النفط ينتعش بعد خسائر كبيرة

النفط ينتعش بعد خسائر كبيرة

611ca61555f54834a8d917a9b2ed46e4

تعافت أسعار النفط أمس من خسائر حادة لترتفع أكثر من دولار للبرميل مع تراجع الدولار. ولكن سماسرة رأوا أن الاتجاه النزولي ربما يتواصل قريباً، في ظل مستويات قياسية مرتفعة للمخزون ومخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي، ما يضر بالمعنويات. وزاد خام برنت 1.05 دولار مسجلاً 47.31 دولار للبرميل. وصعد الخام الأميركي 90 سنتاً إلى 45.65 دولار للبرميل. وصعد الخامان القياسيان قليلاً مع هبوط الدولار، بعدما فاجأ «بنك إنكلترا» الأسواق بالإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير في أعقاب تصويت البريطانيين الشهر الماضي لمصلحة خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.

وقال المحلل لدى «بي في إم أويل أسوسيتس»، تاماس فارغا في لندن، إن صعود النفط ربما يكون قصير الأمد. وأضاف «سوق النفط متخمة بالمعروض وإنتاج أوبك يتزايد وكانت لدينا بيانات أسبوعية متشائمة لمخزون النفط في الولايات المتحدة».

ودفع التقويم المتشائم لأسواق النفط من وكالة الطاقة الدولية أول من أمس، «برنت» والخام الأميركي إلى الانخفاض أكثر من أربعة في المئة بنهاية التعاملات.

وأعلنت وكالة الطاقة الدولية إن تخمة المعروض العالمي من النفط مستمرة وإنها تعوق تحسن أسعار الخام على رغم النمو القوي في الطلب والانخفاض الكبير في إنتاج الدول غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاض مخزون الخام الأميركي أقل من المتوقع في الأسبوع الماضي، في حين ارتفع مخزون نواتج التقطير الى أعلى مستوياته منذ كانون الثاني (يناير)، وزاد مخزون البنزين على نحو غير متوقع. وأضافت أن مخزون الخام الأميركي هبط 2.5 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقارنة مع توقعات لانخفاض قدره ثلاثة ملايين برميل، وفقاً لما جاء في مسح أجرته وكالة «رويترز».

وفي آذربيجان، أعلنت شركة الطاقة المملوكة للدولة (سوكار) أن صادرات النفط عبر خط أنابيب باكو- تبليسي – جيهان بلغت 14.9 مليون طن في النصف الأول من السنة، بزيادة قدرها 2.8 في المئة عن الفترة ذاتها من 2015. وكانت صادرات النفط عبر خط الأنابيب الذي يمر في أراضي جورجيا وتركيا ارتفعت 1.5 في المئة عام 2015 إلى 28.84 مليون طن.

في مجال النفط الصخري، كان الانحدار الأخير في أسعار النفط القشة التي قصمت ظهر البعير لعمال كثيرين كانوا يتعافون للتو بعد التباطؤ السابق في 2008، وفقاً لريغ ماكدونالد رئيس مدارس الحفر البحري في نوفا سكوشيا بكندا والتي تدرب العمال المستجدين والمتمرسين على حد سواء للالتحاق بوظائف حقول النفط في أنحاء العالم. وقبل سنتين كانت فصول دورة ماكدونالد للحفر النفطي التي مدتها 20 يوماً مكتملة تماماً بنحو 40 طالباً متلهفين إلى الفوز بوظائف مجزية في قطاع النفط والغاز المزدهر. والآن يحالفه الحظ إذا تقدم خمسة طلاب فقط لتسجيل أسمائهم.

وفقد آلاف العمال خلال التباطؤ الذي استمر سنتين، وندرة المرشحين ليحلوا محلهم ليست إلا أحد التحديات. ويتحدث خبراء النفط أيضاً عن معدات توقفت عن العمل لفترة طويلة جداً حتى أصبحت غير صالحة للاستخدام، وعن ارتفاع تكاليف الخدمات وخطر المعروض الزائد من الآبار غير المكتملة.

ويقول منتجون ووكلاء توظيف إن نقص العمال سينال من القطاع بعنف حتى لو تعافى النفط على مدى السنتين أو الثلاث المقبلة.

فقد ضاع أكثر من 100 ألف وظيفة أميركية في استخراج النفط والغاز والدعم منذ أواخر عام 2014 وفقاً لمكتب إحصاءات العمل. وتقلصت قوة العمل التي ستكون متاحة عندما يشتد عود التعافي بسبب التقاعد المبكر وتناقص توظيف الخريجين الجدد إلى الحد الأدنى وتحول المختصين إلى قطاعات أخرى.

صحيفة الحياة اللندنية