حزب الله يزيد الغموض بشأن مصرع بدر الدين

حزب الله يزيد الغموض بشأن مصرع بدر الدين

441

مرة جديدة، تشكل الأراضي السورية مسرحا لتصفية قياديين عسكريين من الصف الأول في حزب اللهاللبناني، بعد الإعلان عن مقتل القيادي البارز مصطفى بدر الدين في تفجير قرب العاصمةدمشق، لكن الهجوم الأخير أعقبه غموض وإرباك بسبب تأخر كشف قيادة الحزب كيفية حصول الاغتيال وتحديد الجهة المسؤولة عنه ليزيد بيان للحزب أصدره اليوم الموقف غموضا على غموض.

فبعد أكثر من 24 ساعة من الهجوم، قال حزب الله إن تحقيقاته بينت أن بدر الدين قتل بقصف مدفعي نفذته “الجماعات التكفيرية” الموجودة قرب مطار دمشق الدولي على أحد مراكز الحزب، مؤكدا عزمه على مواصلة القتال. واعتبر أن المعركة واحدة ضد “المشروع الأميركي الصهيوني والإرهابيين التكفيريين”.

غير أن إعلان حزب الله مقتل بدر الدين في قصف مدفعي من جانب المعارضة المسلحة قوبل بتشكيك عند كثير من الأوساط، نتيجة الإجراءات الأمنية المعقدة التي تحول دون الوصول إلى الرجل.

ويقول الخبير بالمتفجرات والذخائر العميد الركن المتقاعد شحادة المعلوف للجزيرة نت إن تحقيق أهداف القصف المدفعي يحتاج إلى رصد استخباراتي كبير بالتزامن مع قصف عشوائي، مضيفا أن ذلك يفترض سقوط عدد من القتلى إلى جانب القيادي المستهدف، وهو الأمر الذي لم يعلن عنه.

ووفق المعلوف فإن عملية نوعية كهذه قد تتطلب استعمال قنابل ذكية موجهة ومراقبة من الجو، وهو نوع من الأسلحة والقدرات لا تملكه المجموعات السورية المسلحة.

من المستفيد؟
ويذكر أن ما يزيد على 1200 قتيل من حزب الله سقطوا منذ اندلاع الحرب السورية وفق تقديرات غير رسمية إضافة الى آلاف الجرحى، كما قتل عشرة من أبرز قادة الحزب الميدانيين سواء في المواجهات مع المعارضة المسلحة وإما باغتيالات نفذتها إسرائيل.

ووفق الكاتب السياسي جورج علم، فإن استبعاد اتهام اسرائيل بهذه العملية يضعف حزب الله في وقت تعتبر تل أبيب المستفيد الأول من مقتل بدر الدين. ودعا الكاتب -في حديث للجزيرة نت- قيادة حزب الله إلى إجراء تحقيق جدي لتحديد طبيعة الخرق الأمني الذي سمح لمجموعات المعارضة السورية بتنفيذ ضربتها.

ولبدر الدين مسيرة طويلة لا تبدأ باعتقاله عام 1983 في الكويت في أعقاب سلسلة تفجيرات استهدف أحدها السفارة الأميركية، ولا تنتهي باتهامه بالمشاركة في محاولة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005 في بيروت.

وقد اعتبر علم أن مقتل ذلك القيادي بحزب الله يطرح تساؤلات حول مصير المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الحريري بعد مقتل معظم المطلوبين فيها، ورأى الكاتب أن حزب الله لن يخرج قريبا منسوريا رغم الدعوات التي تطالبه بذلك كون قرار كهذا يرتبط بتوجه القيادة الإيرانية.

وفي المقابل، يعتبر الكاتب السياسي يونس عودة أن توجيه حزب الله اتهامه إلى المعارضة السورية المسلحةوليس إسرائيل -كما جرت العادة- دليل على مصداقية الحزب وابتعاده عن الاتهام السياسي.

وأوضح -للجزيرة نت- أن وفدا كبيرا يضم عشرين خبيرا من حزب الله عاين المنطقة وتأكد أن من سماها الجماعات الإرهابية قصفت المنطقة بالمدفعية، وقال إن رد حزب الله على مقتل بدر الدين يكمن في الصراع المتواصل المفتوح مع هذه المجموعات.

ورأى عودة أنه من المستحيل تأثر حزب الله عسكريا بهذا الاغتيال كونه يخرج سنويا قيادات جديدة، وهناك عمليات تطوع واسعة ومستمرة، كما أن التكتيكات العسكرية ليست موجودة لدى شخص معين فقط، على حد تعبيره.

وسام الزهيري

الجزيرة نت