قناصة داعش يحولون دون مغادرة المدنيين للفلوجة

قناصة داعش يحولون دون مغادرة المدنيين للفلوجة

_80314_eer3

كشف متحدث عسكري أميركي أن تنظيم الدولة الإسلامية يستخدم قناصة لمنع المدنيين من مغادرة الفلوجة، المدينة الواقعة غرب بغداد والخاضعة لسيطرته والتي تحاصرها القوات الحكومية.

وقال الكولونيل ستيف وارن للصحافيين في البنتاغون خلال مؤتمر عبر الفيديو من بغداد إن الجهاديين وضعوا قناصة في أماكن تشرف على ممرات إجلاء المدنيين التي أقامتها القوات الحكومية لمنع مغادرة سكان المدينة الواقعة على بعد 50 كلم غرب بغداد والتي تعاني من شح هائل في المواد الأساسية بما في ذلك الأدوية.

وأضاف “نعلم أن العراقيين حاولوا مرارا فتح ممرات إنسانية كي يتمكن بعض هؤلاء المدنيين من المغادرة ولكن هذه الجهود لم تتكلل بالنجاح بشكل عام لأن تنظيم الدولة الإسلامية أخذ تدابير مثل وضع قناصة لتغطية هذه الممرات بهدف قتل الناس عندما يحاولون المغادرة، وهذا ما أدى إلى ثني الناس عن استخدامها”.

وأشار وارن في وقت لاحق إلى أن القوات العراقية حاولت إقامة ثلاثة ممرات لكنها لم تستخدم بسبب وجود القناصة. وتابع “لا بد وأن الخبر انتشر لأن ما من مدنيين حاولوا استخدام هذه الممرات خلال الأسابيع الماضية”.

واستولى تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الفلوجة مطلع العام 2014 بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة والتي تحولت لاحقا إلى معقل للجهاديين.

وسيطر التنظيم المتطرف بعد ذلك على مناطق شاسعة في محافظة الأنبار بعد الهجوم الكبير الذي هيمن خلاله على مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق في يونيو 2014.

600 معتقل أفرج عنهم من سجن مديرية مكافحة الإرهاب بناحية عامرية الفلوجة

وشهدت الفلوجة في فبراير الماضي، اشتباكات بين عشائر وعناصر التنظيم استمرت لعدة أيام وكانت مؤشرا على ضعف قبضة التنظيم، لكن انتهى القتال بعد قيام عناصره باعتقال العشرات من السكان وإعدامهم.

وأعلن التنظيم كذلك تنفيذ حكم الإعدام بعدد من الشباب بتهمة التجسس لصالح الحكومة.

وكانت العشائر تتطلع إلى دعم حكومي جوّي وهو ما لم يتحقق، كما كان متوقعا.

ولفت المتحدث العسكري الأميركي إلى أن الفلوجة “كانت أول مدينة يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية بالكامل (…) منذ أكثر من عامين، وبالتالي هو متغلغل فيها وبعمق. وهذه عقدة صعبة بالنسبة إلينا، كما بالنسبة إلى القوات العراقية”. إلا أنه أكد أن القوات العراقية تحاصر الفلوجة “بشكل عام”.

ولكن الكولونيل وارن أشار إلى أن دحر الجهاديين من الفلوجة لا يكتسي أهمية عسكرية حاليا لأن الأولوية هي لدحرهم من الموصل، كبرى مدن شمال العراق. وقال “ليس هناك أيّ سبب عسكري” يدفع القوات العراقية لتحرير الفلوجة قبل أن تحرر الموصل.

ويعاني أهالي مدينة الفلوجة، واقعا مريرا ليس فقط بسبب تنظيم الدولة الإسلامية وما يفرضه عليهم داخل مدينتهم من اجراءات قاسية، وإنما أيضا بسبب الصورة المشوهة التي تلاحقهم، كما غيرهم من المنتمين إلى المناطق ذات الغالبية السنية والتي جعلتهم محل اشتباه “على الهوية”.

وقد تعرض المئات من المدنيين السنة إلى السجن نتيجة مثل هذه الأحكام المسبقة (الممنهجة)، وفق منظمات دولية.

وأعلن عضو مجلس محافظة الأنبار جاسم عسل العيساوي الجمعة، عن إطلاق سراح 600 معتقل من سجن مديرية مكافحة الإرهاب بناحية عامرية الفلوجة بعد أسبوعين من التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية، والذي كشفت فيه وجود المئات من المعتقلين داخل سجن عامرية الفلوجة بمحافظة الأنبار بتهمة الاشتباه بالإرهاب.

وأكد العيساوي أن المعتقلين الـ600 الذين تم إطلاق سراحهم من بين 1200 معتقل تم اعتقالهم منذ فترة طويلة بعد أن حررت الرمادي والمناطق المحيطة بها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.

وذكر بيان لمجلس القضاء الأعلى أنهم تلقوا توجيهات من رئيس الحكومة تقضي بتشكيل لجنة قضائية لمتابعة سجن عامرية الفلوجة وحسم ملفاته بشكل كامل وإطلاق سراح الأبرياء.

وكانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت مطلع مايو تقريرا ذكرت فيه أن السلطات العراقية تحتجز غالبا أبرياء بتهم الإرهاب في ظروف مروعة داخل مراكز اعتقال في أنحاء البلاد. وشددت على تفاقم ظاهرة الاعتقال على الشبهة في العراق وممارسة التعذيب داخل السجون، ووجود معتقلات سرية ومنها سجن عامرية الفلوجة.

صحيفة العرب اللندنية