هل بدأت اسواق النفط تستعيد توازنها فعلا ؟

هل بدأت اسواق النفط تستعيد توازنها فعلا ؟

OIL

كثر الحديث عن عودة التوازن في اسواق النفط ،والقول بأن حرب النفط وصلت الى نهايتها، وقد اعتمدت  الاصوات المتفائلة على العديد من العوامل ومنها ؛انحسار التراجع للأسعار، وارتفاع الطلب ووفق بيانات صادرة من منظمة أوبك فإن مسار الاقتصاد العالمي سائر إلى التعافي.

قد يكون الحديث عن تحسن نسبي للأسعار هو الوصف الافضل لحال الاسواق النفطية، والحقيقة لم نصل بعد لاستقرار الاسعار فالتذبذب هو الصفة الغالبة لحال السوق ، وما زالت أسعار النفط تتمحور حول حاجز 45 دولارا للبرميل منذ مطلع الأسبوع فهناك عوامل ادت الى تراجع الإنتاج مثل حرائق غابات كندا التي ادت إلى تقلص الإنتاج اليومي بواقع 2.5 مليون برميل، وتراجعاً في تخمة المعروض ، كذلك هناك عامل زيادة المخزونات التجارية في الدول الصناعية إضافة إلى سعر صرف الدولار.

التصريحات المتفائلة جاءت من قبل وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة الذي يترأس الدورة الحالية لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، وتصب ايضا في نفس الاتجاه وهو عودة التوازن إلى سوق النفط خلال النصف الثاني من العام الجاري و “السوق تسير في الاتجاه الصحيح، ومن المتوقع أن تعود إلى التوازن خلال النصف الثاني من العام الجاري”، مضيفاً أن “الربع الثاني من العام الجاري شهد ارتفاعا ملحوظا في الطلب العالمي على النفط، نتيجة للزيادة في الطلب على منتجاته” خصوصا البنزين.

فيما رجح أن “يستمر الارتفاع بمعدلات أكبر اعتبارا من الشهر المقبل مع بدء موسم السفر وزيادة الطلب على وقود السيارات”، معتبرا أن “سوق النفط العالمية في طريقها إلى التعافي”، وفقاً لـ”رويترز”.

وقد تناول الوزير القطري مسالة الإنتاج العالمي للنفط الذي وصفه بأنه في تناقص مستمر”، عازيا ذلك إلى عوامل عدة أبرزها “إغلاق عديد من محطات الإنتاج العالي الكلفة”، في إشارة خصوصا إلى النفط الصخري الأمريكي.

ان الحديث عن تحسن الاسعار في الايام المقبلة هو بصيص امل لشركات النفط الصخري كما هو معلوم ، وخصوصا اذا تجاوز السعر حاجز الخمسين دولار للبرميل وهو اقتراب من السعر المطلوب لهذه الشركات لتعاود نشاطها من جديد .

وينتظر ان يجتمع اعضاء اوبك في العاصمة النمساوية فيينا في الثاني من حزيران (يونيو) لبحث الافاق المستقبلية لأسواق النفط وما زالت السعودية تؤكد بإن التحرك الجماعي لكل المنتجين هو الحل الأمثل لسوق النفط التي هوت منذ منتصف عام 2014.

ختاما ، مازال الحديث عن استقرار الاسواق مبكرا ،خصوصا وان هناك العديد من التغيير ات الجوهرية والمتسارعة التي من الممكن ان تظهر في اي لحظة ، وقد يكون اقالة “عميد النفط السعودي ” علي النعيمي الذي قضى نحو ٦٠ عامًا في قطع النفط، هو اهم هذه الاحداث ، وتعد “رؤية السعودية2030” كذلك والهيكلة الحكومية الجديدة حدث هام كذلك ، ناهيك عن السياسة المتقلبة التي تنتهجها ايران ، ومستقبل “اوبك” في ظل التحولات الجديدة ،وغيرها من العوامل التي تجعل من الصعب الحديث عن عودة التوازن للاسواق في هذه الفترة ,وكذلك تفصلنا اسابيع عن اجتماع “اوبك” في فيينا ، وهو ما يجعل من الحديث عن الاسواق اكثر صعوبة .

عامر العمران

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية