حزب الله والحرس الثوري: قرائن الضلوع الإيراني في اليمن

حزب الله والحرس الثوري: قرائن الضلوع الإيراني في اليمن

حزب الله والحرس الثوري

“أتحدى إيران أن تنكر عدم قيامها بتسليح ميليشيا الحوثي وصالح أو تمويل تلك الميليشيا الانقلابية”، بهذا التصريح أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في ندوة صحافية في العاصمة التركية أنقرة جمعته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن يد إيران الطائفية الممتدة إلى اليمن هي المسؤولة الرئيسية على الفوضى وحالة الاقتتال التي تعم البلاد منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية سنة 2014.

تعتمد السياسة الإيرانية في المنطقة العربية على العديد من الأساليب التي ترتكز في جوهرها على النازع الديني والطائفي في التسلل إلى مفاصل الدول العربية، وتعد هذه الأساليب المحفز الرئيسي منذ ما يسمى بالثورة الإيرانية سنة 1979 على الحروب الدينية والطائفية التي تحدث في المنطقة العربية، ابتداء بالعراق وانتهاء باليمن مرورا بلبنان وسوريا.

فالبداية تبدأ عبر إقامة جسور تواصل مع الأقليات الشيعية العربية التي تسكن منطقة ما، لتؤلبها على حكوماتها دون سبب في الغالب، وعبر وسائل الإعلام والشحن الطائفي ينتهي مسلسل التأليب إلى حرب طائفية تقوم على الإسلام السياسي في شكله الشيعي.

وقد مهدت إيران منذ أكثر من عقدين المناخ اليمني ليكون جاهزا لفتنة طائفية تنتظر التسلح لتتحول إلى حرب أهلية، حيث حاولت إيران نشر التشيع في اليمن بوسائل عدة، منها استقطاب طلبة يمنيين للدراسة في الجامعات والحوزات في إيران ودمشق وبيروت منذ فترة الثمانينات والتسعينات وعن طريق استخدام شخصيات شيعية عراقية مقيمة في اليمن، إلا أنه يمكن القول إن التحرك الإيراني لنشر التشيع في اليمن نشط كثيرا في التسعينات بحكم الانفتاح الذي ترافق مع قيام الوحدة اليمنية في مايو 1990، والسماح بالتعددية السياسية وتشكيل الأحزاب، وعدم وجود رقابة على دخول مراجع وكتب ومنشورات الإسلام السياسي الذي تروج له طهران.

الطمع التاريخي الإيراني تجاه الوطن العربي وثرواته يعد المحرك الأول لسياستها الطائفية الدينية

وبعد أن أوجدت إيران لنفسها الأرضية الخصبة للتحرك من خلال شعارات طائفية مستغلة القضايا العربية مثل القضية الفلسطينية، عمدت أجهزة إيران إلى تشكيل مجموعة من الحركات المؤيدة لها في الوطن العربي، فأنشأت حزب اللـه في لبنان، والحركة الحوثية في اليمن. وقد كانت البدايات في اليمن منذ عام 1982، على يد رجل الدين الطائفي أحمد فليتة، والذي أنشأ في عام 1986 اتحاد الشباب المؤمن، وكانت ضمن ما يتم تدريسه مادة عن الثورة الإيرانية ومبادئها، وقد تولى تدريس هذه المادة بعد أحمد فليتة، محمد بدر الدين الحوثي، الشقيق الأكبر لحسين بدر الدين الحوثي.

وللتدليل على أن تلازمية المد الطائفي الإيراني وتحركه ككل مرتبط ببعضه البعض في المحيط العربي، فقد أكد عبدربه منصور هادي في ندوته الصحافية بأنقرة أن سلطات بلاده كانت تحتجز عددا من جنود الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني لدى قوات الأمن والجيش اليمنية، وقد دخلت تلك العناصر وهي مسلحة مستغلة الفوضى التي خلقها الحوثيون بعد استيلائهم على الفرقة الأولى المدرعة التي كان يقودها علي محسن الأحمر، وبعد دخول الحوثيين إلى صنعاء وتنفيذهم للانقلاب، تم إطلاق سراح تلك العناصر. وأكد منصور هادي أن حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني قد اتصل به طالبا الإفراج عن عناصره، إلا أن هادي رفض مؤكدا ضرورة تقديمهم للمحاكمة قبل أن يتم تهريبهم.

هذه الوقائع التي سردها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تثبت أن الطمع التاريخي الإيراني تجاه الوطن العربي وثرواته وامتداده الاستراتيجي العالمي، يعد المحرك الأول لسياستها الطائفية الدينية التي توظف مواطنين عربا لصالح الأيديولوجيا الإسلامية المزيفة التي تخفي رغبة إيرانية جامحة في الهيمنة على الجغرافيا العربية.

صحيفة العرب اللندنية