التحالف الوطني الشيعي…المسؤول الأكبر عن خسائر الشيعة وانهيار الدولة

التحالف الوطني الشيعي…المسؤول الأكبر عن خسائر الشيعة وانهيار الدولة

a1431176393

اصرار الشيعة على مشروعهم الطائفي “التحالف الوطني” وتمسكهم بولاية إيران عليهم في الوقت الذي عجزوا عن تقديم رؤية واضحة لشكل الدولة التي يريدون أدى إلى تعطيل دور وفاعلية الدولة بمؤسساتها الأساسية”الدستور، السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية، القوات المسلحة بكافة تشكيلاتها، السلطة الشعبية اللامنتمية، قوى الضغط، نقابات، اعلام، منظمات مجتمع مدني، نخب ثقافية وأكاديمية وعلمية”.

إذ لا يمكن أن نتصور أو نتقبل فكرة وجود أكثر من 200 نائب شيعي من أصل 328 يجتمع غالبيتهم في إطار “التحالف الوطني أكثر من 180 نائب” ويشكوا هذا التحالف من تعطل الدولة ويستجدي رضا “السنة والكورد” ويتهمهم بالفشل الذي أصاب الدولة والعملية السياسية؟!! لسنا حمقى لهذه الدرجة اطلاقاً لنقتنع بهذه الخديعة، وان استطاع هذا التحالف البائس أن يخدع ملايين الشيعة بهذه الكذبة والفرية مستغلاً العاطفة الدينية والمذهبية.

بتصوري أن استجابة السنة عند تشكيل الصحوات واستتباب الأمن في المناطق السنية بشكل كبير جدا إلى درجة أن الزوار الإيرانيين كانوا يتوقفون إلى ساعات متأخرة من بعد منتصف الليل في مطاعم الأنبار”طريق 160كم” للاستراحة في طريقهم لزيارة السيدة زينب في سوريا بعد زيارة العتبات الدينية في العراق ويستقبلهم الانباريون بدماثتهم المعهودة وكرمهم المعروف ويسهر شباب الأنبار على حمايتهم ورعايتهم حتى وصولهم لمعبر القائم الحدودي بين العراق وسوريا. هذا السلوم لم يكن نابعا عن أخلاق الانباريين العربية فحسب وإنما كانت تمثل موقفا سياسيا من وطن يحلمون به وهو رسالة إيجابية من السنة تعبر عن تقبلهم الشراكة في الوطن يحفظ كرامتهم وأمنهم بغض النظر عن مذهب حاكمه. كما أن القوى السياسية السنية التزمت بالسياقات العامة للعملية السياسية والدستورية رغم معاملتهم  ومعاملة جماهيرهم على أنهم متهمون دائماً.

أما الكورد فأنهم رغم التزامهم المتشدد بالقضية الكوردية وهي حق انساني وتاريخي لتضحيات شعب كوردستان لا غبار عليه ولا شك فيه إلا لمن يجهل قضية هذا الشعب ومظلوميته، ولكن القوى الكردية عمليا انخرطت في الحياة السياسية في العاصمة الاتحادية وكانت على طول الخط أكثر ايجابية في التعاطي مع مصالح الوطن من غيرها خصوصاً المسائل البعيدة عن الخلافات بين الإقليم والعاصمة الاتحادية، علما أن عدم تجاوب الشيعة مع الالتزامات الدستورية والأخلاقية في تطبيق المادة 140 وغيرها من المسائل العالقة وقانون النفط والغاز هو السبب الأكبر في تفاقم الأزمات واتساعها وجعل الكورد يتزمتون، كما أن عدم التعامل الايجابي مع السنة دفعهم نحو التزمت والانفعال الذي سهل انخراط إعداد كبيرة من شبابهم في جماعات عنف وإرهاب أخطرها داعش.

مارس السيدين الصدر والحكيم الاحتجاج الدائم على سياسات التعنت والتخبط التي اتسم بها رئيس وزراء التحالف الشيعي السيد نوري المالكي كما صدرت مواقف وبيانات تعبر عن سخط المرجعية الشيعية العليا ازاء سوء إدارة الدولة وتعاظم السخط الشعبي وازدياد معدلات الفقر والبطالة وتفشي ظاهرة الفساد المالي والإداري وتردي الخدمات وغيرها من المفردات التي تجعل المرجعية في حرج شديد أمام مريديها. احتجاج الصدر والحكيم اعتراض السيستاني لم يخرجهم من دائرة المسؤولية لأنهم بشكل واضح وقفوا ويقفون دائما لصالح المشروع الشيعي الطائفي الغامض “التحالف الوطني” وخصوصا العمامتان المهمتان والمحوريتان في الشأن الشيعي والعراقي واعني بهما سماحة السيد مقتدى الصدر وسماحة السيد عمار الحكيم لأن السيستاني كان ولا يزال وسيبقى في منطقة مترفعة عن الحياة السياسية في بعديها القانوني والدستوري أو السياسي فهو مصدر الهام للمؤمنين وصمام أمان للعراقيين وقد حرص الرجل بشكل يحسب له أن لا يتورط العراقيين في دماء بعضهم وأصدر عشرات البيانات والفتاوي الداعية لحقن الدماء وبناء الدولة.أما الصدر والحكيم فأنهما وبلا أدنى شك يتحملون المسؤولية كاملة عن كل ما حصل ويحصل بإصرارهما البقاء في تحالف كاذب طائفي لا يملك رؤية ولا يقف على أرض وسبب وجوده الوحيد هو الاستحواذ على رئاسة الوزراء كمنصب وليس كمسؤولية.

الهدف من هذا المقال ليس تبرير أخطاء الكورد والسنة وهي بلا شك أخطاء كارثية في أبعاد كثيرة ولا تحميل الطائفة الشيعية” كمكون اجتماعي” مسؤولية الدمار الذي أحدثه لصوص وجهلة ومترددين وإنما الهدف الأساسي تحفيز الروح النقدية في الوعي السياسي الشيعي من خلال إدراك حقيقة لا يمكن تعويمها والتشكيك بها مفادها” أن القوى السياسية الشيعية لم تفشل في تحقيق شراكة تنتج دولة مؤسسات تضمن مستقبل أمن لأجيال من أبناء الضحايا فقط، وإنما فشلوا في الاستحواذ على السلطة بطريقة دولة قوية وأن كانت مستبدة أو ايديولوجية مثل التجربة الإيرانية”. وفي الحالتين الخاسر الأكبر هم المكون الاجتماعي الشيعي والدولة العراقية خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن هذا التحالف كان أحد أهم أسباب إضعاف القوى الليبرالية والعلمانية الشيعية وهو المحفز الأكبر على الاصطفافات سنية أو إثنية على حساب مشروع الدولة والمواطنة.

كما يهدف هذا المقال لدعوة السيدين الصدر والحكيم أن يتجاوزوا التنافس المحموم حول إقطاعيات “دينسياسية” تتمحور حول تاريخ كبير من من الحضور الديني والنضالي لأسرتين أفرزتا أعظم رموز الشيعة العراقيين أهمهم سيد الطائفة الأمام السيد محسن الحكيم والشهيد السيد محمد باقر الحكيم والشهيدين الصدرين العظيمين، يجب أن يتجاوزا هذا التنافس، ويشكلا محور يستند للمبادىء السيستانية في بناء الدولة ويوقفا التدخلات الإيرانية التي تاجرة بالشيعة ودمائهم منذ سقوط صدام حتى الآن بشكل بشع أرهق الدولة والطائفة معاً ويفرضا مبادىء تكفل النهوض النهوض بالعملية السياسية وتخرجها من محنة التحالف الوطني وإلا فإنهما أكثر من سيخسر في الأيام القريبة المقبلة وسوف لن ينجي السيد ركوبه موجة الغضب الشعبي الساخط على سوء الأداء السياسي.

نحن ضحايا تحالف عاجز وبائس وكاذب تسبب في خسارة أطفال مناطق الوسط والجنوب لرياض أطفال ومناطق خضراء تحفظ طفولتهم ومدارسهم نموذجية تصنع منهم قناديل تنير نهضة وطنية كبرى على أرض سومر وأكد، نحن جمهور التحالف الوطني وناخبيه مضطرون أن ننقده ونعلن خيبة أملنا به وبقادته ورموزه ونحذرهم أن صبرنا بدا ينفذ إما أن يتحملوا المسؤولية كتحالف”أكثر من 180 نائب” أو أن يفسح المجال أمام تشكيلات وطنية تنقذ الوطن والشعب في أكثر اللحظات خطورة وحرج.

غيث التميمي الكاظمي

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية