نعم.. أميركا هي الشيطان الأكبر

نعم.. أميركا هي الشيطان الأكبر

91947154328227043

كانت حرب فيتنام إحدى أهم الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة عبر تاريخها، وأكثرها خسائر، إذ كلفت تلك الحرب نحو 738 بليون دولار، كما أنها أسفرت عن مقتل نحو 58 ألف جندي أميركي، على رغم أنها لم تستمر أكثر من تسعة أشهر فقط.

لم تكن حرب أميركا على الإرهاب واحدة، لكنها شملت الحرب على أفغانستان في 2001، ثم على العراق في 2003، وكلفت تلك الحرب حتى عام 2010 نحو 1.6 تريليون دولار، إذ جاءت تلك الحروب في أعقاب أحداث الـ11 من سبتمبر، إذ دخلت القوات الأميركية أفغانستان بحثا عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، باعتباره العقل المدبر لتلك الهجمات، ثم قامت بالهجوم على العراق بدعوى امتلاك الرئيس العراقي صدام حسين أسلحة دمار شامل.

في تشرين الأول (أكتوبر) 1983 أقدم الجيش الأميركي على اجتياح غرينادا في بحر الكاريبي مطيحة بالثورة الناشئة؛ متعللة بخوفها على الجالية الأميركية بما فيها 600 من الطلاب في الجامعة الطبية، وكان السب الحقيقي هو أن الثورة يسارية الهوى.

كما اعترفت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) علناً للمرة الأولى بمسؤوليتها عن الانقلاب الذي وقع في إيران عام 1953 على رئيس الوزراء المنتخب ديموقراطياً محمد مصدق.

وذكرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أنه بعد مرور 60 عاماً على ما تردد عن اشتراك الاستخبارات الأميركية والبريطانية في الإطاحة بمصدق في 19 آب (أغسطس) 1953، نشر مختصر تقرير داخلي أعده مؤرخ من الـ«سي آي إيه» بعنوان: «معركة إيران» يعترف فيه المجتمع الاستخباراتي الأميركي بمسؤوليته عن الانقلاب.

وفي 1973 وبتخطيط وأوامر مباشرة من هنري كسينجر دبرت المخابرات الأميركية انقلاباً على الرئيس الشرعي المنتخب لتشيلي سلفادور الليندي بتجنيدهم وزير دفاعه آنذاك بينوشيه، الذي قاد الانقلاب وتسبب بمقتل الليندي، فيما يقال أنه انتحر لكي لا يعتقله الانقلابيون.

وأكد وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني أن العرب لا يستطيعون مساعدة الفلسطينيين، وعليهم أن «يتوسلوا» إلى الولايات المتحدة لوقف العنف! وقال الشيخ حمد من واشنطن لقناة الجزيرة القطرية: «ليس لدينا القوة. نحن في الوقت الحالي أمة لا تستطيع مساعدة الفلسطينيين في نزاعهم مع إسرائيل». وأضاف: «يتعين علينا أن نتوسل إلى الأميركيين للتوصل إلى تسوية. وكلمة (توسل) تزعجني لكنها البديل الوحيد». وأكد «بكل صراحة، وضع العرب لا يسمح لهم بمساعدة الفلسطينيين أو ممارسة ضغط لمصلحتهم».

وكشفت وكالة الاستخبارات الأميركية عن بعض وثائقها المتعلقة بالأحداث والعوامل التي أدت إلى هجمات الـ11من سبتمبر، وأنها حدثت نتيجة لإخفاق تحقيقات الوكالة في المعلومات المتعلقة بالجماعات الإرهابية، علاوة على عدم وجود أي دلائل على «تورط» السعودية في الهجمات كما كان يزعم الزاعمون، وأن السعودية لا تربطها بتنظيم القاعدة أي صلات، فضلاً عن أنها لا تدعمها بأي شكل كان.

كل ما نشرته أعلاه من دون تعليق يعني حقيقة مخيفة واحدة هي أن أميركا تريد أن تحول العالم أجمع إلى مستعمرات لها أو تدمرها بقدر الإمكان، ففي كل حروبها التي خاضتها من دون موافقة الأمم المتحدة، أو هجماتها الفردية بالطائرات كقصفها ليبيا وباكستان وأفغانستان واليمن والسودان وسورية والعراق من دون التفكير بحقيقة أن هناك أبرياء أم لا، وغير ذلك ما صنعته في الانقلاب على سلفادور الليندي في شيلي، ومصدق في إيران وصدام في العراق والضحايا بأعداد هائلة من جراء ذلك يؤكد هذه الحقيقة.

وبعد كل هذه التدخلات السافرة يوافق مجلس الشيوخ الأميركي على طلب يسمح لأهالي ضحايا اعتداءات الـ11 من سبتمبر بأن يقاضوا السعودية، لأنهم يتهمونها بدعم المعتدين، إنها وقاحة كبيرة وابتزاز رخيص ومِن مَن؟ من دولة بيتها كله ديناميت وترمي على الناس شعلة نار.

أميركا بدأت بأفغانستان، ثم اتهمت العراق، ثم ذكرت مصادر أن لإيران صلة بالأحداث، وأخيراً رجعوا للمملكة؛ أليست مسرحية هزلية؟

وإذا وافق مجلس النواب على تمرير القانون الذي يرفع الحصانة عن السعودية، وعن أي دولة تزعم أميركا أنها هاجمت مصالحها ولم يعترض أوباما بنقض الفيتو، فستلجأ كل دولة في العالم – وكلهم متضررون من أميركا – برفع الحصانة عن أميركا، ومطالبتها بالتعويضات عن الضحايا من شعوبهم الذين يقدرون بالملايين.

أحمد الحناكي

صحيفة الحياة اللندنية