المرجعية الشيعية تنتقد العبادي وحلفاؤه يطالبونه بـ«إجراءات حاسمة لتنفيذ الإصلاحات»

المرجعية الشيعية تنتقد العبادي وحلفاؤه يطالبونه بـ«إجراءات حاسمة لتنفيذ الإصلاحات»

11qpt961.1

طالبت قوى سياسية عراقية مؤيدة للحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي بضرورة اتخاذ اجراءات حاسمة لتنفيذ الاصلاحات التي وعد بها منذ أشهر، وذلك غداة انتقادات وجهتها مرجعية النجف للحكومة لعدم تطبيق الاصلاحات التي طالبت بها.
وبالرغم من أن الكثير من الانتقادات الحادة سبق أن وجهت إلى حكومة العبادي من خلال خطب ممثلي المرجعية، والتظاهرات الاسبوعية التي تخرج كل جمعة في مدن العراق، واتهامات القوى السنية والكردية للحكومة بعدم تنفيذ وعود الاصلاح التي نادت بها الحكومة، إلا أن انتقادات قوى حليفة للعبادي مثل التيار الصدري وكتلة المواطن بقيادة عمار الحكيم، بعدم حصول اصلاحات حقيقية في سياسة الحكومة، تعتبر تغييرا نوعيا في المواقف من كتل طالما دعمت العبادي وساهمت في نيله منصب رئاسة الوزراء.
وضمن هذا السياق جاء إعلان عضو ائتلاف المواطن النائب فادي الشمري، عن تقديم ائتلافه ورقة «إصلاحات جذرية» إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي، وفيما طالب بتنفيذ ما تضمنته الورقة، اعتبر أن المرجعية الدينية رفعت «البطاقة الصفراء» بوجه الحكومة.
وقال عضو الائتلاف فادي الشمري في تصريحات، إن ائتلافه «قدم لرئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ورقة إصلاحات جذرية بالاشتراك مع مفكري البلد».
وأشار الشمري، أن «حزمة الإصلاحات التي اطلقت من قبل رئيس مجلس الوزراء لم تأخذ طريقها وفقا للتوقيتات التي وضعت لها، ما دعا المرجعية الدينية للتأكيد على السلطات الثلاث بتحمل المسؤولية في اتخاذ خطوات جادة في مسيرة الاصلاح الحقيقي وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد وملاحقة كبار المفسدين».
وأكد ان «خطبة المرجعية الدينية ليوم الجمعة الماضية، رفعت الكارت الأصفر للحكومة، وعلى الاخيرة ان تنتفض على حالها وان تشرع بتطبيق مشروع الاصلاحات الجذرية». وكانت المرجعية، في خطبة الجمعة الماضية، عبرت عن أسفها لعدم تحقيق الرئاسات الثلاث، الاصلاحات خلال السنة الماضية وخاصة مكافحة الفساد والفاسدين. ووجه ممثل المرجعية احمد الصافي كلاما فيه تحذير عندما قال إنه «لن يزيد عن هذا الكلام في الوقت الحاضر». مما فسره المراقبون بأن لدى المرجعية خيارات أخرى ستكون أشد وطأة على الحكومة اذا لم تستجب لمطالب المرجعية والمتظاهرين والقوى السياسية.
وقد جاءت مواقف كتلة المواطن والتيار الصدري وقوى شيعية أخرى، لمجاراة تحذيرات المرجعية، التي ستخلق لحكومة العبادي مشاكل كثيرة في حال اختارت سحب تأييدها لحكومة العبادي أو خيارات أخرى.
وبدوره، توقع عضو ائتلاف المواطن محمد اللكاش ان «الأشهر القادمة سشتهد طرح المرجعية عدة خيارات قد تكون قاسية في حالة استمرار تلكؤ تنفيذ الإصلاحات من قبل الرئاسات الثلاث».
واتهم النائب محمد اللكاش أطرافا في حزب الدعوة بعرقلة تطبيق هذه الإصلاحات، معتبرا ان ذلك «خلق للعبادي مشكلة مع جهات سياسية أخرى».
ويبدو أن رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يواجه الكثير من التحديات الأمنية والاقتصادية، سيكون على المحك الآن بعد أن اتخذت المرجعية وحلفاؤه من القوى المنضوية معه في التحالف الوطني، مواقف متشددة في المطالبة باجراء اصلاحات جدية ترضي كل الأطراف وفي مقدمتها ضرب حيتان الفساد الذين ما زالوا في مواقعهم في الحكومة وفي الهيئات السياسية المختلفة.

صحيفة القدس العربي