التعذيب الوحشي جزء من الحياة اليومية تحت حكم “داعش”

التعذيب الوحشي جزء من الحياة اليومية تحت حكم “داعش”

hqdefault

تقول مجموعة دولية لحقوق الإنسان إن التعذيب الوحشي تحت حكم إرهابيي “داعش” هو حدث يومي، وأن محاولات الهرب تفضي في العديد من الحالات إلى إعدام سريع لمرتكبيها.
ويوضح تقرير جديد صدر عن منظمة “هيومان رايتس ووتش” بعض الطرق التي يحاول من خلالها “داعش” السيطرة على المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي استولى عليها التنظيم، ويفصل المدى الذي تذهب إليه المجموعة من أجل الحيلولة دون هروب الناس من هذه المناطق.
وقد ذكر سكان هربوا من قرى في منطقة مخمور في العراق، والتي كانت خاضعة “داعش” لمدة 21 شهراً، والذين تمكنوا من الوصول إلى مخيم للاجئين في كردستان، الكثير من الحوادث التي انتهكت فيها المجموعة الإرهابية قوانين التعذيب الدولية.
وفي إحدى الحالات، قال رجل إن متطرفي “داعش” ضربوه لمدة 18 يوما متواصلة لأنه كان مشتبهاً به في بيع السجائر التي تحظر المجموعة الإرهابية بيعها بحزم كجزء من عقيدتها الإسلامية. وقال الرجل لـ”هيومان رايتس ووتش” إنه شاهد 15 امرأة عضواً في “داعش” وهن يضربن على نحو متكرر امرأة أخرى كعقاب لها لأنها لا ترتدي نقاباً للوجه.
وأضاف الرجل: “لقد مكثت لعشر دقائق ثم غادرت سريعاً لأنني شعرت بالغثيان. وهكذا لا أعرف ما حدث بعد ذلك”.
كما أبلغ العديد من الآخرين عن تلقيهم عقوبات قاسية بسبب جنح بسيطة جداً. وقد زُجّ برجل آخر اتهم ببيع السجائر في السجن؛ حيث قال إن الحراس كانوا يعذبونه يومياً بالجلوس فوقه وضربه على كعبيه بكوابل فولاذية. وقال إنه تم الإفراج عنه بعد أن دفع 13 دولاراً غرامة لـ”الحسبة”، شرطة الآداب في “داعش”.
وقال ضابط عسكري ناج إنه عندما استولى “داعش” على بلدته في آذار (مارس) 2015، عصبوا عينيه وألقوا به في مؤخرة سيارة شحن صغيرة “بيكاب”. وقاد الرجال الذين اختطفوه السيارة لمدة ساعة من دون إبلاغه عن وجهتهم. ثم سجن الرجل بعد ذلك لمدة 18 يوماً في غرفة صغيرة جداً بحيث لم يستطع أن يستلقي للنوم.
وقال جو ستورك، نائب مدير منطقة الشرق الأوسط في منظمة “هيومان رايتس ووتش” مستخدما الاسم المختصر لمجموعة الدولة الإسلامية: “من أبرز العناوين أن داعش يقوم بشكل روتيني بتدمير الحياة والعائلات في البلدات والقرى العراقية التي يحتلها. ويمكن أن تفضي مجرد محاولة الهروب من حكم داعش الوحشي ببساطة إلى الحكم بالإعدام”.
وفي محاولة لردع الناس عن الهرب، غالباً ما يستهدف “داعش” عائلات الأشخاص الذين يتمكنون من الهرب، كما يقول التقرير. وقد ذكر الناس من إحدى القرى حادثة حيث قتل مقاتلو “داعش” رجلاً يبلغ من العمر 20 عاماً كان يحاول الهرب، ثم أرسلوا صورة لجثته بعد قتله إلى عائلته كعقاب.
وقال لاجئون من قرية أخرى إن “داعش” قام بنسف منازل تعود لست عائلات كعقاب لأن أفراداً من أقاربهم تمكنوا من الهرب. كما ذكر أن “داعش” قام أيضاً بزراعة الألغام الأرضية حول القرى لمنع الناس من المغادرة.
وروى العديد من القرويين السابقين قصصاً عن إقدام مقاتلي “داعش” على إعدام أولئك الذين يشتبه التنظيم بأنهم يتآمرون مع أعدائه من دون محاكمة. وفي إحدى الحالات، قام “داعش” بإعدام معلم من قرية خبَّاطة العراقية بعد اتهامه بإرسال معلومات إلى قوى معارِضة.
وفي شباط (فبراير) 2016، اتهم مقاتلو “داعش” رجلاً من قرية تل الشوك باستخدام هاتفه المحمول لإرسال معلومات إلى جهة عدوَّة، وأطلقوا النار عليه أمام المدرسة الابتدائية في القرية.
وقال التقرير أيضاً إن “داعش” يقوم بوضع أسلحته بشكل روتيني بالقرب من المدارس والحوانيت والمناطق الأخرى المكتظة بالسكان -وهو ما يشكل انتهاكاً مباشراً للقانون الدولي.
وقال أحد السكان لمنظمة “هيومان رايتس ووتش”: “في ثلاث مناسبات أطلق داعش الصواريخ من بين المنازل. كانوا يخرجون منصات الإطلاق، ويطلقون صاروخين أو قذيفتي هاون ثم ينسحبون. ثم تضرب نار الرد المنزل بعد ذلك. ولو كانت العائلة هناك لكانت قد ضربت. وكانت هناك عائلات أخرى قريبة في الجوار في منازلها”.

جوشوا باتزيك

  صحيفة الغد