قصة التهديد الإسرائيلي بإرسال قوة عسكرية خاصة إلى قلب القاهرة

قصة التهديد الإسرائيلي بإرسال قوة عسكرية خاصة إلى قلب القاهرة

x5731ec39c46188fa548b45f5.jpg.pagespeed.ic.qoz8pGiue3

كشف رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن واقعة تهديده بإرسال قوات عسكرية خاصة إلى قلب القاهرة، لإنقاذ الدبلوماسيين الإسرائيليين، الذين حاصرتهم الجماهير المصرية الثائرة، احتجاجا على مقتل عدد من الجنود المصريين على الحدود في سيناء، الأمر الذي يؤكد محاولة “تل أبيب” استغلال أحداث ما بعد الثورة للتدخل في الشأن المصري بالقوة العسكرية، “نتنياهو” أكد على دور “الموساد” (جهاز المخابرات)، والشاباك (الأمن العام)، لـ”توفير الحماية لجميع الدبلوماسيين الإسرائيليين في كل أنحاء العالم.

الواقعة الخطيرة بتهديد “تل أبيب”، بإرسال قوات عسكرية للقاهرة، كشف عنها “نتنياهو”، في كلمة ألقاها خلال مراسم إحياء ذكرى قتلى السلك الدبلوماسي الإسرائيلي، في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس الغربية، وقال “قبل عدة سنوات فُرض حصار على طاقم سفارتنا في القاهرة. جماهير غاضبة قدمت إلى ذبح دبلوماسيينا، وكنا قد استخدمنا ذاك المساء، جميع الأدوات التي نمتلكها بما فيها التهديد بإرسال قوات عسكرية إسرائيلية لإنقاد الدبلوماسيين”، واضاف أن بلاده هددت بإرسال قوات عسكرية لإنقاذ دبلوماسيين لها، حاصرهم متظاهرون غاضبون في مقر سفارتهم بالعاصمة المصرية القاهرة عام 2011.

واضاف: “أتأسف لأننا لم ننجح في حالات أخرى، ولكن لن نتردد في بذل أي جهد مستطاع من أجل حمايتكم وأنتم تدافعون عن الدولة”، دون يقدم مزيداً من التفاصيل عن تلك الحالات التي أشار إليها، واستطرد بقوله: “إننا نبذل جهوداً، خصوصاً من خلال الموساد (جهاز المخابرات) والشاباك (الأمن العام)، لتوفير الحماية لكم ولجميع الدبلوماسيين الإسرائيليين في كل أنحاء العالم”.

وكان مصريون غاضبون حاصروا مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة يوم 9 سبتمبر/أيلول 2011 (بعد أشهر من اندلاع ثورة ٢٥ يناير/كانون أول)، احتجاجاً على مقتل جنود مصريين على الحدود المصرية الإسرائيلية، في أغسطس/آب من العام نفسه، وقام المتظاهرون حينها بتسلق جدار السفارة، وأنزلوا العلم الإسرائيلي، ورفعوا علم بلادهم بدلاً منه.

وقال “نتنياهو” الواقعة انتهت بإنقاذ قوات الأمن المصرية لستة من حراس السفارة بعد أن تدخل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومسؤولون أمريكيون آخرون نيابة عن إسرائيل.

 صحيفة “هاأرتس” الليبرالية الإسرائيلية، علقت على حسابها على “تويتر” على رواية رئيس الوزراء بكلمة واحدة “مذهل”.

“نتنياهو” كشف تفاصيل القصة في الحفل، قائلا “هنا قبل بضع سنوات في غرفة عمليات وزارة الخارجية واجهنا حصارا مشددا لمواطنينا في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة”، وأضاف “جماهير هائجة.. جاءت لذبح مواطنينا وفي ذلك المساء استخدمنا كل ما لدينا من وسائل بما في ذلك التهديد بعملية إنقاذ عسكرية إسرائيلية- وهو ما كان في نهاية الأمر العامل الحاسم وجاء بالقوات المصرية (إلى الموقع)”.

واقتحم المتظاهرون السفارة الواقعة في قلب القاهرة يوم التاسع من سبتمبر أيلول 2011 احتجاجا على مقتل خمسة من أفراد الأمن المصريين على يد جنود إسرائيليين كانوا يلاحقون إسلاميين نصبوا كمينا لثمانية إسرائيليين وقتلوهم على امتداد الحدود، وكانت السفارة مغلقة في عطلة نهاية الأسبوع ولم يكن بداخلها سوى ستة من الحراس عندما اقتحم المتظاهرون الجدار الخرساني الخارجي للمبنى. ولجأ الإسرائيليون إلى غرفة ذات باب مصفح واتصل كبيرهم بنتنياهو لإبلاغه بما حدث.

وقال نتنياهو في تصريحاته “قال لي.. اسمي يوني..” وأضاف أنه رد الضابط قائلا “يوني دولة إسرائيل ستخرجكم من هناك”، ولم يذكر نتنياهو في تصريحاته اتصاله الهاتفي في ذلك الوقت بأوباما الذي أكد له وفقا لما ورد في بيان للبيت الأبيض مع تطور الأحداث في مصر أن واشنطن تتخذ خطوات لحل المسألة، ودعا أوباما الحكومة المصرية المؤقتة في ذلك الوقت والتي يديرها الجيش بعد الإطاحة بحكم حسني مبارك “الوفاء بالتزاماتها بحماية أمن السفارة الإسرائيلية.”

واتصل وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت كذلك بنظيره الأمريكي ليون بانيتا، واتصلت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت هاتفيا بوزير الخارجية المصري، وفور إنقاذ الحراس الإسرائيليين تم إجلاء السفير الإسرائيلي وغيره من العاملين بالسفارة في رحلة طيران خاصة. وتعمل السفارة الإسرائيلية الآن من مقر إقامة السفير في ضاحية المعادي ذات التواجد الأمني الكثيف.

صحيفة “هاأرتس” تساءلت أنه يكون من الصعب تصور إمكانية شن غارة إسرائيلية داخل القاهرة وهي العاصمة المكتظة بالسكان لدولة تملك أكبر جيش في العالم العربي، ولم يرد تعليق فوري من وزارة الخارجية المصرية بعد تصريحات نتنياهو.

 عام 1979 أصبحت مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل. ونجت العلاقات من الكثير من الاضطرابات السياسية التي شهدت صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم وسقوطها وتولي إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي

موقع “ويللا” الإخباري الإسرائيلي، نقل عن السفير الإسرائيلي في مصر “حاييم كوربين”أن إسرائيل ومصر لديهما تفاهمات فيما يتعلق بالوضع في سيناء، وهما يتعاونان بشكل يومي، مؤكدا أن مصر لن تعود بعد اليوم عدوة لإسرائيل، وقال “كوربين” في حوار تليفزيوني مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): إسرائيل لديها علاقات طيبة مع مصر، والسفارة الإسرائيلية في القاهرة ترحب بكل شخصية مصرية تريد زيارتها، ونحن نلتقي فيها كل يوم أطرافا مصرية عديدة، بما فيهم مسؤولون رسميون وفي إدارة الحكم المصري، وطالب كوربين بإدراج اتفاقيات السلام في مناهج التعليم المصرية، مشيرا إلى أنه يتحدث مع مصريين عديدين يتوجهون إليه، وهو يحترم رغبتهم بأن تبقى هذه اللقاءات سرية بعيدا عن التداول في وسائل الإعلام.

وبشأن تبادل المعلومات الأمنية بين إسرائيل ومصر، قال السفير الإسرائيلي إن الجانبين يعملان بصورة يومية، ويتبادلان الآراء في مختلف المجالات، ولديهما تفاهمات مشتركة فيما يتعلق بالوضع الأمني في سيناء، حتى فيما يتعلق بتطورات الظروف الميدانية في المنطقة ككل، واعتبر كوربين أنه بات طبيعيا أن تتعاون الدولتان في كل القطاعات ذات المجال المشترك، لأن “العدو الأول الأساسي اليوم أمام مصر هو الإرهاب متمثلا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، وليس هناك من إمكانية لأن تعمل إسرائيل ضد مصر، بل إن مصلحة إسرائيل أن تتطور مصر، وتنجح في ذلك”.

 السفير الإسرائيلي، قال “لدي ثقة كاملة بأن القيادة المصرية تعتقد أنها يجب أن تتعاون مع إسرائيل ضد الإرهاب حتى لا يتدهور الوضع الأمني في مصر كما هي الحال في اليمن والعراق، وليس سرا أنه في الماضي كانت تل أبيب والقاهرة معاديتان لبعضهما بعضا، لكن من جهتنا نحن الإسرائيليين فإن مصر لن تعود بعد اليوم دولة عدوة، وأعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يسير بمصر في الاتجاه الصحيح”.

وكان “السيسي” اعتمد، في 22 يونيو الماضي، الحركة الدبلوماسية الجديدة، وشملت حازم خيرت سفيراً لدى إسرائيل بعد عامين من غياب السفير المصري عن سفارة مصر  في تل أبيب، مما يشير إلى العلاقة الوثيقة بين “السيسي” و”نتنياهو” وتحسن في العلاقات.

عبداللطيف التركي- إسطنبول

نقلا عن التقرير