أسواق النفط وعودة صراع الحصص

أسواق النفط وعودة صراع الحصص

أوبيك - السعودية - إيران

تشهد اسواق النفط حالة من عدم التوافق بين المنتجين ، حيث نتج مؤخرا عن غياب التعاون فشل التوصل الى اتفاق بين كبار المنتجين حول تجميد سقف الانتاج في العاصمة القطرية الدوحة  يوم 17 نيسان /أبريل الجاري .

وتعد مسألة الحصص السوقية أكبر المعوقات امام اي اتفاق حول سقف الإنتاج، وهو ما شاهدناه خلال اجتماع الدوحة مؤخرا ، فكبار المنتجين لا يبدون اي تنازل عن حصصهم السوقية ولو كان ذلك لإعادة التوازن الى السوق النفطية، وهو ما قد يعيد مسألة تخمة المعروض النفطي الى الواجهة.

ايران التي لم تشارك في  اجتماعات الدوحة تصر على ان لا تفاوض على حصتها السوقية ، وتسعى للوصول الى سقف انتاجها خلال الفترة التي سبقت فرض العقوبات الدولية عليها .

 منافسة سعودية – ايرانية

رافق التوتر السياسي الذي تطور مؤخرا بين المملكة العربية السعودية وايران ،الى موجهة حقيقية في اسواق النفط ، لكن هذا التطور ظهر بشكل سباق لرفع الانتاج بكلا البلدين وهو ما جعل ايران تغيب عن اجتماع الدوحة كما ذكرنا سابقا .

السعودية التي اشترطت مشاركة ايران والتزامها بقرار تجميد سقف الانتاج ، هي الاخرى لا تقبل التفاوض على حصتها السوقية والتي تقدر حوالي 10.500مليون برميل يوميا .

وقالت “سيتي غروب” أحد أكبر شركات الخدمات المالية الأمريكية في مذكرة للعملاء: “أكبر خطر نزولي في الوقت الحالي هو أن تسرع إيران وتيرة زيادة الإنتاج”.

ورجحت سيتي أن تستهدف الرياض مبيعات جديدة بواقع 500 ألف برميل يوميا ليصل إنتاجها إلى 11 مليون برميل يوميا على الأقل.

وتشير مصادر الى ان انتاج ايران وصل مؤخرا الى حوالي 3.600 مليون برميل يوميا ، وقد كان قبل الحصار يقدر بــين 3.700-3.800 برميل يوميا.

وعلى الرغم مما يقال فالمنافسة لن تكون في صالح ايران بالاخص انها في مواجهة مع عملاق النفط العالمي ، وكما ذكرنا في مقالات سابقة بأن الطريق امام ايران ليس باليسير ،وعليه قد تواجه طهران الكثير من المعوقات المالية والمؤسسية بعد سنوات العزلة التي ارهقت كاهلها .

كل المؤشرات التي برزت تظهر حقيقة مفادها أن وصول  انتاج ايران الى هذا السقف من الانتاج خلال ثلاثة اشهر فقط يؤكد ان ايران قد اخذت الضوء الاخضر مسبقا قبل الاعلان عن التوصل لاتفاق بين الغرب وطهران، وبأن الاتفاق النووي سيتم بلا شك .

ولا نستبعد ان تعلن ايران خلال الاشهر القليلة المقبلة عن رفع سقف انتاجها بأكثر من 500 برميل يوميا ليتجاوز بذلك حجم انتاجها قبل العقوبات الغربية ، وهو ما يعني ان تتجاوز سقف الـ4 ملايين برميل يوميا .

كان وزير النفط الإيراني أكد في مؤخرا، أن إنتاج بلاده سيقفز إلى أربعة ملايين برميل يومياً بحلول مارس/ آذار 2017، وفق ما نقله التلفزيون الحكومي الإيراني.

على مايبدو سنشهد خلال الايام المقبلة المزيد من الشد والجذب  بالأخص بعد اجماع الدول العربية ودول اسلامية على ادانة طهران بدعم الارهاب في المنطقة ، وسنرى هذا المشهد يتصاعد بين المنتجين وفي مقدمتهم السعودية من جهة ،وأيران من جهة اخرى والتي من المتوقع ان تسلك سلوكا اكثر تشددا في الكثير من المسائل وعلى رأسها زيادة سقف الانتاج الى اكثر من المتوقع، ومن المتوقع ان تنعكس هذه السياسة سلبا على اجتماع أوبك المقرر انعقاده في حزيران/يونيو المقبل والذي قد ينتهي كسابقه دون اتفاق غير أنّ حرب الحصص النفطية تأتي في وقت تحتاج فيه الدول الى الايرادات خصوصا تلك التي تأكلت وارداتها وموازناتها بسبب انهيار اسعار النفط .

عامر العمران

 مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية