السنة بسامراء يخشون إجبارهم على الرحيل

السنة بسامراء يخشون إجبارهم على الرحيل

سامراء

بعد موجة الهجمات وأعمال العنف التي طالت مواطنين سنّة في شهر يناير/كانون الثاني الماضي في محافظة ديالي شرق العراق، بات الكثير من السكان السنة في مدينة سامراء يشعرون بأنهم ليسوا في مأمن من مثل تلك الاعتداءات.

ومع تعاظم النفوذ الشيعي في سامراء، أُغلقت في محيط مرقد العسكري -وهو أحد أبرز المزارات الشيعية- متاجر ومنازل مملوكة لسكان سنة يمثلون أغلبية في المدينة، وسط مخاوف من إجبارهم على النزوح وتقسيم المنطقة على أساس طائفي.

وفجّر تدمير مرقد الحسن العسكري -الإمام الحادي عشر للشيعة الاثني عشرية- في 22 فبراير/شباط 2006، موجة هجمات انتقامية أودت بحياة عشرات الآلاف وأغرقت العراق في حرب أهلية طائفية، رغم أن أحدا لم يصب في التفجير ذاته.

وتعكس مخاوف أهالي سامراء شعور كثير من السنة الذين يخشون الطرد من مناطق حساسةيقولون إن “الشيعة يسعون للسيطرة عليها”.

كما أدى اعتماد الحكومة على الجماعات الشيعية كقوة عسكرية موحدة عوضا عن الجيش الوطني، إلى تعميق مشاعر انعدام الثقة بين الطوائف الدينية.

توسيع المرقد
ويستهدف المشروع الإنشائي لترميم مرقد العسكري -الذي كلف ملايين الدولارات وفق مسؤوليْن محليين- دمج المناطق القريبة إلى الموقع.

وقال كامل عباس عضو المجلس المحلي لمحافظة صلاح الدين التي تتبعها سامراء، إن “نحو 2500 متجر وألف منزل مملوك للسنة قد أغلقت”.

وأضاف عباس أن توسعة المرقد -الذي يوصف بالمسجد الذهبي- سوف تحرم الآلاف من سكان سامراء من الحق في استخدام أملاكهم.

واضطر بعض السكان إلى بيع ممتلكاتهم بأسعار مرتفعة قبل عام، لكن مسؤولا في المدينة طلب عدم ذكر اسمه قال إنهم “لجؤوا لذلك في الأساس بعدما منعتهم قوات الأمن من الوصول إلى متاجرهم ومنازلهم، أو أوقفت خدمات عامة عنهم كجمع القمامة”.

وأضاف لرويترز “أنهم يصنعون مدينة شيعية ومدينة أخرى سنية، مثل الأعظمية والكاظمية” في إشارة لمنطقتين متجاورتين في بغداد.

بيع بالتراضي
في المقابل شدد مدير العمليات بالمرقد أحمد المهدي على أن نزع ملكية أي مكان قريب من الضريح تمَّ بالتراضي ومقابل تعويض.

وأضاف لرويترز أن عملية الاستملاك سابقا في العتبة العسكرية هي عملية رضائية لا قضائية، مشيرا إلى أن عملية التوسيع موجودة في كل المقامات الإسلامية في العالم الإسلامي وليس في سامراء فقط.

واعتبر المهدي أن الوضع الأمني الخاص بسامراء القريبة من خطوط القتال الأمامية مع تنظيم الدولة الإسلامية يتطلب إجراءات احتياطية، لكنه عاد ووصفها بأنها إجراءات “طبيعية” ولا تختلف عن تلك المطبّقة في أماكن بجنوب العراق بعيدة عن دائرة القتال، نافيا أن يكون السكان محرومين من الخدمات العامة.

إجراءات مشددة
ويتدفق ملايين الزوار الشيعة -ومعظمهم من إيران المجاورة- إلى سامراء سنويا، وهي مدينة تاريخية تبعد 125 كيلومترا شمال غربي بغداد.

ويفرض مقاتلون شيعة يتسلحون بالرشاشات ويرتدون زيا أسود، طوقا أمنيا يمتد مئات الأمتار حول المرقد، وينتمي معظم المسلحين إلى سرايا السلام التابعة لرجل الدين الشيعي ذي النفوذ مقتدى الصدر.

وتمنع الجدران المقاومة للانفجارات والبوابات الحديدية الحركة حول المرقد، في حين أُغلقت المتاجر التي تقع ضمن الطوق الأمني أو هجرها أصحابها.

ويقتصر النشاط البشري الوحيد على الحراس الذين يسيرون دوريات في المنطقة، والزوار الذين يُنقلون بالحافلات إلى المرقد.

الجزيرة نت