كيف تقدمت الميليشيات الإيرانية والأفغانية والعراقية بدعم من الروس في ريف حلب الشمالي؟

كيف تقدمت الميليشيات الإيرانية والأفغانية والعراقية بدعم من الروس في ريف حلب الشمالي؟

17-660x330

تمام الساعة الواحدة والربع في ذلك اليوم المشؤوم، بدأ النظام تمهيداً مدفعياً وصاروخياً على قرية دوير الزيتون الخاضعة لسيطرة الجيش الحر بريف حلب الشمالي”، هكذا بدأ رشيد أبو بهجت، أحد أفراد طواقم المدفعية التابعة للجيش الحر في ريف حلب الشمالي، حديثه مع المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية حول الهجمة الأخيرة التي جرت الأسبوع الماضي من قبل قوات النظام المصحوبة بميليشيات إيرانية وأفغانية وعراقية، وبتغطية مدفعية وصاروخية كبيرة، وغطاء جوي روسي. وتابع أبو بهجت قائلاً: “انطلقت مع أفراد كتيبة المدفعية، وبدأنا بتجهيز مدافعنا وراجمات الصواريخ، وكنا نراقب المعركة عن كثب ونستمع إلى أجهزة الإرسال التي تعمم الأخبار أولاً بأول”.

بدأت الاشتباكات المباشرة بين القوات المهاجمة وكتائب الجيش الحر، في الساعة الثالثة صباحاً، وبعد أن اضطرّت كتائب الجيش الحر للتراجع من بعض النقاط بسبب كثافة القصف المدفعي والصاروخي، استطاعت تدارك الأمر وتصدت للهجوم الأول للميليشيات، وأوقعت خسائر كبيرة بهم في العدة والعتاد، كما سيطر الجيش الحر على عربة BMB تابعة لقوات النظام، على حد قول أبو بهجت.

وأفاد شهم أبو جمال، أحد الناشطين الإعلاميين في الريف الشمالي، أن قرى دوير الزيتون وتل جبين وريتان وحردتنين تعرضت لقصف مدفعي وجوي غير مسبوق في صباح يوم الاثنين 1 شباط، وكانت الاشتباكات عنيفة جداً، وسُمِع دوي الانفجارات في كل أنحاء الريف الشمالي، وأضاف في حديثه مع (RFS): “تمكن الجيش الحر في المرة الأولى من استعادة النقاط التي خسرها في دوير الزيتون، ولكنّ القصف الجوي والمدفعي أحدث فارقاً كبيراً، ما أجبر الجيش الحر على التراجع من دوير الزيتون، وانتقلت الاشتباكات بعدها إلى محيط قرية تل جبّين”.

في تلك الأثناء بدأ تنظيم داعش باستهداف طرق إمداد الجيش الحر المؤدية إلى قرية تل جبين، كما استهدف نقاط تمركز الجيش الحر في القرية بقذائف الهاون والمدفعية، في ظل غارات جوية مكثّفة من الطيران الحربي الروسي، واشتباكات عنيفة مع الميليشيات الأجنبية، التي استطاعت السيطرة على القرية بعد انسحاب كتائب الجيش الحر منها. وهكذا انتهى اليوم الأول للهجوم.

وقال أبو بهجت: “في اليوم الثاني سيطرت الميليشيات الأجنبية على قرية حردتنين بعد قصفها بأكثر من 1500 قذيفة مدفعية، وتمشيط بالرشاشات الثقيلة بغزارة نيرانية كبيرة جداً، وانتقلت الاشتباكات إلى أطراف قرية معرستة الخان، التي كانت في وضع حرج بسبب رصد قوات النظام لكل الطرق المؤدية إليها بالصواريخ المضادة للدروع. وبعد اشتباكات وقصف عنيفين، سيطرت الميليشيات على القرية بالكامل، ووصلت بعض مجموعات الميليشيات إلى قرية نبل”.

وفي اليوم الثالث للهجوم بدأت قذائف المدفعية والغارات الروسية والبراميل من الطيران المروحي، تنهال بالآلاف على قرية رتيان، ووصف أبو بهجت ما جرى: “الشوف مو متل الحكي، والحكي مو متل الفعل”، وأردف: “معارك الريف الشمالي من سمع ليس كمن رأى”. وتابع حديثه عن المعركة في قرية رتيان حيث قال للمكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية: “خسر الجيش الحر والكتائب المقاتلة معظم قرية رتيان في ساعات الصباح الأولى، هدأ بعدها القصف بسبب دخول الميليشيات الأجنبية إلى نقاط داخل القرية، وبدأ الهجوم المعاكس من قبل كتائب الجيش الحر والفصائل المقاتلة، واستطاعوا إعادة كافة النقاط قبل الرابعة مساءً، عاود النظام بعدها لتنفيذ رشقات صاروخية وغارات جوية، ما أجبر الجيش الحر والفصائل المقاتلة على الانسحاب من القرية والتراجع إلى قرية بيانون، وتمكنت الميليشيات الأجنبية من السيطرة على رتيان، وبعدها ماير، وأمّنت الطريق إلى قريتي نبل والزهراء، التي تتمركز فيها قوات تابعة للنظام وبعض الميليشيات الطائفية”.

ومن الجدير بالذكر أن النظام والميليشيات الأجنبية خسرت في هذه المعارك خلال ثلاثة أيام أكثر من 200 عنصر و3 دبابات و4 عربات بي إم بي، وقدّم الجيش الحر والكتائب المقاتلة قرابة 70 شهيداً، معظمهم من أبناء المنطقة. وكانت عمليات النظام تهدف للوصول إلى قريتي نبل والزهراء لتكون قاعدة انطلاق لعملياته الجديدة في ريفي حلب الشمالي والغربي، اللذان يتعرضان بشكل يومي إلى قرابة 100 غارة روسية، ما اضطر سكان مناطقهما لإخلاء العديد من القرى والمدن والنزوح باتجاه الحدود التركية السورية.

أسامة حدبة

نقلا عن موقع المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية