عمليات إرهابية تدخل إيران مرحلة اختلال الأمن

عمليات إرهابية تدخل إيران مرحلة اختلال الأمن

_83304_iran3

دخلت إيران في حقبة اختلالات أمنية ظلت غائبة لعقود بعدما أعلنت عن إحباط عمليات تفجير كانت تستهدف العاصمة طهران في أول تطور لافت منذ سيطرة جهاديين على مساحات واسعة من الأراضي في عدة بلدان مجاورة.

ونقلت وكالة إيسنا للطلاب عن علي شمخاني أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي أن “قوات الأمن قبضــت على المجموعة التي خططت لتنفيــذ هجمــات انتحارية في طهران”.

وطالما اعتبرت إيران نفسها غير معنية بالاضطرابات التي تشهدها سوريا والعراق منذ بدء احتجاجات ما يعرف بـ”الربيع العربي” في الشرق الأوسط عام 2011.

ويعتبر مراقبون للشؤون الإيرانية أن الخبر صدر عن وزارة الأمن الإيرانية ولم يجر كشف الأمر قبل ذلك من أي مصدر دولي أو محلي، بما يعني أن طهران تريد الإعلان للداخل الإيراني كما للخارج، بأنها باتت ضحية الإرهاب شأنها في ذلك شأن دول المنطقة الأخرى.

وتذهب بعض القراءات إلى أن صدور البيان عن حكومة الرئيس حسن روحاني قد يفسّر بأنه رسالة للجناح المحافظ في إيران على عدم جدوى الخطاب الذي يقوده المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي يدفع فيه مرارا للتدخل في العراق وسوريا ودول أخرى بذريعة مكافحة الإرهاب وردّ التكفيريين.

وسرعان ما تسلل الإرهاب إلى الداخل الإيراني وإلى قلب العاصمة طهران.

لكن مصادر إيرانية ترى أن ما أعلنته وزارة الأمن لا يمكن التأكد من صحته طالما أنها المصدر الوحيد للرواية.

وسبق لطهران أن أعلنت مرارا أنها ألقت القبض على مجموعات تعتزم القيام بعمليات إرهابية في مناطق مختلفة من البلاد، إلّا أنها لم تكشف في أي مناسبة عن هوية المعتقلين.

وترى مصادر أخرى أن ما نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) نقلا عن الوزارة من أنه “تم إحباط واحدة من أكبر المؤامرات الإرهابية للجماعات التكفيرية الوهابية التي كانت بصدد زرع عدد من القنابل في طهران وبعض المحافظات”، وقد يندرج ذلك في إطار “شدّ عصب” طائفي داخلي بهدف الالتفاف على قرارات طهران بإرسال قواتها إلى خارج الحدود، بعد حالة التململ الداخلي جراء ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين في سوريا.

لكن مراقبين لفتوا إلى أن الإعلان عن “إلقاء القبض على الإرهابيين الذين خططوا لضرب مراكز عديدة في البلاد في المناسبات الدينية الخاصة، كما تمت مصادرة عدد من القنابل الجاهزة للانفجار وكميات كبيرة من المواد المتفجرة”، يطرح أسئلة حول مستوى القوة الذي وصلت إليه الجماعات السنّية في إيران ومساحة البيئة الحاضنة التي تتحرك داخلها حتى تتمكن من إنجاز اختراق كبير بالمستوى الذي أعلنه بيان وزارة الأمن.

وترى مصادر دبلوماسية أن التحقيقات التي أعلن عن أنها “جارية مع الإرهابيين، وسوف يتم الإعلان عن التفاصيل فور توفر الظروف الأمنية المناسبة” لن تحمل إلا الرواية التي تخدم نظام الحكم في طهران.

لكن هذه المصادر تعتبر الحدث مفصليا وسيتداعى على الجدل الداخلي الإيراني وعلى الصراع الجاري بين تياري روحاني وخامنئي.

ويأتي الإعلان عن وصول “الإرهاب” إلى قلب طهران بعد أيام من إعلان وسائل إعلام إيرانية عن مقتل ضابط من قوى الأمن الداخلي و5 من المسلحين خلال اشتباكات دامية وقعت بين الأمن الإيراني ومجموعة بلوشية مسلحة بمدينة “خاش”، التابعة لإقليم سيستان وبلوشستان، شرق البلاد، إضافة إلى مقتل 5 أعضاء من منظمة “بيجاك” الكردية خلال اشتباكات مماثلة مع الحرس الثوري غرب إيران.

وترى أوساط عدة أن التطور الأمني المتصاعد والمفاجئ ومتعدد المصادر قد يمثّل تحديا لم يكن في حسبان القيادة الإيرانية، وأن “العبث” الذي مارسته طوال السنوات السابقة داخل دول المنطقة يرتد إلى الداخل الإيراني نفسه، مع ما يحمله ذلك من تهديدات للحمة الداخلية متعددة الطوائف والعرقيات.

صحيفة العرب اللندنية