العراق: انتقادات لصمت الحكومة تجاه تصفية أصحاب الكفاءات

العراق: انتقادات لصمت الحكومة تجاه تصفية أصحاب الكفاءات

تصفية الكفاؤات

يثير تصاعد عمليات التصفية التي تطاول الكفاءات العراقيّة وإجبارهم على الهجرة، المخاوف من إفراغ البلد من قدراته وطاقاته التي يحتاجها، فيما تنتقد كتل سياسيّة الحكومة بسبب صمتها وعدم اتخاذها أيّ إجراءات رادعة إزاء ذاك.

النائب عن التحالف الوطني، رعد الدهلكي، اعتبر خلال مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان مع نواب التحالف، أنّه “في الوقت الذي ندعو فيه الكفاءات العلميّة إلى العودة إلى العراق للاستفادة من خبراتهم لإعداد جيل متميّز يخدم البلد، ما زال منهج التصفية يطاولهم داخل البلاد ما يحول من دون عودة المهاجرين منهم”.

وأكّد أنّه “في الآونة الأخيرة تصاعدت عمليات الاغتيال والخطف التي تستهدف الكفاءات والكوادر العلميّة، وخاصة شريحة الأطباء والمهندسين والأساتذة الجامعيين، خاصة في بغداد وديالى”، مبيناً أنّ “ما يثير القلق هو الصمت الحكومي إزاء ذلك، من دون أن تتخذ أيّ إجراء لحمايتهم”.

ودعا الحكومة والأجهزة الأمنيّة، إلى “توفير الحماية لهذه الشريحة التي تعد عماد البلاد، وإلّا فسيكون مصير البلاد الجهل والتخلّف”، داعياً إلى “التحقيق بحوادث الاستهداف وكشف ومحاسبة الجهات التي تعمل على استهدافهم”.

من جهته، رأى المجمع العلمي العراقي، أنّ “هناك جهات سياسيّة، تحرّك مليشيات تابعة لها في البلاد، وتنفّذ أجندة خاصة لإفراغ البلاد من الكفاءات والنخب العلميّة”.

وقال عضو المجمع، خالد العزاوي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “البلاد تواجه مخطّطاً سياسيّاً لإفراغه من الكفاءات والنخب، وأنّ عمليات استهدافهم نشطت خلال الأشهر الأخيرة، وأسفرت عن مقتل وخطف العشرات في بغداد وحدها”، مبيناً أنّ “عمليات الاستهداف شملت كافة الاختصاصات العلميّة دون تمييز لأنّ الهدف واحد هو هدم البلاد”.

وأشار العزاوي، إلى أنّ “تلك العمليّات دفعت المئات من الكفاءات إلى الهجرة خارج البلاد حفاظاً على أرواحهم، فيما يرزم آخرون حقائبهم استعداداً للرحيل أيضاً، الأمر الذي ينذر بخطر كارثي في البلاد، والتي قد تجد نفسها يوماً بلا نخب علميّة ولا تدريسيّة ولا أطباء ولا مهندسين، ما سينعكس سلباً على الواقع الثقافي وعلى جهود بناء الأجيال”.

وأكّد أنّ “البلد يضرب اليوم بالصميم من خلال تلك العمليات، وهو يواجه مؤامرة خارجيّة – داخليّة لهدمه علمياً ولخلق أجيال متخلّفة مستقبلاً ما يعني هدم البلد”، مطالباً الحكومة بـ”توفير الحماية اللازمة للكفاءات كما وفّرت الحماية للمسؤولين”.

ويواجه العراق منذ العام 2003 عمليّات منظّمة لاستهداف النخب العلميّة والكفاءات، الأمر الذي أدى إلى مقتل المئات منهم، فيما هاجر الآلاف خارج البلد.

أكثم سيف الدين

صحيفة العربي الجديد