المواجهة الميدانية في سوريا: أوروبا وتنظيم الدولة

المواجهة الميدانية في سوريا: أوروبا وتنظيم الدولة

Europe-isis

ضمن منهجية وسلوك قيادة التحالف الدولي في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية واستهدافها لاماكن وتواجد قيادات التنظيم ومعسكرات التدريب الخاصةبمقاتليهم وخطوط المواصلات والتنقلات وانسيابية حركة التنظيم عبر الحدود العراقية السورية، تم الاعداد لخطة امنية محكمة تمثل الصيغة الواقعية بدحر التنظيم في سوريا والعراق بالاتفاق بين الدول الاوربية والولايات المتحدة الامريكية والتنسيق الامني والاستخباري وتبادل المعلومات الامنية وتحديد حركة وتنقلات قيادات التنظيم واستهدافهم بعمليات خاصة وفق رؤية امنية واستراتيجية مستقبلية تحدد مستقبل هذا التنظيم وفق المعايير والاهداف الاتية:
1. ان من اولويات العمل الاستخباري والامن الدولي هو القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية ومنع انتشاره وتمدده عبر سيطرته على اراضي ومواقع جديدة له على الاراضي السورية والعراقية واستخدام جميع الامكانيات والوسائل العسكرية التي تحد من نشاطه وتقدمه.
2.وضع الخطط الامنية الكفيلة باستهداف قيادات التنظيم الفعالة وجمع المعلومات الدقيقة عن تحركاتهم واتصالاتهم وامكانية استهدافهم بعمليات خاصة عبر مجموعة المقاتلين العاملين في القوات الخاصة الامريكية وبالتعاون مع اجهزة الاستخبارات الاوربية .
3. استعادة مناطق واماكن مهمة استراتيجية سيطر عليها مقاتلي التنظيم في الاشهر الماضية ودعم جميع الفصائل والقوى العاملة على الارض والتي تسعى لمواجهة مقاتلي الدولة واخراجهم من مناطقهم التي استولوا عليها، ومثال هذا ما قامت به الادارة الامريكية بدعم واسناد تشكيل (قوات سوريا الديمقراطية) في استعادتها لسد تشرين والمنشأت الحيوية فيه من ايادي تنظيم الدولة في سوريا بتاريخ السادس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 2015.
4.تعزيز التنسيق الامني المباشر مع السلطات التركية بحماية منطقة الحدود السورية التركية ومنع تسلل الارهابين عبر الحدود ومنع وصولهم الى داخل العمق الاوربي عبر الاراضي التركية .
5.تسخير جميع امكانيات الدعم الدولي من النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية والعلمية لدعم التحالف الدولي واستمراره في تنفيذ خططه الاستراتيجية في القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية وتعزيز حضور قيادة التحالف .
6.يرى الاوربيون ان الخطة الجديدة في مواجهة التنظيم انما هي جزء من استراتيجية طويلة الامد تؤدي في نهايتها الى تسوية سياسية للازمة القائمة في سوريا وان يترافق العمل العسكري الميداني مع العمل الدبلوماسي عبر القنوات السياسية والاعلامية واللقاءات المباشرة بين جميع اطراف النزاع .
7.عدم الاعتماد والاكتفاء بالعمل العسكري في مواجهة الارهاب بجميع اشكاله في سوريا وانما على الجميع بذل اقصى الجهود لتوحيد الرؤى السياسية وانضاج الافكار الميدانية الكفيلة بإنهاء الصراع في سورية .
8.استهداف الموارد الاقتصادية التي يعتمد عليها التنظيم في استمرار ديمومته وعافيته ودعمه لمقاتليه والعمل على تجفيف مصادر التموين المادي والاقتصادي للتنظيم وهذا يتضمن تكثيف الطلعات الجوية على المناطق الحيوية والتي تحتوي على الثروات النفطية واستهداف منابع النفط فيها ومحطات التكرير والانتاج كما يحصل الان في محافظة دير الزور حيث يبلغ معدل انتاج النفط فيه يوميا من قبل التنظيم من 34 -40 الف برميل وتبلغ العائدات المالية لهذا الانتاج بحدود مليون دولار يوميا .
9.استهداف خطوط المواصلات والنقل التي يستخدمها تجار النفط بنقل منتوجاتهم عبر العديد من الصهاريج التي يتم تكريرها في مصافي محلية اعدت من قبل المعنين بهذا الشأن ويتم تصدير النفط الخام عبر مناطق شمال سوريا او عبر الحدود العراقية السورية شمال منطقة القائم العراقية .
10. ترى الخطة الامريكية -الاوربية ان الضربات التي توجهها المقاتلات الروسية تعزز بقاء النظام السوري واستمراره لأنها موجهة ضد مقاتلي المعارضة السورية الفعالة وليس لتنظيم الدولة الاسلامية ومن الممكن ان تلعب روسيا دورا مهما وايجابيا إذا ما عملت على تغيير استراتيجيتها في المنطقة وكثفت جهودها المشتركة مع الأوربيين والامريكان باستهداف تنظيم الدولة.

هذه هي ابرز الملامح الحيوية لخطة المواجهة الاوربية وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية والمساعي الكبيرة التي تسعى اليها الدول الاوربية في تأمين وضعها الامني الداخلي وحماية امنها القومي .

وحدة الدراسات الاقليمية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية