إرهاب إيران وحلفائها لا يقل توحشا عن داعش

إرهاب إيران وحلفائها لا يقل توحشا عن داعش

_82294_iraq3

تلفت أوساط غربية متابعة لمعركة الفلوجة والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران بحق المدنيين العراقيين، إلى الدور الإرهابي الذي تمثله طهران بوصفها معادلا متوحشا لا يقل سوءا عما ترتكبه داعش.

وترفض الميليشيات الخضوع لسلطات بغداد وحكومتها برئاسة حيدر العبادي، وأن ولاءها هو فقط لإيران التي تموّلها وتسلّحها وتمارس ضغوطا على بغداد لرعايتها.

ولفت خبراء عسكريون في واشنطن إلى أنه لا يمكن للغرب إذا كان جدياً في محاربة داعش أن يحقق أهدافه إذا ما أتاح لإيران أن تكون شريكة في ذلك.

واعتبر الخبراء أن إيران وميليشياتها لا تختلف في ممارساتها عن توحش تنظيم داعش، فالانتهاكات الجسيمة التي يمارسها تنظيم داعش ضد المدنيين في الرقة والموصل والفلوجة تمارسها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيـران في اليمن وسوريا والعراق.

وعلى الرغم من أن مفاوضات إيران مع المجتمع الدولي، والتي أفضت إلى إبرام الصفقة الشهيرة معها، إلا أنها تعمل يومياً في العراق، كما في دول أخرى في المنطقة، على تقويض كل الجهود الغربية بقيادة الولايات المتحدة، لإرساء شكل من أشكال الاستقرار في العراق.

وتستغرب أوساط أوروبية مراقبة لشؤون إيران إمعان طهران، من خلال دعمها للميليشيات الشيعية التابعة لها، في تأجيل التطبيع في العلاقات الإيرانية الدولية، والمفترض أن الاتفاق النووي صنع من أجل ذلك.

وقال المحلل السياسي كون كوغلين “عندما بدأت عملية استعادة الفلوجة، وجد سكانها المدنيون أنفسهم في مواجهة تهديد آخر على نفس الدرجة من رعب الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والراغبة في الانتقام”.

واعتبر كوغلين في تقرير له بصحيفة التلغراف البريطانية جهود الرئيس الأميركي باراك أوباما لاستدراج إيران لتغيير سلوكها وجعله متّسقاً مع مزاج المجتمع الدولي باءت بالفشل، بحيث خرج تقرير وزارة الخارجية الأميركية الأخير حول الإرهاب ليضع إيران في صدارة الدّول الراعية له.

وكان المجتمع الدولي يتوقّع استخدام ما يقدر بـ150 مليار دولار من الأصول التي سيفرج عنها بموجب الاتفاق النووي من أجل إعادة تطوير البنى التحتية الإيرانية، لكن هذه التوقعات تبدو هذه الأيام غير دقيقة.

فقد أعلنت طهران الأسبوع الماضي عن نيتها رفع ميزانيتها العسكرية بنسبة 90 بالمئة، بما يرفع من مستوى توتر جيران إيران، وبذلك يرفع نسب تهديد الاستقرار في المنطقة برمتها.

ونبهت أوساط دبلوماسية غربية من مغبة سكوت المجتمع الدولي عن السلوك الذي تقوم به طهران كما ميليشياتها في المنطقة.

واستغربت أن يتمكن لوبي إيراني شديد النفوذ من دفع الأمم المتحدة إلى وضع التحالف في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية على اللائحة السوداء بسبب اتهامات لذلك التحالف بقتل الأطفال، قبل أن تنجح الدبلوماسية السعودية بعد ذلك في سحب اسم التحالف والسعودية من تلك اللائحة.

وقالت هذه الأوساط إن المفارقة أن التقرير قد أغفل أن إيران التي تدعم تمرد الحوثيين ضد الحكومة الشرعية في اليمن، كما أغفل أن الحوثيين هم الذين ما برحوا يستخدمون المدنيين كدروع بشرية، كما يستخدمون الأطفال في المعارك ضد الشرعية.

صحيفة العرب اللندنية