سبع خطوات لهزيمة داعش في عام 2015

سبع خطوات لهزيمة داعش في عام 2015

iraq-government-militia-balad-against

على الرغم من أنه لا يجب أن يكون لدى واشنطن أوهام حول حل المشاكل الأوسع في المنطقة، إلا أنه يمكنها البناء على النجاحات المبكرة ضد داعش لهزيمة هذه المجموعة تمامًا في العراق وسوريا.

المعركة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” بدأت للتو، ويؤكد المسؤولون في واشنطن على أنها ستكون معركة طويلة الأمد، حتى في العراق، الجبهة التي تحوز على أولوية إدارة الرئيس أوباما.

ومع ذلك، فإن النجاحات التي حققتها مؤخرًا قوات البشمركة الكردية، والقوات التي تتحكم بها بغداد، تشير إلى تراجع هجوم الجماعة الجهادية في العراق، ما سيؤدي على الأرجح إلى احتوائها وطردها في النهاية من الموصل والفلوجة وتكريت.

ومثلما هو الحال في أي حملة عسكرية، فور إمساك الولايات المتحدة وحلفائها بزمام الأمور، سيغذي هذا الزخم حدوث المزيد من النجاح، وهو ما اختبره تنظيم “الدولة الإسلامية” بنفسه في حزيران/يونيو عندما اجتاح معظم مناطق العراق ذات الأغلبية السنية.

وفي غضون عام، قد تتمكن نجاحات قوات التحالف من تدمير الجماعة كقوة تقليدية رئيسة في العراق، في حال كانت الإدارة الأمريكية قادرة على الإجابة على سؤال: من سيوفر القوات البرية للقيام بالهجوم؟

وقد تتمثل إحدى الإجابات على هذا السؤال بمزيج من 12 من كتائب الجيش وقوات البشمركة المدربة والمجهزة أمريكيًا، وقد تكون هناك حاجة إلى وجود عدد محدود من القوات البرية الأمريكية لتعزيز هذه القوة المحلية.

وبالتالي، أصبح من الملائم البدء بالتفكير فيما سوف يحدث لو سار القتال في العراق بالشكل المخطط له؛ حيث إنه، وفي تلك الحالة، سوف تحتاج أمريكا لتأمين نجاحها هناك. وفيما يلي بضعة اعتبارات سياسية وعسكرية عامة لترسيخ هذا النجاح:

1- عدم السماح للمثالية بأن تكون عدوًا لما يمكن تحقيقه

ركزت القوات الأمريكية انتباهها بشكل صائب على السؤال الشهير الذي طرحه الجنرال ديفيد بترايوس في عام 2003، وهو: “أخبروني كيف سينتهي هذا الأمر”.

ولكن، في حين يعد هذا السؤال أمرًا جوهريًا يجب أن تراعيه أي عملية عسكرية، إلا أنه قد يحول دون العمل الفعلي إذا ما تمت المبالغة في التفكير فيه عندما يكون الوضع غير مؤكد.

وبالإضافة إلى ذلك، تعد المعركة ضد “الدولة الإسلامية” بمثابة حملة منخفضة التكلفة تتضمن هدفًا صريحًا هو “عدم التسبب بإصابات”. وفي مثل هذه الحملات، تقل الحاجة إلى الإجابة بشكل قطعي على السؤال الذي طرحه الجنرال. هذا السؤال ضروري عندما يتم وضع مئات الآلاف من الجنود في ساحة المعركة، وتوقع خسائر فادحة.

2-العمل العسكري ليس وسيلةً فحسب في بعض الأحيان، بل غاية

رغم أنه يجب أخذ مبادئ المنظر العسكري البروسي، كارل فون كلاوزفيتز، حول أولوية السياسة في أي نزاع، بعين الاعتبار، إلا أنه لا يجب أن تردع هذه المبادئ القادة عن تنفيذ عمليات عسكرية فعالة من أجل تغيير الوضع العسكري في حالة الطوارئ، حتى قبل الدخول في تفاصيل التوصل لحل سياسي.

وما يزال النزاع مع داعش يعد حالة طوارئ؛ وبالتالي، يشكل إيقاف الجهاديين من التقدم في العراق وسوريا، ودحر “الدولة الإسلامية”، ردًا فعالًا، سيؤدي في النهاية إلى صياغة الخيارات السياسية.

وقد كان أوباما على حق في تحذيره خلال خطابه في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت في 28 أيار/مايو، من أنه ليس هناك حاجة لاستخدام “المطرقة” العسكرية ضد جميع المشاكل. ولكن هذا التحذير يؤكد في الوقت نفسه أن بعض المشاكل هي “مسامير” في الواقع، ومن الصحيح ضربها بـ”المطرقة” العسكرية.

