الحصاد المرّ.. أهم 11 قائداً من “حزب الله” قتلوا في سوريا

الحصاد المرّ.. أهم 11 قائداً من “حزب الله” قتلوا في سوريا

السيد-حسن-نصرالله

يواصل حزب الله الشيعي اللبناني نزيفاً مراً في سوريا على مستوى القيادات كما المقاتلين، ويتلقى الضربات تلو الضربات، ليخسر المئات من المقاتلين، والعشرات من قيادات الصف الأول، قبل أن يدفن اليوم، مصطفى بدر الدين، أعلى رتبه العسكرية التي زج بها في حربه ضد الشعب السوري إلى جانب نظام الأسد، بعد أن انحرفت بوصلته عن البلدات المحتلة في لبنان وفلسطين (كما كان يعلن) إلى البلدات السورية.

وتعد خسائر “حزب الله” في سوريا صفعة أخرى لممولته وراعيته إيران، التي تعتبره ذراعها الضارب في المنطقة.

وأعلنت إيران بدورها مؤخراً عن خسائر مروعة في سوريا، ولا سيما في معركة “خان طومان”، التي وصفتها بـ”كربلاء ثانية”، بعد أن سطر جيش الفتح انتصاراً لافتاً فيها قبل نحو 10 أيام، وقتل ما يصل إلى 50 مستشاراً، بينهم قادة، وعشرات الجنود وفق اعترافات إيرانية.

ونزف حزب الله -المصنف إرهابياً من قبل الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي- في الصراع الذي ورّط نفسه به في سوريا، ضد الشعب الذي طالما استضاف حواضنه ورحّب بهم، أكثر مما نزف طوال صراعه “التقليدي” مع الاحتلال الإسرائيلي، وإذا كان الحزب قد خسر خلال الفترة بين عامي (1982 و2000) في معاركه مع “إسرائيل” ألفاً و276 مقاتلاً، وفق إحصائياته الرسمية، فإنّ مراكز توثيق سورية أحصت مقتل أكثر من 1000 قتيل حتى نهاية 2013 فقط في معاركه في سوريا.

ووثق موقع “كلنا شركاء” السوري المعارض، بالاسم والصورة، مقتل 1000 عنصر من حزب الله في سوريا حتى يوم 10 ديسمبر/كانون الأول 2013، أي خلال سنة واحدة من التدخل المعلن للحزب إلى جانب الأسد، بناء على رصد لما تعلنه صفحات مقربة من حزب الله على فيسبوك وتويتر.

وخاض حزب الله منذ مطلع 2014 في سوريا عشرات المعارك الأخرى التي خسر فيها مئات من المقاتلين والعناصر، بينهم قادة بارزون، لم يخسر مثلهم طوال صراعه مع إسرائيل.

ومنذ تدخله في القتال في سوريا عام 2012 أعلن حزب الله رسمياً عن مقتل نحو 1000 من قياداته وعناصره، في بيانات رسمية فردية، إلا أن الأرقام بدون شك أكبر من ذلك بكثير، حيث يعمد الحزب إلى التعتيم على خسائره، وتقتصر إعلانات الوفاة التي ينشرها على القادة الميدانيين الكبار الذين يقتلون في سوريا.

وتميز إعلانات الوفاة التي ينشرها الحزب بين المقاتلين والقادة، فقد نشر خلال الأعوام الأربعة الماضية نحو 50 بيان وفاة لمن وصفهم بالقادة الميدانيين، أو الضباط الكبار، معظم هؤلاء سقطوا في معارك حلب خلال العامين الماضيين.

وأدناه نذكر أهم 11 قائداً بارزاً خسرتهم مليشيات حزب الله اللبناني، وأقرت بخسارتهم، مرتبين تنازلياً حسب تاريخ الإعلان عن قتلهم.

1- مصطفى بدر الدين: يعد رجل الظل في حزب الله، ومستودعاً للكثير من أسراره، شارك بعمليات في الكويت عام 1982، وتولى مسؤولية الوحدات الأمنية بالحزب، ليصبح أعلى قائد عسكري فيه، وكان يقود كتائب الحزب في سوريا، قبل أن تصدر تصريحات من داخل الحزب اليوم عن مصرعه، الثلاثاء، في تفجير قرب مطار دمشق، بينما تتحدث مصادر عن مقتله على يد المعارضة السورية في خان طومان بحلب، وهو شقيق زوجة عماد مغنية، وكان على لائحة المتهمين بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري عام 2005.

وصفه وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، بـ”المجاهد الصلب”، وذلك في برقية تعزية أرسلها إلى زعيم الحزب حسن نصر الله، اليوم الجمعة.

واهتمت الصحافة الإيرانية الناطقة بالعربية – بطريقة غير معهودة – بالقتيل، حتى أفردت له قناة العالم تغطية خاصة، ونشرت على موقعها الإلكتروني عشرات الأخبار والمقالات والتقارير عنه، وفق ما لاحظ “الخليج أونلاين”، ما يكشف عن أهميته الكبرى في الحزب.

2- علي فياض، قائد ميداني ملقّب بـ”علاء البوسنة”، وصفه البعض بأنه قائد العمليات الخاصة في الحزب، وأعلن “حزب الله” نهاية فبراير/شباط 2016 استرجاع جثة “الحاج علاء”، مع قتلى آخرين، من تلة الحمام في ريف حلب الجنوبي الشرقي، حيث قضى بمعارك مع تنظيم “الدولة”.

3- سمير القنطار: كان أسيراً لدى إسرائيل مدة ثلاثين عاماً، وتم الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل عام 2008، ثم انضم إلى قوات الحزب في سوريا، قبل أن يعلن عن مقتله أواخر 2015، وتضاربت الأنباء بشأن مصرعه، حيث أعلن النظام السوري في البداية أنه قُتل في “هجوم إرهابي”، ثم قال إن غارة إسرائيلية استهدفته ببلدة جرمانا قرب دمشق.

4- حسن حسين الحاج: من القادة المخضرمين، وكان مشرفاً على مليشيات الحزب التي تقاتل في ريفي حماة وإدلب، بينما يرى مراقبون أنه كان القائد الفعلي لكل قوات حزب الله في سوريا، قُتل بمحافظة إدلب في أكتوبر/تشرين الأول 2015؛ إثر استهدافه بصاروخ من قبل المعارضة، كما قُتل خليفته مهدي حسن عبيد بعد أيام من مصرعه.

5- حسن علي جفال: قائد قوات النخبة بالحزب، قتلته المعارضة السورية في سبتمبر/أيلول 2015 بمدينة الزبداني المحاذية للحدود مع لبنان، وذلك في هجوم مسلح أدى لمقتل 5 عناصر آخرين لحزب الله.

وكانت قوات النخبة ذات التدريب القتالي العالي قد استدعيت إلى الزبداني بعد عجز نظام الأسد وحليفه حزب الله عن السيطرة عليها.

6- غسان فقيه: قتل في منطقة القلمون في ريف دمشق، قرب الحدود مع لبنان، في يونيو/حزيران 2015، وقُتل بعده أخوه القيادي جميل فقيه في ريف إدلب.

7- فادي الجزار: قيادي بالحزب، لقي مصرعه خلال معارك القصير بريف حمص مع عدد من رفاقه في مايو/أيار 2015.

8- علي خليل عليان: قُتل في مايو/أيار 2015 خلال معارك القلمون ضد جيش الفتح، وقال الأخير آنذاك إنه قتل في تلك المعارك أكثر من 60 عنصراً من حزب الله.

9- محمد أحمد عيسى: يعتقد أنه أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا في حزب الله، وقد أعلن الحزب أنه قُتل مع جهاد مغنية في غارة إسرائيلية، إضافة إلى 4 عناصر آخرين في يناير/كانون الثاني 2015.

10- جهاد مغنية: نجل القائد العسكري للحزب عماد مغنية، الذي اغتيل في دمشق عام 2008، وقد لقي جهاد مصرعه مطلع عام 2015 بمحافظة القنيطرة، مع قيادي آخر، وعدد من عناصر الحزب.

11- فوزي أيوب: أول قيادي بارز يقتل لحزب الله في سوريا، يحمل الجنسية الكندية، وكان مطلوباً لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي منذ عام 2009؛ بعد محاولته العبور إلى إسرائيل بجواز سفر أميركي مزور، ولقي مصرعه بمحافظة حلب في مايو/أيار 2014، في معارك مع فصائل المعارضة.

ولطالما اعتبر السوريون أن ثورتهم “كاشفة”، ومزيلة للأقنعة، وفاضحة لما تخفيه الادعاءات والشعارات، وهو ما أثبتته حقاً، وربما لم تفضح أحداً كما فضحت حزب الله الذي لم يتردد في حصار وتجويع عدد من المدن السورية، بما فيها مضايا والزبداني، التي دعس فيها على “أخلاقيات الحرب” التي ادعاها في صراعه مع المحتل، وتخلى عنها علناً في سوريا عندما حاصر، وعندما قتل، وعندما تشفّى جمهوره بالضحايا الذين قتلهم الجوع من جراء حصاره وتجويعه لأهالي مضايا وصدمت صورهم العالم بأسره.

أحمد أبو الخير

موقع خليج أونلاين