دافوس “بين الاقتصاد والهجرة”

دافوس “بين الاقتصاد والهجرة”

Forbes-davos-1-19-16-final-pic
بدأت أعمال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بشرق سويسرا، بمشاركة واسعة هذا العام من عدد كبير من الشخصيات الاقتصادية والسياسية من شتى انحاء العالم .
وتأتي اعمال المنتدى الذي يعقد خلال الفترة من 20 – 23 يناير 2016 ، في خضم العديد من الازمات والتحديات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالعالم ، ناهيك عن التقارير المتشائمة حول الاقتصاد العالمي لهذا العام ، والعديد من التحديات على مستوى الاسواق العالمية .

ويشارك في منتدى دافوس الذي حمل عنوان «الثورة الصناعية الرابعة» لهذا العام، أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة و ومايزيد عن 2500شخصية من كبار رجال الأعمال وصناع القرار السياسي والاقتصادي حول العالم .
وكالعادة هيمنت القضايا الدولية الساخنة على جدول أعمال المنتدى في يومه الأول ، حيث بدأت بملفات النمو العالمي والقلق ازاء الاقتصاد الصيني الذي سجل معدل نمو خلال عام 2015 بلغ 6.9 في المئة، والاقتصادات الدول الناشئة وهو أدنى مستوى اكثر من ربع قرن ، أما الوضع الجيوسياسي فكان من اهم المواضيع التي تم تناولها خصوصا فيما يتعلق بالأزمة السورية وتداعياتها والعديد من الازمات مثل في العالم والشرق الاوسط بشكل خاص، وأزمة المهاجرين ومد يد العون لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين في المنطقة للحصول على فرص عمل.
كذلك كان ملف الحرب على الارهاب حاضرا و الحرب على تنظيم “داعش” والاعتداءات الجهادية، وأزمة المهاجرين التي تضرب أوروبا والشرق الأوسط وغيرها.
وجاءت ازمة تراجع اسعار النفط وانهيار الاسعار الى مادون 30 دولار للبرميل والتي اربكت الأسواق المالية بسبب التقلبات كبيرة ، وعلى زيادة الناتج العالمي.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن بريطانيا «ستنظم مؤتمراً للمانحين لسورية الشهر المقبل، لجمع المساعدات للفارين من الصراع السوري المستمر منذ خمس سنوات». وأكد أن «لا حاجة إلى الاتفاق على أموال ومساعدات إضافية فحسب، بل نريد الاتفاق على عمل ملموس يعطي بصيص أمل لكثر، ووظائف تمكّنهم من توفير حاجات أسرهم وتعليم أطفالهم».
واعتبر كاميرون أن «للاتحاد الأوروبي دوراً حيوياً يضطلع به، بالتعاون معاً لتقديم دعم حقيقي لجيران سورية». وشدد على ضرورة «الاتفاق سريعاً على تغيير القواعد كي يتسنى للأردن زيادة الصادرات وخلق وظائف جديدة».
وعبر رجال اعمال مشاركين تخوفاتهم بالقول بإن “اسعار المواد الاولية انهارت”، بينما قال المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول ان الاستثمارات النفطية تواجه “الانخفاض الاكبر في تاريخها”. وقال حاكم المصرف المركزي الهندي راغورام راجان “نحن في عالم لا يمكن ان نكون متاكدين فيه من قيمة اي سهم”.
وعلى هامش المنتدى، أعلنت مجموعة «مايكروسوفت» الأميركية، «تأمين إمكانات للاستعانة بنظامها للحوسبة السحابية مجاناً لمنظمات غير حكومية وباحثين أكاديميين، وهي تُقدر ببليون دولار».
في سياق متصل ، كتب ناديلا في رسالته «من بين الأسئلة المطروحة في دافوس واحد مفاده: إذا كان نظام الحوسبة السحابية من أكبر التغيرات في عصرنا، فكيف نضمن أن يكون الجميع مستفيداً من منافعه؟»، وسأل «ماذا يحصل في حال كانت المجتمعات الغنية وحدها تتمتع بنفاذ إلى المعطيات والمعلومات والتحليلات والمعارف التي تأتي من الركائز المعلوماتية المحمولة ونظام الحوسبة السحابية؟».
ملفات كثيرة ومعقدة على جدول اعمال المنتدى خلال هذه الايام الثلاث تراوحت بين القضايا السياسية ، والازمات الاقتصادية ، والاجتماعية ، وهو الامر الذي يضع المشاركين في اعمال المنتدى تحت دائرة الضوء بالنسبة للمراقبين والمتابعين للشأن السياسي والاقتصادي في شتى انحاء العالم .
ويبقى التساؤل المطروح ، هل سيتمكن المشاركون من وضع آلية او خارطة طريق جادة لمعالجة الازمات العالمية ؟ ام سيكون مصير هذا الاجتماعات حال سابقاتها ؟ فعلى ما يبدو فإن هذا الاخير هو الخيار الارجح بناءً على العديد من الملاحظات السابقة .

عامر العمران

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية