خياران أمام اقتصاد الشرق الأوسط: الابتكار أو الهلاك

خياران أمام اقتصاد الشرق الأوسط: الابتكار أو الهلاك

اقتصاد-الشرق-الاوسط

يقول الدكتور يسار جرار، نائب رئيس مجلس الأجندة العالمية عن مستقبل الحكومات والمنتدى الاقتصادي العالمي، “إن النماذج التي عملت في السنوات العشر الماضية لن تنجح في السنوات الخمس المقبلة”، مشددًا على أن هناك حاجة إلى الابتكار في القطاع العام والقطاعات الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط.

ويذكر أن الحكومات والشركات الخاصة بالمنطقة حتى الماضي القريب، كانت تقوم على التقاليد القديمة وتتهرب من اتخاذ الطرق الغير مستخدمة من قبل، ولكن بدأت الأحوال تتجه نحو التغيير في السنوات القليلة الماضية، وذلك بعد موجات من التطورات الكبيرة في الاقتصاد العالمي والتي شقت طريقها نحو الدول الغنية بالنفط في المنطقة.

وفي تقرير خاص بموقع آيمي إنفو، أشار إلى أن هناك 7 استراتيجيات من أجل البقاء على قيد الحياة خلال الوقت المتبقي من عام 2016، ويقول الدكتور جرار إنه لا يوجد خيار أمامنا سوى الابتكار، حيث تواجه الموارد المالية في العالم العربي أوقاتًا عصيبة، ويقول “إن الحكومات بالمنطقة والقطاع الخاص أمامهم خيارين اثنين: إما أن يستمروا في مشاهدة ضعف الاقتصاد إلى حد أبعد وتضعف معه مواردهم المالية في نفس الوقت، أو يعيدوا التفكير فيما يمكن القيام به”.

ويقول الخبراء إن الابتكار يجري الاعتراف به الآن بشكل ملحوظ في المنطقة والتسليم به كضرورة وأساس في أية تغييرات هيكلية أو إصلاحات تنظيمية، لا سيما بعد الضربات المتتالية بسبب انخفاض أسعار النفط الخام.

وجدير بالذكر أن فكرة الابتكار تتصدر الآن جداول أعمال مجالس إدارة الشركات بالمنطقة، والعديد من الشركات تعمل على تخصيص الموارد البشرية والمالية اللازمة والمخصصة لإدخال الابتكار في أعمالهم.

ويضيف رامي وديع، الشريك في قسم إدارة خدمات المخاطر والمسؤول عن مركز ديلويت لحوكمة الشركات في الشرق في الأوسط، إن “وجود الشركات اليوم في مناخ معبأ بالمخاطر الاستراتيجية والتي لها تأثير أو يتم خلقها بفعل قرارات العمل الاستراتيجية، يمكنها أن تُضرب بسرعة اكثر من أي وقت مضى، وذلك يعني أن الشركات التي تتأخر في منحنى الابتكار قد تقع سريعا كفريسة للعرقلة، والتي يراها البعض على أنها التوأم السيء للابتكار”.

جاء ذلك بعد أن جاءت جميع بلدان منطقة الشرق الأوسط، باستثناء الجزائر واليمن، في أعلى المرتبة رقم 100 بمؤشر الابتكار العالمي عام 2015، والمعد من قبل جامعة كورنيل، وإنسيد، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)، حيث تم تصنيف 141 نظامًا اقتصاديًا حول العالم.

وكشف استطلاع عن الابتكار لشركة دلويت في عام 2015 عن أن 96 بالمئة من المستطلعين على الصعيد العالمي يعتبرون الابتكار ضمن أفضل خمس أولويات استراتيجية، إضافة إلى خمس شركات قاموا بالتصنيف على أنه اولوية قصوى، وقال ثلثا الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع إن الابتكار ضروري من أجل تنمية وتمييز وازدهار أنفسهم عن المنافسة.

ويقول الدكتور جرار كذلك إنه بدلا من انتظار شخص آخر ليأتي بأفكار عظيمة، فينبغي للمنظمات أن تتحدى شعوبها من خلال ابتكار شيء ما، وأضاف “يجب عليهم الاستعانة برأس المال البشري ومصارحتهم: ويقول “ها هي التحديات، ونحن بحاجة إلى إيجاد حلول”.

وهناك تقرير آخر كدليل على البقاء على قيد الحياة بالنسبة للشركات العاملة بالمنطقة، حيث يسلط الضوء على المجالات الرئيسية التي تحتاج إلى التركيز على البقاء والنماء خلال الفترة المتبقية من هذا العام وما بعدها.

ويكشف التقرير عن استراتيجيات سبع وهي: الابتكار والتنويع والتعاون وتحسين الأداء والشفافية وإدارة المواهب والذكاء، كما يمكن تعزيز تلك النصائح من أجل البقاء أكثر عن طريق الاستعانة برؤى كبار رجال الأعمال بالشرق الأوسط والمفكرين والمحللين.

التقرير