%). وفي ذات السياق، فإن نسبة سكان العالم في الفئات ذات الدخل المرتفع قد تغيرت بالكاد؛ فأولئك الذين ينتمون للفئة (فوق المتوسطة) زادوا من 7٪ عام 2001 إلى 9٪ عام 2011 من إجمالي سكان العالم، وكذلك أصحاب الدخل المرتفع زادوا قليلاً من 6٪ إلى 7٪ خلال نفس الفترة.

وتخلص الدراسة في هذا الجزء إلى أنه رغم تضاعف الطبقة الوسطى العالمية من 7٪ عام 2001 إلى 13٪ عام 2011، وما يمثله ذلك من تحول سيصاحبه تداعيات اقتصادية وسياسية يُحتمل أن تكون كبيرة، غير أنه من المهم أن نأخذ في الاعتبار أنه مع نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مازالت الغالبية العظمى من سكان العالم (71٪) إما فقراء أو ذوي دخل منخفض.

3- تركُز الأثرياء في الدول المتقدمة اقتصادياً:

تعد الاقتصادات المتقدمة في أوروبا وأمريكا الشمالية هي موطن لغالبية السكان من ذوي الدخل فوق المتوسط والمرتفع في العالم، وإن تقلصت الفجوة بينها وبين بقية دول العالم في هذا الشأن بمعدلات قليلة خلال الفترة (2001-2011)، على الرغم من الاقتصاد الصيني المزدهر.

ففي عام 2001، عاش 76٪ من سكان العالم ذوي الدخل فوق المتوسط (20 إلى 50 دولاراً يومياً) في أوروبا وأمريكا الشمالية، وبحلول عام 2011، انخفضت هذه النسبة إلى 63٪. في المقابل، شهدت مناطق أخرى في العالم تحسناً في هذا المستوى من الدخل، وفي مقدمتها آسيا وجنوب المحيط الهادي والتي شهدت ارتفاعاً من 14٪ عام 2001 إلى 23٪ عام 2011، وكذلك أمريكا الجنوبية التي ارتفعت نسبة الدخل فوق المتوسط بها من 8٪ إلى 10٪.

كما تستحوذ كل من أوروبا وأمريكا الشمالية على النصيب الأكبر من أعلى مستويات الدخل (50 دولاراً فأكثر يومياً)، حيث عاش هناك نحو 87٪ من سكان العالم من ذوي الدخل المرتفع عام 2011، مقارنةً بنحو 91٪ عام 2001، مما يؤكد الفجوة الهائلة التي تفصل بينهما وبين بقية مناطق العالم.

الخريطة الجغرافية لتوزيع الدخل في العالم

إذا كان الملمح الرئيسي لتغيرات توزيع الدخل في العالم هو تضاعف الزيادة في ذوي الدخل المنخفض بالمقارنة بالزيادة في الطبقة المتوسطة، فقد تركز ذلك بشكل كبير في أفريقيا وآسيا، وبصفة خاصة الصين والهند الذين ساهما معاً في خروج نحو 489 مليون شخص من فئة الفقراء، وإضافة حوالي 435 شخص إلى الفئة منخفضة الدخل. وقد عكست هذه التغيرات بشكل عام أن تخطي عتبة (10 دولارات يومياً) مثَّل تحدياً رئيسياً في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وتستعرض دراسة مركز “بيو” في هذا الجزء التوزيع المناطقي لمستويات الدخل في العالم، وذلك بالتركيز على مناطق (أسيا وجنوب المحيط الهادي، أفريقيا، أمريكا اللاتينية، أوروبا وأمريكا الشمالية).

1- أسيا وجنوب المحيط الهادي:

تعد منطقة آسيا وجنوب المحيط الهادي واحدة من أفقر المناطق في العالم. ونظراً للنمو الاقتصادي في الصين، باتت هذه المنطقة موطناً لظهور الطبقات ذوي الدخل المتوسط. وقد تراجعت نسبة السكان الفقراء في آسيا وجنوب المحيط الهادي من 36٪ عام 2001 إلى 16٪ عام 2011. وخلال الفترة نفسها، زادت فئة الدخل المنخفض من 58٪ إلى 69٪، كما ارتفعت نسبة الطبقة المتوسطة من 4٪ إلى 11٪.

ويرجع الفضل في تحسن مستويات المعيشة وانخفاض الفقر بهذه المنطقة، إلى الإصلاحات الاقتصادية في كلِ من الصين والهند، وإن كان النمو في عدد السكان ذات الدخل المتوسط ظهر ملحوظاً بشكل أكبر في الصين؛ فبعد ثلاثة عقود على إدخال الإصلاحات الاقتصادية في بكين عام 1978، فإن نسبة الصينيين من أصحاب الدخل المتوسط بلغت 18٪ عام 2011، وذلك بزيادة 15% (حوالي 2.3 مليون شخص) عن 3٪ عام 2001.

2- أفريقيا:

تعتبر أفريقيا هي المنطقة الأكثر فقراً في العالم، حيث أن حوالي أربعة من كل عشرة أفارقة (39٪) فقراء عام 2011، وهي النسبة التي تقصلت مقارنةً بعام 2001 عندما كان حوالي نصف الأفارقة (49٪) فقراء.

وقد انتقل ما يقرب من 9% من فقراء القارة السمراء إلى فئة الدخل المنخفض، حيث ارتفعت نسبة هذه المجموعة من الأفارقة من 45٪ عام 2001 إلى 54٪ عام 2011. فيما يعيش 6% فقط من الأفارقة عام 2011 في الطبقة متوسطة الدخل، بزيادة بلغت 1% فقط منذ عام 2001. وتعد كل من تونس والمغرب هما الاستثناء في هذا الصدد، حيث حققت الدولتان طفرة ملحوظة في نسبة السكان ذوي الدخل المتوسط خلال الفترة من 2001 إلى 2011، إذ ارتفعت من 17% إلى 27% في تونس، ومن 11% إلى 19% في المغرب. فيما كانت معدلات الزيادة في شريحة الطبقة الوسطى أقل في دول أخرى مثل مصر (من 17% إلى 21%)، وجنوب أفريقيا (من 11% إلى 14%).

3- أمريكا اللاتينية:

بدت أمريكا الجنوبية عام 2001 في وضعية أفضل مقارنةً بآسيا وجنوب المحيط الهادي أو أفريقيا، وذلك بالنظر إلى انخفاض الفقراء وتزايد المنتمين للطبقة المتوسطة في هذه القارة، بل وطرأ تحسناً إضافياً في مستويات الدخل بها بعد عقد من الزمان. ففي عام 2001، كانت نسبة الفقر في أمريكا الجنوبية 17٪، قبل أن تنخفض إلى 7% عام 2011، وبالمثل تراجعت نسبة السكان الذين يقبعون في فئة الدخل المنخفض بهذه المنطقة من 55٪ إلى 46٪ خلال نفس الفترة.

ونتيجة الجمع بين سياسات النمو الاقتصادي وإعادة توزيع الدخل في أمريكا الجنوبية، فقد تزايدت نسبة السكان ذوي الدخل المتوسط من 16٪ إلى 27٪، وكانت أكثر الدول التي حقتت طفرات مضاعفة في هذا الشأن هي الأرجنتين والإكوادور وكولومبيا وبيرو والبرازيل. كما اتسعت فئة أصحاب الدخل “أعلى من المتوسط” من 9٪ إلى 15٪. وبصفة عامة، فقد عاش حوالي 47٪ من سكان أمريكا الجنوبية عند أو فوق مستوى الدخل المتوسط عام 2011.

أما في منطقة أمريكا الوسطى والبحر الكاريبي، فقد حدث تغير محدود بها في توزيع السكان حسب الدخل خلال الفترة من 2001 إلى 2011. وانخفضت نسبة الفقر بشكل متواضع في هذه المنطقة من 13٪ في بداية هذا القرن إلى 10٪ في نهاية العقد الأول منه، وبالمثل طرأت زيادة محدودة على فئة السكان ذوي الدخل المتوسط من 19٪ إلى 21٪ خلال الفترة ذاتها. وبشكل عام، يعيش معظم سكان أمريكا الوسطى والبحر الكاريبي (56%) في مستوى دخل منخفض وذلك حسب أخر تقديرات عام 2011.

4- أوروبا وأمريكا الشمالية:

تعد كل من أوروبا وأمريكا الشمالية موطناً لمعظم الاقتصادات المتقدمة في العالم. وبالتالي – وفقاً للمعايير العالمية – تغيب معدلات الفقر تقريباً في هذه المناطق، كما أن نسبة السكان ذوي الدخل المنخفض وذات الدخل المتوسط تعد محدودة نسبياً. وفي المقابل، فإن أغلبية السكان في تلك المناطق إما من ذوي الدخل فوق المتوسط أو الدخل المرتفع.

وتبرز دراسة مركز “بيو” الآثار السلبية للكساد الاقتصادي خلال الفترة (2007- 2009) على معدلات النمو الاقتصادي في كل من أمريكا الشمالية وأوروبا، لافتةً كذلك إلى تعثر الاقتصاد الأمريكي خلال العقد الأول من القرن الحالي، وتحقيقه متوسط نمو أقل من 1% سنوياً.

وفي هذا الإطار، انخفضت نسبة السكان ذوي الدخل المرتفع في الولايات المتحدة من 58% عام 2001 إلى 56% عام 2011، كما أصبح عدم إحراز تقدم بين الأمريكيين أصحاب الدخل المتوسط مصدراً للقلق والجدال السياسي في البلاد، حيث انخفض دخل الأسرة العادية من 53.646 دولار عام 2001 إلى 50.054 عام 2011، وجاء هذا الانخفاض نتيجة عدد من العوامل الأخرى، منها (العولمة، استبدال التكنولوجيا بوظائف الطبقة المتوسطة، وانخفاض عدد النقابات).

وبسبب هذا الأداء الباهت للاقتصاد الأمريكي المُهمين على منطقة أمريكا الشمالية، لم يكن ثمة تغيير كبير في توزيع الدخل في هذه المنطقة خلال الفترة من 2001 إلى 2011، حيث اقتصر التغير على زيادة نسبة الطبقة المتوسطة من 10٪ إلى 12٪، وبالمثل ارتفعت نسبة أصحاب الدخل المنخفض من 17٪ إلى 18٪، فيما تراجعت نسبة السكان ذات الدخل المرتفع من 43٪ إلى 42٪.

كما شهدت معظم الاقتصادات في أوروبا الغربية نمواً متواضعاً في السنوات العشر الأول من القرن الحادي والعشرين، غير أن الدول التي تمر بمرحلة انتقالية في أوروبا الشرقية – بما في ذلك الجمهوريات السوفيتية السابقة- نجت من آثار الركود الاقتصادي بشكل أفضل، لذا أظهرت أوروبا عموماً مزيداً من التقدم الاقتصادي مقارنةً بأمريكا الشمالية خلال الألفية الجديدة.

ففي أوروبا، تراجعت فئة أصحاب الدخل المنخفض من 31٪ عام 2001 إلى النصف تقريباً لتصبح 15٪ بحلول عام 2011. وامتدت المكاسب إلى المستويات الوسطى والعليا من الدخل؛ إذ ارتفعت نسبة السكان الأوروبيين في الطبقة المتوسطة من 20٪ إلى 24٪ خلال نفس الفترة، وأيضاً زادت نسبة من هم في فئة الدخل فوق المتوسط من 29٪ إلى 36٪، كما توسعت شريحة الأثرياء ذو الدخل المرتفع من 19٪ إلى 25٪.

واتسمت أوروبا الشرقية تحديداً بزيادة عدد سكانها من ذوي الدخل المتوسط بمعدل بلغ تقريباً 39 مليون نسمة خلال السنوات العشر الأولى من القرن الجديد. فبعد أن شهدت دولها تقلصات اقتصادية كبيرة بعد سقوط جدار برلين عام 1989، فإنها استعادت وضعها الاقتصادي مرة أخرى في العقد الأول من القرن الحالي. وأمثلة على ذلك، روسيا البيضاء التي ارتفعت الطبقة المتوسطة بها من 21٪ عام 2001 إلى 53٪ عام 2011، وكذلك رومانيا التي زادت هذه الشريحة بها من 6٪ إلى 25٪ خلال نفس الفترة.

وتؤكد الدراسة أن منطقة أمريكا الشمالية مازالت تحتفظ بكونها أعلى مناطق الدخل في العالم، حيث يعيش 42% من سكانها في فئة الدخل المرتفع (أي أكثر من 50 دولاراً يومياً) عام 2011، مقارنةً بنسبة 25٪ في قارة أوروبا. لكن تتميز أوروبا بأن نسبة صغيرة من سكانها تقبع في فئة الفقراء أو ذات الدخل المنخفض (15%) مقارنةً مع أمريكا الشمالية (19٪). وبعبارة أخرى، تشير الدراسة إلى أن غالبية الأوروبيين (85٪) بالمقارنة بسكان أمريكا الشمالية (81٪)، هم على الأقل فئات متوسطة الدخل أي يعيشون على 10 دولارات أو أكثر يومياً حتى عام 2011.

مُجمل القول، تتلخص أبرز النتائج التي توصل إليها مركز “بيو” للأبحات في دراسته المعنية بتوزيع السكان حسب الدخل في العالم خلال الفترة من 2001 إلى عام 2011، في النقاط التالية:

1- مازال 71% من سكان العالم يُصنفون باعتبارهم طبقة فقيرة وذات دخل منخفض حتى عام 2011. وتعد دول أفريقيا وآسيا هي الأكثر فقراً في العالم، حيث تزيد نسبة الفقراء عن 40٪ في العديد من بلدان القارة السمراء. وأيضاً، فإن الطبقة منخفضة الدخل هي السائدة في معظم أفريقيا وآسيا، وقد اتسعت هذه الطبقة في القارتين معاً من 82% عام 2001 إلى 89% عام 2011، وهذا مرده صعود نسبة كبيرة من الفقراء إلى هذه الفئة منخفضة الدخل، وليس إلى الطبقة المتوسطة.

2- لا يوجد طبقة متوسطة حقيقية على مستوى العالم. وتعتبر الأسر ذات الدخل المتوسط هي أكثر شيوعاً في أوروبا الشرقية (التي تضم روسيا) وأمريكا اللاتينية.

3- تتركز فئة السكان ذوي الدخل فوق المتوسط في كل من أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، ولكن ثمة قطاعات ناشئة من هذه الفئة في أجزاء أخرى من أوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية.

4- الغالبية العظمى من الأسر الثرية حول العالم- الذين يحصلون علي أكثر من 50 دولاراً يومياً- لا يزالون في أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث يعيش نحو 87% من سكان الدخل المرتفع في هاتين المنطقتين حتى عام 2011.

أحمد عاطف

المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية