اسعار النفط تهوي بعد فشل اجتماع الدوحة

اسعار النفط تهوي بعد فشل اجتماع الدوحة

Opec_Qatar_OIl
تعرضت اسعار النفط لصدمة جديدة ،بعد ان تراجعت بأكثر من خمسة في المئة على خلفية فشل كبار منتجي النفط في العاصمة القطرية الدوحة للتوصل إلى اتفاق على تجميد إنتاج النفط ،وأتى هذا الانهيار بعدما اختتم ممثلو 18 دولة من كبار منتجي النفط يوم الأحد 17 نيسان/ابريل ، مشاوراتهم في الدوحة لبحث تجميد الإنتاج، دون التوصل إلى اتفاق.
وبحسب بيانات اسواق النفط فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت نحو ستة بالمئة فى التعاملات المبكرة اليوم الاثنين قبل أن تتعافى إلى 41.29 دولار للبرميل بحلول الساعة 0508 بتوقيت جرينتش لكنها ما زالت منخفضة 4.2 بالمائة عن سعر آخر تسوية. وهبطت العقود الآجلة للخام الأمريكى 4.63 بالمائة إلى 38.49 دولار للبرميل.
إذ خسر برميل غرب تكساس الوسيط، تسليم مايو، دولارين وعشرين سنتا أي 5.45% عن سعر إغلاق الجمعة ليبلغ 38.16 دولار، في حين خسر برميل برنت، تسليم حزيران / يونيو، دولارين و23 سنتا اي 5.17% ليبلغ 40.87 دولار.
ومن جديد طفت الخلافات داخل المنظمة على الاجتماع حيث تغيبت ايران العضو في اوبك عن الاجتماع ، وطالب المجتمعون بضرورة التزام جميع الدول الاعضاء بقرار تجميد الانتاج النفطي ، وبالأخص إيران.
الموقف السعودي جاء واضحا حيث رفضت الرياض تثبت إنتاجها إلا إذا اتخذت الدول الأخرى إجراء مماثلا ، وبطبيعة الحال لن تتأثر من اي قرار للتجميد ، حيث ما زالت تحافظ على حصتها السوقية التي تقدر 10.3 ملايين و10.4 ملايين برميل يوميا.
وقال وزير النفط الإيراني إن إيران لن تتخلى بأي شكل عن حصتها في الإنتاج، في إشارة إلى مستوى إنتاج وتصدير النفط قبل فرض العقوبات الدولية، والتي رفعت في كانون الثاني/يناير بموجب الاتفاق حول ملفها النووي الذي تم التوصل إليه مع دول مجموعة الست.
وذكرت رويترز أن السعودية -أكبر منتج في أوبك- أبلغت الحاضرين أنها ترغب في مشاركة جميع أعضاء أوبك في اتفاق التجميد، بما في ذلك إيران التي غابت عن اللقاء.
وعلى مايبدو ان دعوة الرياض لضرورة مشاركة جميع أعضاء أوبك يهدف الى ان يكتسب هذا الاجتماع صفة الجدية والالتزام بإي قرار يصدر عنه ، وبالتالي سيسهم في التوصل إلى اتفاق على تثبيت الإنتاج .
ويرى مشاركين في الاجتماع الذي استمر ست ساعات انه خلص إلى أن الدول المشاركة بحاجة إلى “مزيد من الوقت” لإجراء مشاورات، على أن يبحث وضع السوق خلال الاجتماع المقبل لأوبك في حزيران/ يونيو المقبل.
وجاء الموقف الروسي على لسان وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك الذي أكد أن الباب لم يغلق للتوصل إلى اتفاق على تثبيت الإنتاج في المستقبل، وتوقع أن تتوازن أسواق النفط تدريجيا حتى دون اتفاق تثبيت الإنتاج.
مصادر في أوبك اشارت الى إن مشاركة إيران في تثبيت الإنتاج خلال اجتماع أوبك المقبل ستفتح الباب لاستئناف المحادثات مع المنتجين من خارج المنظمة وبالتالي عودة التوازن للسوق.
ورجّح محلل سوق النفط في “ناتكسيس” أبيشك ديشباندي أن تتراجع ثقة السوق في قدرة أوبك على أخذ إجراء معقول لضبط المعروض، وهو ما سيدفع أسواق النفط للتراجع، لأن توقعات التوصل إلى اتفاق كانت من بين أسباب موجة صعود الأسعار مؤخرا.
وقال المحلل إن تحقيق التوازن بالأسواق قد يتأخر إلى منتصف 2017 في غياب اتفاق لثبيت الإنتاج.

وقال بنك مورجان ستانلي الأمريكي إن “عدم وجود حتى اتفاق غير ملزم بعد وجود اتفاق في فبراير يؤكد الوضع السيئ لعلاقات أوبك.”

وأضاف “نرى الآن خطرا متزايد بزيادة إمدادات أوبك”.
وهنا نشير الى ان مسودة قرار تجميد الانتاج كان قيد الإعداد منذ فبراير شباط لتثبيت إنتاج الخام عند مستويات كانون الثاني/ يناير حتى تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وهنا نشير الى ان العلاقة وثيقة بين ما حصل خلال قمة التعاون الإسلامي التي انعقدت في تركيا والتي تضمن البيان الختامي لها ، التنديد بدعم إيران “المتواصل” للإرهاب و”تدخلاتها” في شؤون دول المنطقة وبطبيعة الحال من المتوقع ان تتخذ طهران موقف متعنت تجاه المشاركة في اجتماع الدوحة ، ولم يشارك الرئيس الإيراني والوفد المرافق في الاجتماع الختامي للقمة اعتراضا على هذه الاتهامات ، واتهام السعودية بانها كان لها دورا واضحا في التأثير على الدول الإسلامية في هذا القرار .
ويذكر ان السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر اتفقت في شباط/ فبراير الماضي على تجميد سقف الإنتاج عند مستويات كانون الثاني / يناير الماضي، وأكدت في ذلك الحين ان الاتفاق مرهون بأن ينضم إليه المنتجون آخرون.
كما توقعنا في مقال سابق لنا بأن اجتماع الدوحة لن يحدث تغيير يذكر في اسوق النفط ، وهو ما حصل امس في اجتماع الدوحة ، حيث ذهبت امال المستثمرين والمنتجين على حد سواء ادراج الرياح بسبب العوامل السياسية والاقتصادية التي تعصف بالعلاقات بين الدول المنتجة ،لا سيما بين عملاق النفط العالمي السعودية التي تصر على ضرورة مشاركة جميع المنتجين في قرار تجميد الانتاج ، وايران التي غابت عن الاجتماع و ترفض القرار بالكامل حتى تعود بمستوى انتاجها الى ما قبل فرض العقوبات الدولية عليها، وهنا لا بد من السؤال ؛ هل ستشهد الايام المقبلة مزيدا من المواجهات في اسواق النفط ؟.

عامر العمران

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية