مؤتمر فيينا ومصير الاسد

مؤتمر فيينا ومصير الاسد

JednA_nA-_ve_VA-dnA-

بتاريخ الثلاثين من تشرين الاول 2015 اجتمع ممثلي (17) دولة في العاصمة النمساوية(فيينا) لمناقشة تطورات الوضع الخطير في سوريه وسبل انهاء العنف فيها وايجاد مخرج للمشكلة السورية التي امتدت لأربع سنوات وخلفت أكثر من (250) ألف ضحية و(10) مليون مهاجر ولأجئ من الشعب السوري نتيجة النزاعات العسكرية وعمليات القتل والاغتيالات والاعدامات التي مارسها النظام السوري ضد شعبه..

وحضر الأجتماعات وزراء خارجية كل من(الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وتركيا والسعودية وومصر والاردن وفرنسا والمانيا وايطاليا وقطر ولبنان وعمان والامارات وبريطانيا والصين والاتحاد الاوربي والامم المتحدة) وانتهى المؤتمرون بالاتفاق على المبادئ التالية:

1. حماية حقوق الشعب السوري كاملة بغض النظر عن الانتماءات العرقية والمذهبية والقومية وايجاد أرضية مشتركة لتوحيد ابناء الشعب السوري.

2.العمل بكل جدية واهتمام لايصال المساعدات الانسانية والاغاثة الدولية لجميع المدنيين داخل المدن السورية بما يحقق الامان الاجتماعي ومنع حالة العوز والفقر التي تعانيها العوائل التي لا زالت تعيش في سورية.

3.ايجاد اليه لدعم النازحين داخل الاراضي السورية واللاجئين في عواصم وبلدان العالم وتوفير مستلزمات ادامة الحياة الحرة الكريمة.

4.الاتفاق على محاربة جميع اشكال العنف والارهاب والاولوية في المواجهة هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية ومعها باقي التنظيمات وخاصة تنظيم (جبهة النصرة).

5.اعتماد قرار مجلس الامن الدولي ذي الرقم(2118) والخاص بالشان السوري والذي يدعو جميع الدول لتشديد متابعتها حول التزام النظام السوري بقرار منع انتشار واستخدام الاسلحة الكيمياوية والتي اشر لدى المعنيين قيام السلطات السورية بضرب المعارضين وامكان تواجدهم بالسلاح الكيمياوي.

6.الاستناد على مقررات مؤتمر جنيف الاول والثاني وتحقيق الانتقال السلمي للسلطة ونعزيز وحدة الشعب السوري.

7.الدعوة لانتخابات شعبية يحدد فيها الشعب السوري نظام الحكم الذي يرغب فيه واختيار ممثليه لادارة دفة الحكم في سورية وطبيعة وشكل الحكم فيه
8.تعزبز مفهوم انهاء الاقتتال والصراع والنزاع العسكري بجميع اشكاله بين جميع الفصائل على الارض السورية.

9.اجراء مباحثات بين المعارضة السورية بجميع اتجاهاتها وميولها واهدافها واركان النظام السوري على ان تقود الى تشكيل واعداد دستور دائم للبلاد واجراء انتخابات شعبية نزيهة تؤدي الى تأمين حالة السلام بالبلاد.

ان ما تمخض عن اجتماع فيينا يعتبر نقاط مبدئية ومحاور رئيسية وشروع لحل سياسي مستقبلي لجميع الاطراف التي يهمها الشان السوري او التي لديها ادوات تستطيع تحريكها على الاراضي السورية بصورة علاقات مباشرة مع الفصائل القتالية او مساعدات عسكرية ومالية لادامة زخم المعارك واستمرار النزاع العسكري او على شكل لقاءات ومحاورات تفضي لتأسيس تغيير شامل يشمل جميع نقاط الخلاف بين الجميع ،وعليه يمكن لنا ان نقرأ الاجتماع وما تمخض عنه وفق المعايير التالية:
1.ان جميع الحاضرين ايقنوا حقيقة ان الموقف في سورية اصبح اكثر تعقيدا وان الاحداث تتصاعد باتجاه اضعاف ما تبقى من سيطرة الاسد على مقاليد الحكم في دمشق حيث ان اكثر من ثلثي الا رض السورية اصبحت خارج نطاق سيطرة الدولة السورية واجهزتها الامنية والعسكرية.
2.ان المؤتمرين اصبحوا على قناعة بان المشهد السياسي السوري بدأ يشكل لهم صداعا سياسيا لا يستطيعون خلاله من الحراك بشكل يحفظ هيبة وانسيابية علاقة الجميع فيما بينهم.
3.جاء التدخل الروسي العسكري ليضفي على المشهد السياسي السوري حالة انفعالية تتطلب من الشركاء السياسين المهتمين بالوضع في سوريه اتخاذ مواقف تنسجم واهمية هذا التدخل بحيث تكون امام تحديات ومنعطفات لهذا التحول على الساحة السورية.

4.اتفق الحاضرون علي ايجاد مخرج سياسي يؤدي الى وحدة الاراضي السورية وايجاد حالة شرعية تتمثل في الحفاظ على الشعب السوري بعدما رأى المجتمع الدولي ما ألت اليه اوضاع العراق من مشاهد واحداث مأساوية وانقسامات طائفية بسبب انعدام الرؤية الواضحة لدى الدول التي شاركت باحتلال العراق في معالجة الوضع الانساني والاجتماعي والسياسي في العراق.

5.اوضح الجميع ان معالجة الارهاب في منطقة الشرق الاوسط هي قضية دولية وتقع مسؤولية الحفاظ على المجتمع الدولي ودعم حالة الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط على جميع الاطراف الاقليمية والدولية واعلنوا ان الهدف الرئيسي المنفق عليه هو محاربة تنظيم الدولة الاسلامية وجميع عناوين الارهاب في المنطقة ومنها سورية.

6.الدعوة لاجراء انتخابات حرو واعادة كتابة دستور الدولة السورية بما يحقق طموحات الشعب السوري وقواه الوطنية ويكافئ تضحياته والحفاظ على حقوقه ، وبالتالي يصبح السوريين هم المسؤولين عن ادارة ومستقبل بلدهم.

7.الاتفاق الدولي والاقليمي يؤكد حقيقة التوافقات السياسية في التعامل مع القضايا التي تهم الشرق الاوسط وشعوبها وسعي الجميع للحفاظ على مصالحه وستراتيجته السياسية في التعامل الميداني على الارض بما يحقق استقرارا سياسيا في منطقة تعاني نزاعا عسكريا دام اكثر من اربع سنوات عجاف.

8.ان التواجد الروسي العسكري واليات تعامله مع الوضع السوري جعل حلفاء الاسد من الحكام والمسؤوليين الايرانيين يرون ان وجودهم بالشام اصبح مرهونا بالاتفاقات السياسية والتوافقات الاقليمية والدولية.

فهل تشهد منطقة الشرق الاوسط تحولا ستراتيجيا يفضي لتغييرات سياسية واعلان مواقف دولية وتغييرا لخارطة المنطقة وانظمتها السياسية ام سيبقى الحال على ما هو هذا ما ستخبرنا به الايام والاشهر القادمة.

وحدة الدراسات العربية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية