ثورة جديدة للعمال.. تنديد دولي بقمع طهران لعرب الأحواز واضطهادهم

ثورة جديدة للعمال.. تنديد دولي بقمع طهران لعرب الأحواز واضطهادهم

xD4F1A67B-37C3-4410-8D99-ADF3D5DC3F78_mw1024_mh1024_s.jpg.pagespeed.ic.UUOc4_Ep7h

يعيش عرب الأحواز على منطقة تحتوي على نحو 90% من موارد النفط والغاز في إيران، بالإضافة إلى المؤسسات الصناعية والزراعية والثروات الطبيعية والأنهر الكبرى، لكنهم يعانون من أعلى معدلات الفقر والبطالة والحرمان، وفق الإحصائيات الرسمية الإيرانية.

وفي 28 مايو الماضي، أقدم عامل في بلدة الفلاحية، التابعة لمحافظة الأحواز، على إضرام النار في نفسه، نتيجة تأخر الحكومة في دفع راتبه وزملائه لمدة 6 أشهر، كما حدثت حالات مشابهة لعمال فقراء أضرموا النار في أنفسهم، احتجاجًا على سوء التعامل أو عدم استيفائهم حقوقهم أو جراء البطالة المتفشية.

وفي مقال له يصف حال الأحواز في إيران، كتب ويرايت وات ويلايك قائلًا: “منذ عام 1925، تعرض الأحواز لعمليات الإعدام بإجراءات موجزة، والتهجير القسري، والهجرة، ومصادرة وتدمير المنازل والممتلكات الشخصية. في ظل النظام الطائفي الأصولي الحالي في إيران، يعيش شعب الأحواز في خوف دائم من القمع. نظام الملالي الإيراني الحالي هو استكمال لبرنامج التطهير العرقي الذي بدأ على يد نظام بهلوي”.

وأضاف “يعيش نحو 10 ملايين من الأحوازيين العرب في جنوب وجنوب غرب إيران، إنّهم أحد الشعوب المضطهدة في الشرق الأوسط؛ إنّهم متحدون من خلال العِرق والثقافة واللغة، تشبه لهجتهم العربية اللهجة العربية العراقية، وأغلبيتهم من الشيعة والسُنة، على الرغم من أن هناك أديانًا ومذاهب أخرى، مثل المسيحيين والمندائيين”.

وتابع: “وقد أظهر النظام الإيراني كراهية عميقة ضد الشعب العربي في الأحواز، الذين يشكّلون 10% من السكّان. وفي عام 1925، اجتاح النظام الإيراني الغاشم إمارة الأحواز التي يحكمها أمير خزعل الكعبي. وضع هذا الغزو حدًا لسيادة الأحواز المستقلة، التي تم ضمها إلى إيران في عام 1934”.

عمال الأحواز

تظاهر عمال بلدية الأحواز، عاصمة إقليم عربستان “خوزستان”، جنوب غربي إيران، أمام مبنى بلدية المنطقة 4 من المدينة، أمس الأربعاء؛ احتجاجًا على قمع تظاهرة قاموا بها الإثنين الماضي؛ بسبب عدم دفع رواتبهم لثلاثة أشهر؛ حيث قمعت الشرطة وقوات الأمن هذا التجمع بالقوة واعتقلت 24 من العمال المحتجين البالغ عددهم 70 شخصًا.

وذكرت وكالة “إيلنا” العمالية الإيرانية، أن المتظاهرين طالبوا بإطلاق سراح زملائهم الذين تم نقلهم إلى سجن “سبيدار” وتم وضعهم في زنزانات الجرائم الخطيرة وأنهم يخشون على حياتهم، وأصدرت محكمة الثورة الإيرانية أمرًا بتمديد فترة اعتقال هؤلاء العمال لاتهامهم بتنظيم تجمع غير قانوني وذلك بعد شكوى من رئيس البلدية.

ونقلت الوكالة عن رئيس منظمة العمال في الأحواز، آقا يار حسيني، قوله إن الوضع بالنسبة لعمال بلدية المحافظة مقلقًا وإنه سيتم تنظيم وقفات احتجاجات للمطالبة بحقوقهم كل أسبوع، وطالب “حسيني” المسؤولين في المحافظة بالتعامل مع عمال بلدية الأحواز بشكل أفضل وصرف مستحقاتهم بدلًا من ملاحقتهم واعتقالهم.

من جهتها، نشرت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية، أسماء بعض المعتقلين وهي كما يلي: (1) منصور الطرفي (2) طه عفراوي (3) كاظم عفراوي (4) حسن حيادر (5) حميد هويش مزرعة (6) كاظم مزرعة (7) موسى سواري (8) على أحمدي فر (9) عدنان مجدم (10) حسين منصوري (11) ناصر دحيمي (12) على بجيه (13) جاسم بور أحمدي (14) عبدالكريم ثعلبي (15) سيد عدنان موسوي (16) عبدالله سليماني (17) كاظم عفري (18) حسن مجدم (19) جواد سواري.

الأمم المتحدة تندد

كان تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول أوضاع حقوق الإنسان في إيران، ندد بقمع طهران لعرب الأحواز واستمرار اضطهادهم، وذلك خلال أعمال الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك سبتمبر الماضي، وتطرق تقرير الأمين العام إلى استمرار التهميش والقمع ضد عرب الأحواز، ومحاولة السلطات الإيرانية تغيير التركيبة السكانية للإقليم، واستمرار الاعتقالات العشوائية، وقتل المتظاهرين السلميين.

وتناولت الفقرة 58 من التقرير الوضع المأساوي للعمال أيضًا، قائلة: “تواجه جماعات الأقليات العرقية قيودًا على الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي، فمثلًا ألقي القبض على نحو 1000 شخص في 17 مارس 2015 لاحتجاجهم على محنة عربي من خُرمشهر (المحمرة) يدعى يونس عساكرة، أضرم النار في نفسه ردًا على مضايقات السلطات المحلية له بصورة متكررة فيما يتعلق بالترخيص للكشك الذي كان يبيع فيه الخضار والفاكهة، وزُعم أنه توفي بعد رفض تقديم العلاج الطبي المناسب له، وتفيد التقارير أن معظم المتظاهرين أُفرج عنهم بعد توقيعهم تعهدًا، وعلاوة على ذلك، ففي الفترة من منتصف مارس إلى أبريل 2015، اعتُقل واحتُجز ما يقرب من 100 من عرب الأحواز، بمن في ذلك ناشطون وعدة قُصَّر، في أعقاب احتجاجات سلمية نُظِّمت غداة الذكرى السنوية العاشرة لانتفاضة الأحواز”.

كما ورد في هامش الصفحة 22 من التقرير: “في أبريل 2005، نزل عرب الأحواز إلى الشوارع احتجاجًا على سياسات الحكومة التي يُزعم أنها تهدف إلى تغيير التركيبة العرقية في محافظة خوزستان “عربستان – الأحواز”، وأُفيدَ أن الاحتجاجات، التي استمرت أسبوعين، اتخذت طابعًا عنيفًا؛ حيث لقيَ العديد من المتظاهرين حتفهم، ومنذ ذلك الحين وعربُ الأحواز يحتفلون بالانتفاضة بتنظيم احتجاجات في جميع أنحاء المنطقة”.

أحمد سامى – التقرير