جون كيري يهدد.. وعباس يدعو الى دعم الاستقلال الفلسطيني

جون كيري يهدد.. وعباس يدعو الى دعم الاستقلال الفلسطيني

 اشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرا في اثناء خطابه الصارم امام الدورة الـ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة الى استحالة العودة الى المفاوضات مع اسرائيل مشيرا الى انه دقت ساعة استقلال دولة فلسطين.

وعلى ما يبدو فان القيادة الفلسطينية بعد اجتماعها الاخير في  مقر الرئاسة في رام الله, عاقدة العزم على التوجه اليوم الاربعاء المصادف17/12/2014 إلى مجلس الأمن الدولي وتقديم مشروع بدعم من فرنسا  ينص على انهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967, ووضع فترة زمنية محددة لإنهائه وهي عامان.

واكد عباس خلال الاجتماع اعلاه, انه لا بد من حماية الفلسطينيين واللاجئين معتبرا ان الاولوية هي اعادة اعمار قطاع غزة، خاصة ما شهدته مؤخرا من جرائم تتعلق بحقوق الانسان, مشيرا في الوقت ذاته الى توقيف التنسيق الامني مع اسرائيل.

وكالمعتاد وهو امر ليس بجديد، لم يلقى هذا القرار ترحيباً من دول اوروبية عديدة, حيث اجتمع وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وناقشوا آلية التحرك الفلسطيني في الامم المتحدة, إذ رفض وزير الخارجية الامريكي جون كيري ورئيس الوزراء الاسرائيلي توجه الفلسطينيين الى الامم المتحدة, فيما اكد كيري انه في حال تقديم المبادرة الفلسطينية سيتم استخدام حق النقض ” الفيتو” وفرض عقوبات حاسمة ضدهم.

وبدوره، قرر البرلمان الاوروبي عدم التصويت لصالح قرار الاعتراف بدولة فلسطين, مؤكداً ان التوصل الى مثل هذا القرار يجب ان يكون مبنيا على اسس  مفاوضات السلام بين الطرفين, ولعله امر محال تحقيقه لان اسرائيل والولايات المتحدة لن تقبلا ان تكون القدس عاصمة للدولتين.

وفي هذه الحال سيضطر الجانب الفلسطيني الى المطالبة بالانضمام الى المنظمات الدولية والوكالات التابعة لها, كما سيطالبون بالعضوية الفلسطينية، والتي على راسها المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة الإسرائيليين على جرائم الحرب التي يرتكبونها يوما بعد يوم. وبهذا الصدد اكد السفير الفلسطيني لدى الامم المتحدة رياض منصور انه حتى ان فشلت هذه المشاورات فان “القضية الفلسطينية لن تزول” متوقعا ان ينتقل الفلسطينيون حينئذ الى “مرحلة جديدة” من حملتهم الدبلوماسية.

ويملك الفلسطينيون عدة اوراق اخرى، مثل الطلب من مجلس الامن دعم ترشيح فلسطين التي تحظى حاليا بوضع دولة مراقب غير عضو، كدولة كاملة العضوية في مجلس الامن. وهذا التحرك الذي سيصطدم بالتأكيد بفيتو اميركي يهدف الى الاستفادة من الدعم المتزايد الذي يلقاه الاعتراف بدولة فلسطين من قبل برلمانات اوروبية.

وهناك مشروع اخر ينص على السعي لاعتماد قرار غير ملزم في الجمعية العامة في الامم المتحدة يندد بالاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية. وهذا الاجراء الرمزي يمكن ان يلقى دعما كبيرا وليس هناك حق فيتو في الجمعية.

وبالرغم من الضغوط الدولية التي تواجه فلسطين وتأثيراتها السلبية على شعبها وتدهور الوضع الاقليمي, الا انه من الواضح ان عباس عازم على الالتزام بما اتفق عليه الفلسطينيون، ومستعد لتقديم ورقته الى مجلس الامن اليوم, فالشعب الفلسطيني ملَّ من المفاوضات العبثية التي لا جدوى منها، وتحمل ما يفوق التوقعات، وما لديه الى القليل ليخسره.

ويبقى السؤال هنا في حالة تم استخدام حق “الفيتو” وهذا هو المرجح حاليا, هل ستكون فلسطين قادرة على مواجهة جميع التهديدات والتحديات التي حذر منها كيري وبنيامين نتنياهو, خاصة في حال انهاء التنسيق الامني بينهم وبين السلطة الفلسطينية, وهل ستدعم الدول العربية هذا القرار؟

اماني العبوشي

 

 

 

 

 

.

 

 

“.