تذبذب أسواق النفط و الأنظار تتجه صوب اجتماع الدوحة

تذبذب أسواق النفط و الأنظار تتجه صوب اجتماع الدوحة

OILLLLL

تشهد السوق النفطية هذه الايام حركة نشطة مصحوبة بترقب وانتظار من قبل المستثمرين والمتعاملين في أسواق النفط ، لاجتماع كبار المنتجين المتوقع انعقاده في منصف نيسان/ ابريل في العاصمة القطرية الدوحة .
هذه الانظار التي هيمن عليها حالة الرعب والهلع منذ انهيار اسعار النفط في النصف الثاني من العام 2014، تبدو اليوم اكثر هدوءً وتفاؤلا بمستقبل الاسعار ، بعد الفترة القاتمة التي هيمنت على الاسواق في الفترة الماضية بسبب تخمة المعروض والمنافسة الشرسة بين المنتجين .
هذه التفاؤل و أن كان لا ينتظر حصول معجزة في اسواق النفط تعيد الامور الى ما كانت عليه قبل زلزال النفط العالمي الذي ضرب الاسواق العالمية قبل اكثر من عام ونصف العام ، الا أنه شعور بالطمأنينة حول مسار الاسعار وبأنها ستسير في الاتجاه الصحيح بعيدا عن اي انهيارات مرعبة ، كما حصل بداية العام الجاري عندما انهارت الاسعار الى 27 دولارا للبرميل ،وهو ما اعتبرها عدد من الخبراء بأنها قاع الاسعار النفطية التي ارتدت بعد ذلك باتجاه صعودي .
اليوم نشهد العديد من المعطيات التي قد تجعل الاسواق بانتظار تحولات ستشكل فارقا في مسيرة ازمة اسعار النفط والاسواق خلال الايام المقبلة .
– استمرار مخاوف المستثمرين تتزايد بسبب تخمة المعروض في أعقاب إعلان “أوبك” ارتفاع إنتاجها في الشهر الحالي إلى 32.47 مليون برميل يوميًا مقابل 32.37 مليون برميل في فبراير/شباط السابق له، بفعل زيادة إنتاج العراق وإيران.

– اجتماع الدوحة في ١٧ نيسان (ابريل) المقبل، وهو الاجتماع الذي ينتظره المستثمرين في قطاع النفط والتجار ،حيث سيكون لنتائج الاجتماع وتجميد الانتاج اثر في وتوضيح معالم مستقبل الاسعار والصناعة النفطية بشكل عام .

– اسعار النفط الصخري تتراجع حاليا، كما اكد المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول بالقول :” إذا ظلت أسعار النفط في المستويات المنخفضة الحالية فإن الاعتماد على نفط الشرق الأوسط سيرتفع بنسبة 75 بالمئة على الأقل.
– وفيما يتعلق بإيران قال بيرول إن «علينا التريث ونرى ما إذا كانت إيران ستكون قادرة على جذب استثمارات كبيرة لإنتاج النفط»، مشيرا إلى أن الجيولوجيا الإيرانية لحقول النفط أكثر تعقيدا بكثير من دول الخليج كما أنها تتطلب الكثير من التكنولوجيا المتطورة للحصول على النفط.
– زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الى موسكو ، فعلى الرغم من كون الزيارة ستكون ذات طابع سياسي بالأغلب الا ان الاقتصاد سيكون حاضر ، وقد يقود هذا اللقاء الى وضع تفاهمات قد تترجم في اجتماع الدوحة المقبل .
– ايضا تتجه أسعار النفط إلى الارتفاع في التداولات مستفيدة من تراجع سعر الدولار بعد تصريح لرئيسة الاحتياطي الفدرالي الأمريكي جانيت يلين وأدى انخفاض الدولار إلى دفع أسعار النفط إلى الارتفاع مما شجع المستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى.
– أعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في اخر بيان لها عن ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة بمقدار 2.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 25 مارس/آذار الجاري، في حين كانت التقديرات تشير إلى نمو قدره 3.3 مليون برميل.
– الضغط على الأسعار نتيجة زيادة المخزونات العالمية حيث توقع محللون زيادة أخرى في مخزونات الخام الأميركي إلى مستويات قياسية. وارتفع النفط بأكثر من 45 في المئة منذ منتصف شباط /فبراير 2016.

– تشير التحليلات بان هناك تطور ملحوظ قد يساعد في رفع سعر النفط بعد حزيران وهو ان إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة بدأ يتقلص مع إغلاق عدد من الشركات الصغرى عملياتها لإنتاج النفط الصخري، بعد انخفاض سعر النفط الى ٣٥ دولاراً في اميركا، حيث لم يعد مفيداً اقتصادياً للشركات الصغيرة ان تستمر في عملياتها. وهناك توقعات لخبراء ومتعاملين في قطاع النفط ان الطلب سيزيد بعد حزيران نظراً لانخفاض النفط الصخري وتحسن النمو وبداية انخفاض المخزون.

اقل من شهر يفصلنا عن موعد اجتماع السعودية وروسيا مع باقي كبار المنتجين في الدوحة لبحث الأسعار وتجميد الإنتاج في اعقاب إتفاق مبدئي في شباط / فبراير بين أعضاء أوبك السعودية وقطر وفنزويلا إضافة إلى روسيا –والانظار تتجه الى هذا الاجتماع باهتمام ، وهنا نعود للتأكيد بأن خبراء في وكالة الطاقة الدولية قللوا من أهمية هذا الاجتماع على اسعار النفط ،فهناك عوامل كثيرة تتحكم بدفة السوق النفطية ،فالحصة السوقية وما يرافقها من منافسة شرسة كما هو الان اغرق الاسواق بالإنتاج النفطي وهوى بالأسعار إلى مستويات قياسية ،ناهيك عن المخزونات العالمية وغيرها من الامور الفنية التي تؤثر على الاسعار ، وعليه سيكون الاجتماع المقبل للمنتجين بمثابة بصيص الامل للعاملين في تجارة النفط والمستثمرين حول مستقبل اسعار النفط لكن بحسب توقعاتنا لن يكون ذات تأثير كبير على اسعار النفط.

عامر العمران

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية