هل سيتغير شيء في الفلوجة بعد تحريرها من قبضة تنظيم الدولة؟

هل سيتغير شيء في الفلوجة بعد تحريرها من قبضة تنظيم الدولة؟

طلائع القوات العراقية التي دخلت الرمادي

اجتاحت موجة جديدة من الذعر السكان المسلمين السنة في العراق يوم الإثنين، عندما بدأت القوات الحكومية في البلاد بشن هجوم عسكري توسعي لاستعادة غرب مدينة الفلوجة من تنظيم الدولة.

وتجدر الإشارة إلى أن أغلبية السكان السنة القاطنين في الفلوجة يعيشون أوضاعا إنسانية سيئة بسبب سيطرة تنظيم الدولة على المدينة ومحاصرة المدينة من قبل القوات العراقية منذ أكثر من سنة.

ولكن لا تعتبر هذه الخطوة مُحبذةً بالنسبة لسكان مدينة الفلوجة لأن أغلب قوات الجيش وقوات مكافحة الإرهاب في العراق هم مجموعةٌ من الميليشيات الشيعية، وكثير منهم ارتكبوا الكثير من الفظائع والجرائم في حقّ المسلمين السنة في جميع أنحاء البلاد.

وفي هذا السياق، كتب مراقب سنّي يوم الإثنين أن “الفلوجة بين مطرقة إيران الشيعية وسندان تنظيم الدولة”.

وبالتالي بإمكاننا أن نفهم الآن لماذا كانت حرب الولايات المتحدة في العراق المعركة الأكثر دموية؟ ولماذا كانت الفلوجة معقلا للمتشددين الجهاديين السنة؟ وفضلا عن أن الفلوجة كانت معقلا أساسيا لمقاتلي القاعدة بعد وقت قصير من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة العسكرية، حيث خاضت القوات الأمريكية معارك طويلةٍ في هذه المدينة قبل أن يسيطر عليها المُسلّحون السنّة في عام 2006.

وفي يناير/ كانون الثاني عام 2014، أصبحت مدينة الفلوجة أوّل مدينة عراقية تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة، الذي سيطر في وقت لاحق على الموصل والرمادي.

ويعيش حاليا في الفلوجة حوالي 50 ألف شخص، في حين كان يصل عددهم في السابق إلى 325 ألف شخص. وبحسب الجماعات الحقوقية والإنسانية فإن هذا الحصار، الذي تقوم به القوات العراقية بمساعدة القوات الأمريكية، يسبب معاناة كبيرة للسكان المدنيين.

ومنذ بدأ هذا الهجوم العسكري يوم الجمعة، انتشرت صور من الميليشيات الشيعية المدجّجة بالسلاح، والمعروفة باسم الحشد الشعبي، في وسائل الإعلام الاجتماعية. كما تمّ نشر فيديو يُصور قوة من كتائب حزب الله تحمل الصواريخ والمدفعيات الثقيلة في اتجاهها إلى المدينة.

وفي هذا السياق، قال القادة العسكريون العراقيون إن الميليشيات ستبقى على مشارف الفلوجة، لإثارة رعب الموجودين هناك، بينما صرّح أحد المراقبين بأنه “سيتم إغلاق الفلوجة ومحاصرتها بتعلّة وجود تنظيم الدولة، ولكنهم يهدفون وراء هذا الحصار إلى قتل السنة وإبادتهم.”

وجاء في تغريدة أخرى على تويتر “قريبا ستشاهدون على الشاشات مشاهدَ لاغتصاب امرأة سنية، ولقتل الشيوخ والمعوقين، ولحرق الشباب المسلم السني، ولقتل الأطفال السنة.”

يقول البعض إن هذه المخاوف ليست أساس لها من الصحة، لأن المراقبة الدولية في الماضي اتهمت وأدانت أعمال القتل والترهيب التي تُسلّط على المتساكنين السنة الذين يعيشون في معاقل تنظيم الدولة، انتقامًا للهجمات التي تشنتها هذه الجماعة الجهادية على الميليشيات الشيعية.

لكن أكّد تقرير صادر عن منظمة مراقبة حقوق الإنسان، أن الشيعة قاموا بإزالة المنازل السنية والمخازن والمساجد وكذلك اعتقلوا واختطفوا السكان السنّة.

وقد بدأت مجموعة على فيسبوك تسمّى “الفلوجة تُقتل جوعا” بنشر صور من المساجد المدمّرة والأطفال المصابين داخل المدينة، الذين يقولون إن هذه المأساة هي بسبب المدفعيات الشيعية. في المقابل، وخلال معركة الرمادي في العام الماضي، أدلى الميليشيات الشيعية أنهم كانوا خارج حدود المدينة، ولم يتدخّلوا في هذه المعركة.

التقرير