قبل أن يغادر أوباما منصبه.. هذا ما يجب أن نفعله حيال إيران

قبل أن يغادر أوباما منصبه.. هذا ما يجب أن نفعله حيال إيران

xBarack-Obama-Net-Worth-640x411.jpg.pagespeed.ic.-_Fqvs8Nml

ذكرت صحيفة “الواشنطن بوست”، أن علاقة أمريكا مع إيران تشكل معضلة جيوسياسية كلاسيكية. إن إيران قوة إقليمية مهمة تنتهج سياسات عدائية مع جيرانها، وتقوم بقمع شعبها في الداخل. ولكن الولايات المتحدة يمكنها فقط معالجة القضايا الرئيسية والتي تؤثر على مصالحها إذا دخلت طهران كلما أمكنها ذلك. وكما فعلت تجاه الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، فالولايات المتحدة تحتاج إلى انتهاج سياسات تهدف لمنع الهيمنة الإقليمية وخلق توازن قوي بالمنطقة، كما أعربت عن دعمها حقوق الإنسان في إيران وإشراكها دبلوماسيًا.

ويشير المقال إلى أنه إذا كانت الفوضى في الشرق الأوسط قد هدأت، فالولايات المتحدة يجب أن تعمل ليس فقط مع الشركاء التقليديين ولكن مع المنافسين كذلك. وقد أسهمت إيران بدور في الاستقطاب الطائفي بالشرق الأوسط وعززت الصراعات التي تعاني منها المنطقة، ولكنها ليست السبب الوحيد في ذلك. يذكر أن واشنطن وطهران على خلاف بشأن سوريا، ولكنها تدعم نفس الحكومات والقادة في كل من أفغانستان والعراق.

ولفت المقال إلى أنه لإتاحة الفرصة أمام التفاعل المثمر، فستضطر الولايات المتحدة إلى العمل مع شركائها بالمنطقة من أجل إقامة توازن ملائم للسلطة. وهذا يعني استمرار الانتشار العسكري ومبيعات الأسلحة لضمان أمن الخليج الفارسي، وذلك في حين التأكيد على حقوقها بموجب اتفاق نووي جديد يمنع إيران من تحقيق تقدم سري في مجال الأسلحة. وفي الوقت نفسه، ينبغي على الولايات المتحدة البدء في التخطيط لسياسة عامة من شأنها ردع إيران عن استئناف برامجها النووية بمجرد فرض بعض القيود في الاتفاق. وفي النهاية، يجب على الولايات المتحدة وشركائها الاتحاد معًا ضد إيران في العراق وسوريا.

ونوه أن تلك الجهود ستهيئ وضعًا أفضل للولايات المتحدة للتعامل مع إيران في تسوية النزاعات الإقليمية وهزيمة تنظيم الدولة. إن المناقشات مع إيران في عهد جورد دبليو بوش كانت تحقق تفاهمات محدودة في بعض المناطق وتعاون فعال مع الآخرين. واتفاق بون الذي نص على تأسيس حكومة مؤقتة في مرحلة ما بعد حركة طالبان في أفغانستان كانت نتيجة ذلك التعاون؛ حيث كان من الصعب إن لم يكن مستحيلًا تحقيقه دون الدعم الإيراني. والجدير بالذكر أن هذه النجاحات كانت في سياق التأكيد على سلطة الولايات المتحدة النشطة ضد حركة طالبان.

وأوضح أنه في عهد أوباما، ركزت الاتصالات مع إيران بشكل أكبر على القضايا النووية. ولكن هذه الاتصالات تحدث بشكل غير منتظم، وتنطوي على دائرة صغيرة من الأشخاص، كما تميل إلى معالجة القضايا الأكثر إلحاحًا فقط. وربما تواصل وزير الخارجية جون كيري مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال اتصال هاتفي سريع. ومن المرجح أن يغادر كيري منصبه في غضون أشهر قليلة، ويقوم ظريف الذي تلفى تعليمه بالولايات المتحدة على التواصل بنفسه في نهاية المطاف. فليس هناك ما يضمن إنشاء الألفة نفسها مع خلفاء كيري. إن سياسة الولايات المتحدة لا تعتمد على القيام بذلك.

ولهذا قبل أن يغادر منصبه، يجب أن يتخذ أوباما خطوات لتعزيز الاتصال بين الدولتين. والخطوة الأبرز ربما تكون إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية. ليس واضحًا ما إذا كان النظام الإيراني سيكون مستعدًا إلى هذا الحد، كما أن مثل هذه الخطوة ربما تثير جدلًا واسعًا داخل الولايات المتحدة.

وأكد أنه يجب أن تقوم الولايات المتحدة وإيران بتعيين دبلوماسيين أمريكيين وإيرانيين من المستوى المتوسط داخل أقسام رعاية المصالح بكل من السفارتين الموجودتين بالفعل في كلتا الدولتين. ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة كان لها وجود دبلوماسي كبير في كوبا قبل استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة العام الماضي. كما أن هناك إجراءً آخر يمكن للولايات المتحدة اتخاذه وهو السماح للدبلوماسيين الإيرانيين المنتدبين من قبل الأمم المتحدة في نيويورك بالسفر إلى واشنطن من حين لآخر. وقد ترد إيران على هذه اللفتة بمثلها، فتسمح للمسؤولين الأمريكيين الموجودين في دبي، والذين يقومون بمراقبة الشؤون الإيرانية بمكتب تابع للولايات المتحدة هناك.

التعامل بين الولايات المتحدة وإيران يجب بالتأكيد أن يركز على الحرب ضد تنظيم الدولة، كما يجب أيضًا أن يركز على مسارات تحقيق الاستقرار في المنطقة. ويجب أن تسعى الولايات المتحدة لمساعدة السعودية وتركيا وإيران على الاتفاق بخصوص العراق وسوريا لكبح الصراع الطائفي والجغرافي السياسي. مثل هذا الاتفاق لن يحدث دون وساطة من الخارج. والولايات المتحدة هي وحدها القادرة على فعل هذا الآن.

ويختتم المقال أنه يجب ألا يتجاهل أوباما تطلعات الشعب الإيراني، الذي يأمل كثير منه في مزيد من الحريات والتواصل مع العالم. ويجب أن تكون قضايا حقوق الإنسان جزءًا من خطة العمل المشترك. كما يجب أن تعمل الولايات المتحدة على تيسير السفر الخاص بين الدولتين للطلاب والباحثين والمواطنين العاديين. وأفضل طريقة لفعل هذا هي استئناف الرحلات الجوية التجارية المباشرة بين البلدين. هذه الخطوة سيكون لها فائدة عظيمة لمئات الآلاف من الإيرانيين الأمريكيين وعائلاتهم في إيران.

واشنطن بوست – التقرير