الأولى منذ 22 عاما: ما وراء جولة نتنياهو الإفريقية

الأولى منذ 22 عاما: ما وراء جولة نتنياهو الإفريقية

2522516150

كشفت صحيفة “اسرائيل اليوم” العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع خطةً لإقامة تحالف بين إسرائيل ودول في إفريقيا يضم دول (إثيوبيا – أوغندا – كينيا – رواندا)، وذلك خلال الجولة التي بدأها أمس في أوغندا.

وأضافت الصحيفة، اعتمادًا على مصادر سياسية وصفتها بأنها رفيعة المُستوى في تل أبيب، قائلة إن جولة نتنياهو الإفريقية تُعد الأولى لرئيس وزراء منذ 22 عامًا.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الزيارة بدأت بأوغندا لحضور حفل تأبين أُقيم لأخيه يونى نتنياهو الذي قتل منذ 40 عامًا في المطار الدولي لأوغندا أثناء قيامه بتحرير رهائن كانوا على متن طائرة احتجزها مسلحون كانت متجهة من إسرائيل إلى فرنسا، وهو الذي كان أحد ضباط وحدة “ساييرت مطكال” النخبوية، التي قامت بتنفيذ عملية تحرير الرهائن.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن الزيارة ستشمل أيضا كينيا بناء على دعوة من الرئيس الكيني الذي زار إسرائيل قبل عدة أشهر، أوهورو كينياتا، حيث جرى الاتفاق على الاستثمارات في مجالات الزراعة والمياه والإعمار، وكذلك الأمن ومحاربة الإرهاب.

ووفقا لما أورده التقرير، أن رئيس الوزراء نتنياهو طلب من الرئيس الكيني أن يكون لإسرائيل مراقب في المجلس الأفريقي، وهو الهيئة التي تجمع معظم دول القارة السمراء، مثل المراقب الفلسطيني في المجلس.

كما طلب نتنياهو من الرئيس الكيني تغيير أنماط التصويت الأفريقي في المنظمات الدولية، بالإضافة إلى ذلك، أفادت المصادر ذاتها أن هذا الطلب جاء بعدما عينت إسرائيل مؤخرا ملحقا عسكريا مقيما في كل من إثيوبيا وأوغندا ورواندا وكينيا.

وفي السياق ذاته، أوضحت صحيفة “معاريف” أن العلاقات الإسرائيلية – الأفريقية لم تكن في يوم وليدة اللحظة، فمنذ خمسينيات القرن الماضي، لم يتجاهل أي مسؤول إسرائيلي القارة السمراء في زيارة أحد الدول الأفريقية، أْ أن يُرسل مبعوثه الخاص إليها. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، يتسحاق شامير، أجرى جولة أفريقية شملت عدة دول في ثمانينيات القرن الماضي بدأها بكينيا، كما قام وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان في عام 2014 بجولة أفريقية.

وكشفت المصادر في تل أبيب على أن العلاقات الأفريقية – الإسرائيلية بدأت بشكلٍ رسمي في عام 1957، حيث كان الكيان الصهيوني أول من يفتح سفارة له في أكرا بعد أقل من شهرٍ واحدٍ من حصول غانا على استقلالها، ولعبت السفارة الإسرائيلية في أكرا دورًا كبيرًا في تدعيم العلاقات بين البلدين، وهو ما دفع إلى افتتاح سفارتين أخريين في كل من منروفيا وكوناكري، وذلك تحت تأثير إمكانية الحصول على مساعدات تنموية وتقنية من إسرائيل.

علاوة على ذلك، فقد تجسدت الرغبة الإسرائيلية في تأسيس علاقاتٍ قويةٍ مع إفريقيا في قيام غولدا مائير، وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، عام 1958 بزيارة إفريقيا لأول مرة، حيث اجتمعت بقادة كل من ليبيريا وغانا والسنغال ونيجيريا وكوت ديفوار، وبحلول عام 1966 كانت إسرائيل تحظى بتمثيلٍ دبلوماسي في كافة الدول الإفريقية جنوب الصحراء باستثناء الصومال وموريتانيا، ومع ذلك فإن إفريقيا كانت بمثابة ساحة للتنافس العربي- الإسرائيلي، على حد تعبير المصادر السياسية في تل أبيب.

أما أهداف إسرائيل في أفريقيا، وفقا لتقارير، فهي كالتالي: تأمين الجالية اليهودية المقيمة في القارة، فرغم أن أرقام الجالية اليهودية في أفريقيا ليست كبيرة، إلا أنها تُمثل مركزًا للقوة والنفوذ، خاصةً وأن الدول الأفريقية تتسم بهشاشة البنيان المؤسسي والاجتماعي، وتمثل الجالية اليهودية أحد القنوات الهامة التي تعتمد عليها إسرائيل في التغلغل في القارة، تطويق العالم العربي، وتهديد أمنه القومي عن طريق السيطرة على المنافذ الجنوبية للبحر الأحمر، ونزع الصفة العربية، ضمان التفوق العسكري والإستراتيجي الإسرائيلي المطلق عبر التحكم في النقاط الإستراتيجية الهامة التي تحيط بالعالم العربي، توظيف التغلغل الإسرائيلي في القارة لمصلحة التكامل مع الخطط الأمريكية، وإفهام أمريكا أن رأس حربتها الإستراتيجية في أفريقيا هي إسرائيل، الحصول على المواد الخام الإستراتيجية مثل اليورانيوم (الذي تستخدمه إسرائيل، بحسب المصادر الأجنبية، في صنع القنابل النووية الإسرائيلية) والكوبالت والذهب والألماس وتمثل هذه المواد جزءً هامًا من التجارة الإسرائيلية، والهدف الأخير هو منع انتشار الإسلام في القارة السوداء وإجهاض الحركات والأنظمة ذات التوجه الإسلامي، ويمثل النظام السياسي السوداني مصدر خطر على النفوذ الإسرائيلي والأمريكي في القارة، إذ ترى إسرائيل أن وجود نظام ذي توجه إسلامي في السودان يعني تهديد خطوط الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.

وإلى جانب ذلك كله، تأتي زيارة نتنياهو إلى كينيا وإثيوبيا، تحديداً، لتطوير العلاقات مع البلدين، لأنهما تمثلان مقرا وممرا للاستخبارات الإسرائيلية، ولأنهما أيضًا ساحتان فعالتان في مواجهة خطوط الإمداد الإيرانية في المنطقة، وتحديدًا في ما يتعلق بالوسائل القتالية الإيرانية المُرسلة لأعداء تل أبيب، وفقا للمصادر الإسرائيلية.

صحيفة “اسرائيل اليوم” العبرية

مركز الناطور للدراسات والابحاث

Save