ابو مهدي المهندس… نموذج للعدوان الايراني السافر على العراق

ابو مهدي المهندس… نموذج للعدوان الايراني السافر على العراق

     مع بداية العام الجديد عقد (ابو مهدي المهندس)نائب هيئة قوات الحشد الشعبي في العراق مؤتمرا صحفيا في بغداد حضره عدد من مراسلي القنوات الفضائية والمحسوبين على الاعلام العراقي الموجه، تحدث فيه عن الاوضاع الامنية والعسكرية والمواجهات الميدانية التي يواجهها مقاتلو الحشد الشعبي مع تنظيم الدولة الاسلامية على الارض العراقية، وقال ما يلي:

  • ان قوات الحشد الشعبي اصبحت قوة رئيسية في المشهد العراقي وقوامها 70 الف مقاتل, ويسعى المهندس الى  ان تكون مؤسسة عسكرية بعيدة عن المساومات السياسية والتسوية الحزبية.
  • هاجم الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية واتهمهما بانهما الممول الرئيسي لتنظيم الدولة (داعش).
  • ان معظم مقاتلي “داعش” من العراقيين، ومعهم مقاتلون اجانب قليلو العدد.
  • دعا (المؤمنين الشيعة) للتطوع في تنظيمات الحشد الشعبي دفاعا عن المذهب وتنفيذا لدعوة المرجعية الدينية بالجهاد الكفائي.
  • ان الحشد الشعبي هو سند ودعم للجيش العراقي وقوة اضافية لمساعدته في السيطرة على الاراضي العراقية التي تشهد زحفا وتقدما لمقاتلي “داعش”.

والسؤال الذي يتبع هذا المؤتمر: من هو ابو مهدي المهندس وما دوره الحالي على الساحة العراقية، وما علاقته بحكومة بغداد، وما امكاناته واسباب ظهوره الحالي.

هذا ما سنلقي الضوء عليه في الاسطر التالية :

  • انه جمال جعفر محمد علي الابراهيمي مواليد 1954, في البصرة, وخريج كلية الهندسة بجامعة بغداد عام 1977 وحاصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه بالعلوم السياسية .
  • انتمى لحزب الدعوة بداية السبعينيات من القرن الماضي ودرس في الحوزة العلمية بالنجف, ثم غادرها الى الكويت عام 1980 حيث تزوج امرأة ايرانية ومنح الجنسية الايرانية، وعين مستشارا في الحرس الثوري الايراني.
  • بتاريخ 12-12-1983 شارك في عملية تفجير السفارتين الامريكية والفرنسية في الكويت الذي ادى الى مقتل 6 اشخاص واصابة 80 اخرين .
  • شارك في عملية اغتيال امير الكويت السابق جابر احمد الجابر مع 17 عنصرا من عناصر حزب الدعوة والتي ادت الى مقتل 8 اشخاص من حماية امير الكويت آنذاك. وبعد فشل عملية الاغتيال, هرب بجواز سفر باكستاني مزور من الكويت الى ايران .
  • بقي في ايران ولم يغادرها الا بعد الاحتلال الامريكي للعراق في اذار 2003 اذ تردد الى سوريا حيث اقام علاقات واسعة مع اطراف محسوبة على نظام الاسد.
  • اصدر القضاء الامريكي و الكويتي و الشرطة الدولية (الانتر بول) امرا بالقبض عليه كما انه مطلوب لدول الخليج العربي.
  • نفذ عدة عمليات قتل للأسرى العراقيين الذين تم اسرهم خلال الحرب العراقية ـــ الايرانية التي امتدت منذ عام 1980 ولغاية 1988.
  • عام 1985 تم تعيينه من قبل محسن رضائي قائد الحرس الثوري الايراني الاسبق, قائدا لقوات بدر العراقية , ثم انفصل عن هذا التشكيل واسس مجموعة باسم (التجمع الاسلامي). وشارك في القتال مع الجيش الايراني بالتصدي للقوات العراقية في اثناء المعارك التي دارت بين البلدين في الثمانينيات .
  • المهندس الان له دور ملموس في قيادة الحشد الشعبي ولديه امكانية كبيرة وصلاحيات واسعة ومسؤول عن عشرات الالاف من المليشيات العراقية .
  • يتلقى الدعم والمساندة من قيادة الحرس الثوري الايراني ولديه تنسيق واسع مع المؤسسات الامنية والاستخباراتية الايرانية.

    ان تردد اسم المهندس الان وبروز دوره في المواجهات العسكرية التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم الدولة وعلاقته المباشرة مع قاسم سليماني يؤكد حقيقة النهج الطائفي والنفوذ الايراني وتدخله السافر في الشأن العراقي واستغلال الفتوى التي اطلقتها المرجعية الدينية في العراق بوجوب القتال الكفائي دفاعا عن المقدسات و الارض  وارسال عدد كبير من الايرانيين ليقاتلوا في صفوف هيئة الحشد الشعبي ودعم واسناد المرجعية الدينية في ايران التي اعتبرت وعلى لسان علي خامنئي المرشد الاعلى ان فتوى المرجعية الدينية في العراق هي “الهام الهي”.

يذكر ان مقاتلي عدد من المليشيات العراقية (قوات بدر وجيش المهدي وحزب الله العراقي وسرايا السلام) شاركت في الحشد الشعبي تحت قيادة ابو مهدي المهندس وعملت على تنفيذ توجيهاته واطاعة اوامره.

ان اطلاق يد المليشيات في العراق بحجة الدفاع عن ارضه وطرد مقاتلي تنظيم الدولة من المناطق التي سيطر عليها يؤكد حقيقة النهج الايراني وسياسة حكومة بغداد وسعيها الى تنفيذ برنامج تطهير عرقي وقتل واعتقال وتعذيب واهانة وتشريد الابرياء على الهوية الطائفية و استخدام  سياسة الارض المحروقة وحرق المنازل ونهب الممتلكات , وكل هذا يؤكده ما قاله ابو مهدي المهندس عن حقيقة الدور الايراني فيما يجري الان في العراق بقيام المسؤولين الايرانيين بارسال طائرتين محملتين بالأسلحة والاعتدة يوميا الى العراق ودعم واسناد الجهد العسكري للحشد الشعبي في العراق وتوجيه قاسم سليماني بالاشراف المباشر على جميع العمليات العسكرية والمواجهات الميدانية لمقاتلي الحشد الشعبي.

فهل ما نراه تنفيذا لفتوى المرجعية الدينية بالقتال الكفائي ام هو هيمنة وتنفيذ لمشروع ايراني في العراق يعزز سياسة التطهير العرقي وتغيير خريطة العراق السياسية و ديمغرافية ارضه وشعبه؟

مركز الروابط للدراسات والبحوث الاستيراتيجية