أوبك تحسم الصراع مع المنتجين من خارج المنظمة

أوبك تحسم الصراع مع المنتجين من خارج المنظمة

_80154_opecsld

أكدت وكالة الطاقة الدولية، أمس، أن حالات تعطل إنتاج النفط في بلدان مثل كندا ونيجيـريا وليبيـا قد تساعـد في تقلـص فائض المعروض من الخام هذا العام، في الوقت الذي سيستفيد فيه الطلب من زيادة استهـلاك البنـزين وخاصـة في الهنـد والصين.

وتوقعت أن يهبط إنتاج الدول من خارج منظمة أوبك بواقع 800 ألف برميل يوميا في العام الحالي، بما يمثل زيادة عن التوقعات السابقة التي صدرت عن الوكالة بانخفاض قدره 710 آلاف برميل يوميا.

ويرى محللون أن سياسة كبار منتجي أوبك بدأت تجني ثمارها، في ظل تراجع إنتاج النفط مرتفع التكلفة وزيادة حصتهم في الأسواق.

وأبقت وكالة الطاقة الدولية، ومقرها باريس، على توقعاتها لنمو الطلب العالمي لهذا العام دون تغير عند 1.2 مليون برميل يوميا، لكنها قالت إن التوقعات المستقبلية تميل إلى الارتفاع.

وقالت في تقرير سوق النفط الشهري إن “أي تغيرات في توقعاتنا الحالية للطلب العالمي في 2016 من المرجح أن تكون الآن في اتجاه الارتفاع أكثر من احتمال نزولها، إذ يتزايد الطلب على البنزين بقوة في كل سوق أساسية تقريبا بما يفوق أثر الضعف في نواتج التقطير الوسيطة”.

ويختلف هذا التقرير كثيرا عن تحذير وكالة الطاقة الدولية في بداية العام من أن سوق النفط قد “تغرق في الإمدادات” في العام الحالي، في ظل وتيرة تعزيز المخزونات والزيادة الصافية في الإنتاج العالمي في ذلك الوقت.

وأشارت الوكالة إلى تحذير صندوق النقد الدولي الشهر الماضي عندما خفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في العام الحالي إلى 3.2 بالمئة من 3.4 بالمئة. لكنها قالت إن الاستهلاك الكبير في بلدان مثل الصين وروسيا والهند على وجه الخصوص، قد يساعد على تبديد أثر أي تراجع ينتج عن حدوث تباطؤ اقتصادي.

وأوضحت أن “الطلب على النفط في الهند خلال الربع الأول من العام ارتفع بواقع 400 ألف برميل يوميا على أساس سنوي بما يمثل نحو 30 بالمئة من الزيادة العالمية. ويعطي هذا المزيد من الدعم للنظرية القائلة إن الهند تسحب البساط من تحت قدم الصين كسوق أساسية للنمو في القطاع النفطي”.

ومن ناحية الإنتاج، أدى حريق غابات في مقاطعة ألبرتا الكندية إلى خروج نحو مليون برميل يوميا من الطاقة الإنتاجية من الخدمة في بداية مايو.

وأشارت وكالة الطاقة إلى أن توقف بعض الإنتاج في نيجيريا وليبيا وفنزويلا والكويت، إضافة إلى تقلص إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة أديا أيضا إلى تآكل الإنتاج العالمي.

ورجحت الوكالة تباطؤ نمو المخزونات العالمية من النفط الخام إلى نحو 200 ألف برميل يوميا فقط في النصف الثاني من هذا العام مقابل 1.3 مليون برميل يوميا في النصف الأول.

وارتفعت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت بنسبة 77 بالمئة عن أدنى مستوياتها في يناير حين بلغت نحو 27 دولارا للبرميل. وقفزت، أمس، بعد تقرير الوكالة فوق حاجز 48 دولارا للبرميل.

وقالت الوكالة إن أي ارتفاع آخر في أسعار النفط “سيكون محدودا على الأرجح بفعل تنامي مخزونات النفط ومنتجاته التي ستظل من سمات السوق حتى الوصول إلى مستويات طبيعية بشكل أكبر للمخزونات”.

وأضافت أن إنتاج أوبك ارتفع بواقع 330 ألف برميل يوميا في أبريل إلى أعلى مستوى في سبع سنوات عند 32.76 مليون برميل يوميا، وقاد هذه الزيادة نمو إنتاج إيران والعراق والإمارات.

وقالت الوكالة إن إنتاج حقول النفط السعودية قد يرتفع باتجاه الوصول إلى 11 مليون برميل يوميا من المستويات الحالية البالغة نحو 10.2 مليون برميل يوميا.

وأضافت أن إيران التي عادت إلى الأسواق العالمية في يناير بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على طهران على خلفية أنشطتها النووية، زادت إنتاجها وصادراتها بوتيرة أسرع من المتوقع.

وأوضحت أن حجم إنتاج إيران بلغ في أبريل نحو 3.56 مليون برميل يوميا بزيادة 300 ألف برميل يوميا، وهو أعلى مستوى منذ أواخر 2011 أي قبل فرض العقوبات الدولية على طهران.

وارتفع معدل تحميل الخام الإيراني بواقع 600 ألف برميل يوميا في أبريل إلى نحو مليوني برميل، بحسب الوكالة التي قالت أيضا إنه لم تتضح بعد كمية النفط التي جرى سحبها من صهاريج التخزين على جزيرة خرج ضمن هذه الشحنات.

صحيفة العرب اللندنية