6 أسباب تجعل إيران ترفض التفريط في اليمن

6 أسباب تجعل إيران ترفض التفريط في اليمن

x350.jpg.pagespeed.ic.mPys9hb1X1

عندما يندلع صراع في الدولة، وتستخدم بعض البلدان التي لا تشترك مع الدولة المتأثرة في حدودها الانتهازية السياسية لتوجيه الحرب في مصلحتها.قال مسعود جازايري، نائب رئيس القوات المسلحة الإيرانية مؤخرا لوكالة انباء تسنيم الإيرانية، أن بلاده مستعدة لمحاكاة عملية تم اعتمادها في سوريا لاستخدامها في اليمن كذلك، وأضاف أن إيران مستعدة لإرسال “مستشارين عسكريين” لدعم الحوثيين في اليمن.

علما بأنه تم الاستيلاء على العديد من شحنات الاسلحة الايرانية والتي من المرجح أن تتوجه الى اليمن التي مزقتها الحرب.

البيان الذي أدلى به نائب رئيس القوات المسلحة الايرانية، مع تكرار الإشارة إلى دور إيران في اليمن، هو من أكثر المواقف السياسية المبالغ فيها في الواقع.

فدور إيران في حرب اليمن متعدد الأبعاد. على السطح، لا يبدو أن اليمن تحمل أهمية جيوسياسية أو استراتيجية للقادة الإيرانيين، كما أن الصراع في اليمن أيضا لا يشكل تهديدا للأمن القومي لإيران. ولكن، لماذا تقوم إيران بدور في حرب اليمن وتوجهها لصالحها؟

العامل الأيديولوجي

أحد أبعاد تورط إيران في اليمن هو أيديولوجي، وهو يرتكز على أحد الدعامات الأساسية في سياسة إيران الخارجية، القائمة على مبادئ الثورة الإسلامية.

فصانع القرار الرئيسي في السياسة الخارجية الإيرانية هو المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، الذي يسعى إلى أيديولوجية سلفه، آية الله الخميني، وهو مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ولم يظهر خامنئي أي انحراف عن الخميني.

وبالإضافة إلى ذلك، خامنئي يعطي وزنا للمعلومات التي تصله من مستشاريه المقربين من مكتب المرشد الأعلى (وليس الرئيس، أو وزير الخارجية، أو غيرها من رجال الدين الأقوياء) وكبار رجال الحرس الثوري الايراني.

واحدة من القيم الثورية الكامنة للخامنئي أنه يعتبر نفسه زعيما للعالم الإسلامي، وانه ينظر الى ايران باعتبارها طليعة المسلمين.

في الواقع، يشار إلى موقعه الرسمي باسم “المرشد الأعلى للمسلمين”، وليس القائد الأعلى ل ـ”إيران” أو مفردا على “الشيعة”.

ونتيجة لذلك، من وجهة نظر خامنئي، باعتباره القائد الأعلى للمسلمين، فيجب عليه استخدام الخطاب، وتوجيه الشؤون السياسية في كل بلد مسلم، بما في ذلك اليمن، باعتباره واجب ديني وأيديولوجي له.

وبالإضافة إلى ذلك، فالخامنئي يرى نفسه زعيما للمسلمين، الأمر الذي وضعه بشكل طبيعي كمنافس للمملكة العربية السعودية، خاصة أن النفوذ الأيديولوجي له في اليمن ضد نفوذ الرياض.

كما أن المثل الثورية الأخرى تتضمن معاداة الولايات المتحدة، ويسعى خامنئي إلى زيادة دور إيران في اليمن وزيادة الصراع، وهو تكتيك لموازنة نفوذ دور الولايات المتحدة في المنطقة.

الأسباب الجيوسياسية والاستراتيجية

وتعتبر إيران نفسها – وترغب كذلك في أن تُعامل – بوصفها قوة عظمى بالشرق الأوسط بسبب أهميتها الاستراتيجية، والموقع الجغرافي، والقدرات العسكرية والقوة الاقتصادية والثروات والموارد الطبيعية (مثل وجود احتياطيات للنفط والغاز تجعلها في المرتبة الثانية في الشرق الأوسط ورابع أكبر مصدر في العالم)، وحجم سكانها (ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في منطقة الشرق الأوسط بعد مصر).

طموحات الهيمنة الإقليمية الإيرانية تجعل القادة الإيرانيين ينتهجون سياسات تهدف إلى التصدي لقوة الجهات الحكومية الإقليمية الأخرى (وخصوصا المملكة العربية السعودية)، وإضعاف الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والجيوسياسية لديها من أجل ترجيح كفة ميزان القوى في المنطقة لصالح طهران.

وفي الوقت الذي لا تشكل فيه اليمن أي تهديد للأمن القومي لإيران، فإنه بالنسبة للمملكة العربية السعودية فهي تشترك في الحدود مع اليمن، وتغتنم إيران هذه الفرصة، من خلال دعم الحوثيين، للطعن في المملكة العربية السعودية، مما يجعلها تبدو أكثر ضعفا، في حين تظهر طهران بأهمية إقليمية إلى المملكة العربية السعودية وكيف أنها يمكن أن تسبب خطرا أمنيا على الرياض.

وبالإضافة إلى ذلك، فمن خلال تحويل انتباه السعودية إلى اليمن، فتحاول إيران خلق مستنقع للرياض في اليمن، مما يجعلها تتعثر في صنعاء، من أجل استدراجها بعيدا عن سوريا والعراق. حلفاء إيران الرئيسين.

كما تسعى ايران لزيادة فرصة نفوذها ضد الرياض واستخدام اليمن كورقة مساومة استراتيجية لدفع المملكة العربية السعودية إلى تغيير السياسة المتبعة تجاه دمشق، بغداد، البحرين أو غيرها من البلدان حيث نفوذ إيران يزداد.

العوامل الاقتصادية والعرقية والطائفية

من الناحية الاقتصادية، فاليمن ليست مكلفة لإيران كما هو الحال في سورية، لكنه يجلب العديد من الفوائد. فاليمن فرصة منخفضة التكلفة لإيران (على عكس سوريا) حيث يمكن أن يكون لإيران وجود قوي بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية، منافستها اللدود.

عرقيا، أو من حيث القومية، فإن إيران تنظر إلى المنافسة ضد المملكة العربية السعودية كتنافس بين الفرس والعرب، والنفوذ الإيراني في اليمن يساعد طهران في هذا الصدد.

وعلى الرغم من أن إيران تنظر إلى نفسها على أنها طليعة كل من السنة والشيعة، فإن لديها اجندة سرية في دعم طائفة الشيعة (أو فرع من الشيعة) لتحسين وتوسيع نفوذها في بلدان أخرى.

وأخيرا، فإن استراتيجية ايران لتوسيع نفوذها في المنطقة خلق وكلاء لها في الدول الإسلامية، وجعل الواقع السياسي لتلك الجماعات مؤثر مع مرور الوقت بشكل كبير في الشؤون الداخلية لتلك الدول (مثل حزب الله والجماعات الشيعية الأخرى في العراق) .

التقرير