اسواق النفط بين اتجاه الاسعار والاستقرار

اسواق النفط بين اتجاه الاسعار والاستقرار

56b46c9ac3618869728b4591

لاتزال اسواق النفط تشهد حالة من الحراك النشط ، وانعكس ذلك على اراء المراقبين والمحللين على حد سواء بين متفائل لارتفاع الاسعار وبين عدم اليقين من قبل البعض  الاخر.

لقد اندفعت الكثير من التحليلات خلف الصعود الذي قادته اسعار النفط خلال الاسابيع الماضية حيث وصل سعر خام برنت الى اكثر من 50 دولار للبرميل ، وقد اتفق اغلبية  المراقبين ان هذا الصعود هو أيذانا بانتهاء عهد الانهيار في اسعار النفط ، ومرحلة الاستقرار والتوازن التي تنشدها الاسواق.

جاء في التقرير الذي نشر مؤخرا لمنظمة الدول المصدرة للبترول “اوبك” OPEC انه “من المرجح أن يتقلص فائض المعروض في السوق خلال الفصول المقبلة” وهو ما سيفرز “سوقا نفطية أكثر توازنا قرب نهاية العام”. ولكن هناك تذبذب وعدم استقرار في القرارات وسياسة الانتاج ما ينعكس على تذبذب الاسعار بصورة مباشرة، فقد اكدت مصادر في قطاع النفط بالمملكة السعودية في أبريل نيسان إنها ربما تزيد إنتاجها ليقترب من مستويات قياسية مرتفعة خلال أشهر الصيف لتلبية الطلب المحلي على الكهرباء.

وفي تقرير سابق لها قالت المنظمة إنه “في الأساس، الفائض في الإنتاج مستمر، والإنتاج ما زال عاليا”، رغم وجود “مؤشرات بأن الوضع المتواصل للتخمة في العرض من المرجح أن يتلاشى”.

وبحسب “أوبك”، فإن معدل الطلب يجب أن يبقى دائما عند 94.18 مليون برميل يوميا، من أجل إنتاج يبلغ 56.4 مليون برميل يوميا للدول غير الأعضاء في “أوبك”.

وأوضح التقرير الأسبوعي لشركة نفط “الهلال”الاماراتية ، أن هذه العوامل تتمثل في تطورات أسواق الطاقة والمسارات التي تسجلها أسواق النفط والغاز، وتقييم وتتبع التحركات المستقبلية للأسواق، وحركة العرض والطلب، والقدرات الإنتاجية، وأخيراً عدد المنتجين، وكلها عوامل تضغط بشكل مباشر على الأسعار، ومن ثم تؤثر على مستوى العوائد الاستثمارية للمشاريع القائمة.

وتشير «وكالة الطاقة الدولية» الى بعض التفاؤل لعام 2017، نظراً الى التضخم والمغالاة في حجم فائض المخزون التجاري النفطي العالمي.

اغلب التحليلات تتفق على ان اسعار النفط لن تتجاوز سقف 60 دولار للبرميل ، حالة  عدم  الاستقرار في السوق العالمية تقودها عدد من العوامل السياسية وأخرى تقنية، مما سيبقي أسعار البترول في حدود لا تتجاوز 55 دولارا للبرميل، ويؤدي عودة التنافس السعودي الإيراني، الى إضعاف الانسجام في منظمة، وهو ما يقود انظار المراقبين الى اجتماع اوبك في ايلول/ سبتمبر المقبل .

فيما يتعلق بالعرض والطلب فهناك فائض في المعروض النفطي يبلغ 2.5 مليون برميل يوميا، مع توجه نحو زيادة في العرض، نتيجة توقع بلوغ الإنتاج الإيراني إلى مستوى 3.8 مليون برميل يوميا لتقترب من هدفها بإنتاج 4 ملايين برميل يوميا، بينما بلغ الإنتاج السعودي في ماي الماضي 10.24 مليون برميل يوميا، مع توقع أن يستقر في مستوى أعلى بكثير من المعدل المسجل العام الماضي .

عوامل كثيرة ادت الى حالة عدم الاستقرار التي تعيشها الاسواق النفطية اليوم ، فالمخزون العالمي  الضخم وحركة العرض والطلب، والقدرات الإنتاجية ،وغياب الانضباط داخل “أوبك” يعقد سوق البترول، وتقييم وتتبع التحركات المستقبلية للأسواق، والتنافس بين الدول المنتجة داخل منظمة اوبك ، وزيادة حجم الانتاج من قبل بعض المنتجين ،كلها عوامل ستسهم في بقاء السوق النفطية في حالة من عدم الاستقرار بينما تبقى امال بعض المراقبين معلقة بانتظار اجتماع شهر ايلول سبتمبر المقبل ، ومع ذلك تبقى الامور تسير باتجاه الاستقرار والتوازن في السوق العالمية بعد الاجواء الإيجابية التي سادت المؤتمر نصف السنوي لمنظمة اوبك الذي عقد في 2 حزيران يونيو الماضي في فيينا.

عامر العمران

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية

 

Save

Save

Save