5 أفكار لمحاصرة الطائفية والكراهية

5 أفكار لمحاصرة الطائفية والكراهية

tayafa

فتحت حلقات من مسلسل سيلفي من جديد الحديث الهام عن الطائفية وخطورتها على كل المجتمعات الانسانية. هناك في تصوري خمس طرق للتفكير قد تحد من شرورها وأمراضها.
الطريقة الأولى التفكير الانساني. الذي يربطنا مع البشر الآخرين في العالم أعمق من أي شيء وهو الشعور الإنساني أو النزعة الانسانية المشتركة. شخصان أحدهما في الشرق وآخر في الغرب. الأول بوذي والآخر مسلم. ورغم هذا الاختلاف إلا أنهما قد يكونان صديقين وفيين لبعض ويعملان بأمانة واخلاص ويساعدان الغير ويتمنان الخير لبعضهما. يحدث ذلك ببساطة لأن المحرك الانساني بداخلهما أقوى من أي شيء آخر، وكل الاختلافات الدينية والعرقية بينهما تأتي كحافز لتعميق مثل هذا الحس الأخلاقي الفريد. التفكير بالمشترك الانساني بالتأكيد سيحد من المرض الطائفي. التفكير الانساني يوسع المدارك ويجعل الفرد يشعر أنه جزء من العالم الواسع. ولهذا السبب، تحديدا، يسعى بعض الأفراد (بيل جيتس مثالا) لمعالجة المشاكل التي تهدد البشرية كلها من أمراض وأوبئة وظواهر مناخية خطيرة لأنها تهدد الجميع وليس أتباع دين أو طائفة معينة. غياب مثل هذا الحس يدفع إما لمزيد من العزلة أو الرغبة بتدمير العالم الجديد.
الطريقة الثانية التفكير المنطقي. الكراهية مرض ولكن من غير المعقول أن تكره شخصا لأنه ولد في عائلة شيعية أو سنية أو غير مسلمة. ستكون بالضبط مثله لو ولدت في عائلته. هذا منطق بسيط ولكن قوي ومحرج. كيف يمكن أن يقنعنا شخص بكراهية قائمة بمنطقها على الصدفة. صدفة اني ولدت انتمي لعائلة وبلد وثقافة بعينها ولا يمكن أن أحاسب عليها. من المستحيل أن تضع عينك بعين الطائفي ويقنعك بالعكس .
الطريقة الثالثة التفكير بالوطن. اذا لم يحركك الشعور الانساني ويقنعك التفكير المنطقي البسيط، فإن التفكير بوطنك قد يمنعك من تبني فكرة الطائفية. السبب بسيط وواضح. الوطن يعني التكاتف والطائفية تعني الاحتراب. الوطن مرتبط بالحب والولاء، والطائفية تعني الكراهية والتمزق. النزعة الوطنية تعني الاستفادة من كل كوامن المحبة والاخلاص والحماس داخل المواطنين لبناء مستقبل البلد، والطائفية على العكس تماما. مخزونها الكاره رهيب وقادر على تفتيت وزرع الفتن بين أبناء الشعب الواحد. الوطن والتعصب على طرفي نقيض. الطائفية خطيرة على وطنك وأبنائك وأحفادك. الأمثلة كثيرة حولنا ولا تحتاج لتعداد.
الطريقة الرابعة التفكير الواقعي. التفكير بالواقع بتجرد يجعل الطائفية فكرة تنتمي لقرون مضت. العالم تغير عن العالم المقسم دينيا وطائفيا كما كان في السابق. في أوروبا يختلط المسلمون بغيرهم من أصحاب الأديان والمذاهب الاخرى. مسلمون يخدمون في جيوش غربية ويرأسون كبرى الشركات. عمدة لندن مسلم و ووزير دفاع كندا سيخي. ملايين البشر تنتقل من قارة لقارة يوميا والبلايين تتواصل الكترونيا. المطارات نفسها ترمز لتلاشي الخطوط الجغرافية القديمة. الواقع قائم على الاندماج والتعاون، والطائفية قائمة على العزلة والعداء. صحيح أن المتعصبين يفجرون هنا وهناك ولكن العالم يمضي للمزيد من التقارب. الواقع بكل حضوره وزخمه يهزم أي فكرة طائفية تسعى لهدمه.
الطريقة الخامسة التفكير الديني. الإسلام مليء بتعاليم المحبة والتسامح والتعاون والتركيز على الأخلاق ومكارمها. التركيز على هذا المخزون الأخلاقي والانساني ورؤية الدين على أنه عامل للرقي والتحضر سيقلل بالتأكيد من قوة خطاب المتطرفين الذي يلهب مشاعر الصغار ويلقيهم إلى جحيم النزاعات والعصابات الإرهابية، بينما هم يرفلون بالنعيم وأولادهم يعرضون أفخم السيارات في حساباتهم الانستغرامية.
هناك بالتأكيد طرق أخرى، لكن ربما هذه أكثرها وضوحا ومباشرة لمحاربة وباء التعصب والكراهية.

ممدوح المهيني

العربية نت