3- أي نتيجة سياسية متركزة على إحداث تغيير جذري في المنطقة، وإنهاء تفشي الحالات المشابهة لحالة داعش، محكومة بالفشل

الشرق الأوسط بقعة من التعقيد، والاختلال، والصراعات. وعلى الولايات المتحدة أن تبقى منخرطة فيه نظرًا للمصالح الحيوية في مكافحة الإرهاب، وقف الانتشار النووي، دعم الحلفاء والشركاء، وتسهيل تدفق النفط والغاز؛ إلا أنه ليس بإمكان الولايات المتحدة “إصلاح” المنطقة. فقد تم تجربة ذلك بالفعل بشكل متكرر في أماكن مثل بيروت ومقديشو، وعلى نطاق أوسع في أفغانستان والعراق، وكانت النتائج غير مرضية.

4- شعوب المنطقة، وليس الغرباء، هم من يجب أن يحلوا مشاكلها

ينطبق هذا المبدأ على جميع أنحاء العالم، ولكنه ينطبق على الشرق الأوسط تحديدًا إلى حد أكبر بكثير؛ نظرًا لعمق واتساع المشاكل التي تهدد نظام المنطقة الداخلي.

معالم الحداثة المجتمعية تتكشف في هذه المنطقة وسط هياكل وطنية ضعيفة، وتردد في تبني النماذج الغربية، وهو ما يخلق توترًا عاليًا جدًا.

ويمكن للعالم أن يساعد في حل بعض هذه المسائل. ولكن، لا يمكن حدوث أي تغيير جوهري ما لم تحصل “صحوة” داخلية حقيقية بين شعوب المنطقة.

5- عدم تنفيذ القوات البرية الأمريكية لعمليات كبيرة تهدف إلى تحقيق الاستقرار

ويأتي هذا التحذير نتيجة الوضع الإقليمي الموصوف أعلاه، وتجارب أمريكا المكثفة فيما يخص تغيير نظام الحكم وعمليات تحقيق الاستقرار وبناء الأمة منذ حرب فيتنام وحتى العقد الماضي.

أي محاولة مماثلة ستحقق في أفضل حالاتها نجاحًا مشكوكًا فيه. وبالإضافة إلى ذلك، تميل مثل هذه الحملات إلى نزع رغبة الشعب الأمريكي في الانخراط في أي عمل عسكري، حتى وإن كان ضروريًا وقليل التكلفة.

6- النجاح على المدى الطويل يتطلب الانخراط الأمريكي المستمر، بما فيه التواجد العسكري المحدود

سيكون من الضروري الوصول إلى التوافق السياسي بين مختلف الجماعات العرقية والدينية في العراق، وفي سوريا في النهاية، مهما كان ذلك صعبًا، إذا ما أردنا هزيمة داعش بشكل تام، ومنع التنظيم أو أي حركة إسلامية من كسب موطئ قدم جديد في هذه المنطقة خلال الألفية المقبلة.

وكما رأينا مرارًا وتكرارًا، المؤسسات الدستورية والديمقراطية في الشرق الأوسط عرضة لضغوط طائفية واستبدادية، وخاصةً عندما تتلقى دعمًا من الخارج.

ولهذا، يجب على أي توافق سياسي أن يرتكز على اللامركزية والمشاركة الفعالة في السلطة، بما في ذلك بما يتعلق بقوات الأمن والموارد الطبيعية.

وفي حين يجب أن تصدر شرعية مثل هذه الخطوات السياسية عن الأمم المتحدة أو غيرها من الهيئات الدولية، إلا أنه يجب أن تأتي القوة العسكرية اللازمة لتنفيذها من الولايات المتحدة. ولابد من إبقاء عدد محدود من القوات الأمريكية في العراق، وربما في سوريا وحولها، لكي تكون مخولة للدفاع عن الضمانات الدولية والنظام اللامركزي.

7- شراء الوقت في صراع طويل الأمد

من غير الممكن الإجابة على سؤال “كيف سينتهي الأمر؟” من خلال سيناريو وجدول زمني واضح، وليس هناك بالأساس حاجة إلى الإجابة على هذا السؤال عند استخدام “المطرقة” العسكرية في حالات الطوارئ.

ورغم ذلك، هناك حاجة للإجابة بطريقة ما على هذا السؤال؛ نظرًا للواقع السياسي ودبلوماسية التحالفات. وأفضل جواب في الوقت الراهن، هو أن هذا البرنامج الوارد أعلاه، والذي يتم تطبيقه عند الضرورة ليشمل تحديات أخرى تواجه النظام الدولي، سوف يشتري الوقت اللازم لكي تتوصل منطقة الشرق الأوسط إلى الحداثة والتغيير الداخلي اللازمين لترسيخ مبدأ الدولة القومية، وتوفير عوامل محلية لمنع العنف والاضطرابات.

جيمس جي جيفري – بزنس إنسايدر (التقرير)

http://goo.gl/Kbxq1r