الحراك الكردي المسلح يهدد إيران

الحراك الكردي المسلح يهدد إيران

_82722_kurd3

لم يمر البيان الصادر عن الحرس الثوري الإيراني حول مقتل خمسة “متمردين” أكراد في شمال غرب إيران مرورا عاديا، ذلك أن سياق الحدث في بعديه المحلي والإقليمي يكشف تطورات لافتة تنبه لها المراقبون لشؤون المنطقة.

ويذكر مضمون البيان أنه تم رصد مجموعة من خمسة “إرهابيين” تابعين للحزب الديمقراطي الكردستاني (بيجاك) في منطقة سردشت”، على مقربة من الحدود مع العراق، وأن قوات إيرانية خاصة قضت عليهم.

وتتوقف أوساط دبلوماسية حول اعتراف طهران بوجود حراك عسكري كردي على أراضيها بصفته أول تطور لافت يفيد بانتقال حراك المنطقة، لأول مرة إلى داخل أراضيها.

وترى هذه الأوساط أن الإعلان عن ذلك يعكس تفاقم التوتر بين الحكومة الإيرانية والمناطق ذات الغالبية الكردية، ما يؤشر إلى تمدد “الحالة” الكردية إلى إيران بعد تطور تفاصيلها في تركيا وسوريا والعراق.

ويعتقد خبراء في الشؤون الكردية أن اندفاع مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان في العراق نحو المطالبة باستفتاء لاستقلال الإقليم، وتوسع حراك الأكراد في سوريا كما في تركيا، يعمقان اعتقادا لدى الحركات السياسية الكردية في المنطقة بنضوج “اللحظة الكردية” بعد 100 عام على اتفاقات سايكس بيكو التي يرون أنها حرمتهم من دولتهم المستقلة.

وترى هذه الأوساط أن عودة النشاط العسكري الكردي إلى إيران قد يكون عائدا إلى قرار مصدره قيادة حزب العمال الكردستاني بقيادة عبدالله أوجلان في جبال قنديل، ليتّسق مع الحراك الميداني السياسي الذي يقوم به حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي التابع لـ”بي كا كا” في تركيا.

وتذكر أوساط كردية أن حزب بيجاك يعتبر امتدادا لحزب العمال الكردستاني في تركيا. وكان قد سحب في التسعينات مقاتليه وكوادره من الأراضي الإيرانية ولجأ إلى الأراضي العراقية بالاتفاق مع الحزبين الرئيسين بإقليم كردستان العراق، لكن معلومات جديدة تؤكد أن الحزب أعاد مؤخرا المئات من المقاتلين إلى العمق الإيراني بعد أن أعاد تدريبهم وتجهيزهم.

لكن خبراء عسكريين غربيين يعتبرون أن تقاطع موسكو وواشنطن في دعم “قوات سوريا الديمقراطية” رغم التحفظات التركية أغرى أكراد إيران بتنشيط حركتهم تحريا لتأييد دولي موعود.

صحيفة العرب اللندنية