اسعار النفط ومستقبل الاسواق

اسعار النفط ومستقبل الاسواق

56b46c9ac3618869728b4591
بعد التفاؤل الذي ساد أسواق النفط خلال الاسبوع الماضي ومطلع الاسبوع الحالي وصعود الاسعار الى أكثر من 40 دولار للبرميل، تلقت الأسواق من جديد هزة عنيفة ادت الى تراجع الاسعار بشكل طفيف على خلفية عدد من المستجدات التي ادت الى تراجع الاسعار .
وكان النفط ارتفع في وقت سابق بعد انخفاض مستويات المخزونات الأمريكية ما ساهم في تهدئة القلق بشأن تخمة المعروض بعض الشيء والتي من شأنها أن تكبح تعافي سعر الخام في المستقبل.
وهنا سنعرض بعض الاسباب الرئيسية التي ادت الى التراجع في اسعار النفط والحد من تقدمه وهي كما يأتي :
– العرض الكبير في السوق يؤثر سلبا على مستوى الأسعار وانخفضت أسعار النفط في آسيا بسبب العرض المفرط في الأسواق، وبانتظار بيانات الاحتياطي الأميركي.
– تراجع الخام الامريكي من أعلى مستوى له هذا العام مع إغلاق أسعار النفط على ارتفاع طفيف منتصف الأسبوع الحالي.
– يتوقع محللون أن تعلن الحكومة الامريكية عن زيادة قدرها ثلاثة ملايين برميل في مخزونات الخام المحلية الاسبوع الماضي لتسجل مستويات قياسية مرتفعة للأسبوع السادس على التوالي.
– ارتفاع عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة لأوّل مرّة منذ شهر كانون الأول الماضي، حيث ارتفع عدد الحفارات لأول مرّة منذ 12 أسبوع في شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية، وهذا ما سبب تزايداً في قلق عودة التدفق الكبير للنفط مما يعيد اتساع الفجوة بين الطلب والعرض لصالح المعروض.
– أشارت بيانات معهد البترول الأمريكي الأسبوعية والتي الى إرتفاع أعلى من المتوقع لمخزونات النفط الأمريكية مما يعزز من المخاوف بشأن استمرار إرتفاع الإمدادات العالمية.
– تباطؤ الاقتصاد العالمي ووصول الولايات المتحدة إلى درجة الاكتفاء الذاتي من النفط تقريباً.
– التحليلات الفنية لكبار الخبراء الاقتصاديين تشير إلى ان النفط بحاجه لفترة طويلة من الاستقرار بعد ارتفاعه بنسبة 18% حتى الآن في هذا العام.
– التقليل من اهمية الاتفاق النفطي بين المنتجين في اوبك حول تجميد سقف الانتاج حيث يرى خبراء في وكالة الطاقة الدولية بأن الاتفاق “لا معنى له “.
– حذرت صحيفة “وول ستريت جورنال” بتاريخ 14 مارس آذار ان تعافي الأسعار قد يكون السبب المحفز لمرحلة جديدة من انهيارات الأسعار لأنها ستشجع منتجي الزيت الصخري والرملي برفع وتيرة الانتاج مجددا كأنها تصب ماء باردا على تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي تنبأ بهبوط الانتاج الأميركي. وحسب تقديرات “غولدمان ساكس” البنك التجاري الاستشاري المتخصص في اسعار السلع الاستراتيجية “اذا ارتفعت الأسعار الى 50 دولارا للبرميل مثلا سنواجه المشكلة نفسها بعد 6 أشهر ونعود للمربع الأول”.

وهنا يبين دانيال أنج المحلل لدى فيليب فيوتشرز: “لابد أن الفائض فى صافى المعروض سيستمر فى المدى القصير، وهو ما يقودنا إلى الاعتقاد بأن الاتجاه الصعودي الحالي غير مستدام.”
كذلك المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون الطاقة الدولية، عاموس هوخشتاين قال “أشك كثيراً في هذا الاتفاق. تجميد إنتاج الدول قرب مستويات تاريخية مرتفعة لن يغير الوضع في سوق متخمة بالإمدادات”. وقال: “كما أشك كثيراً في التزام إيران بعد رفع العقوبات، بصادرات عند المستويات المتدنية لحقبة العقوبات.”
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت في وقت سابق، بعد أن أظهرت بيانات انخفاضا في مخزونات الخام الأمريكية لأول مرة منذ يناير/كانون الثاني الماضي، كما ارتفعت أسعار السلع الأولية بشكل عام.
اللافت للنظر هو ظهور تقرير سلّط الضوء على احتمال ارتكاب وكالة الطاقة الدولية خطأ فادحا في تقديراتها لإنتاج النفط الخام العالمي، ما كان له تداعيات سلبية على أسعار النفط العالمية. وتصدر وكالة الطاقة الدولية المعنية بتنسيق السياسات المتعلقة بالطاقة بين الدول المنتجة لها، تقارير شهرية تشير فيها إلى حجم معروض ومقدار الطلب على النفط في الأسواق، وبناء على ذلك فإن لتوقعات وتقديرات الوكالة تأثير على الأسعار.
ويبلغ حجم إمدادات النفط العالمي نحو 96 مليون برميل يوميا، ما يعني أن البراميل “المفقودة” تشكل نحو 8% من الإمدادات ولها تأثير ملحوظ على أسعار النفط، خاصة في وقت تشهد الأسواق فائضا في المعروض.
ودعت قطر أعضاء اوبك وكبار منتجي النفط خارج المنظمة إلى الاجتماع في 17 أبريل نيسان للاتفاق على تجميد للإمدادات في أعقاب إتفاق مبدئي في شباط / فبراير بين أعضاء أوبك السعودية وقطر وفنزويلا إضافة إلى روسيا -وهي منتج رئيسي خارج المنظمة- لابقاء الامدادات عند مستويات يناير كانون الثاني.
ختاما الأجواء لا زالت تتسم بنوع من التفاؤل حول مستقبل اسعار النفط بعد الإعلان عن موعد اجتماع لبحث الأسعار، وتجميد الإنتاج في الدوحة خلال نيسان / أبريل المقبل ،الا ان خبراء في وكالة الطاقة الدولية قللوا من أهمية هذا الاجتماع على اسواق النفط، وعليه سيكون الاجتماع المقبل للمنتجين بمثابة القاعدة التي تنطلق منها التنبؤات حول اسعار النفط .
عامر العمران
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية