متغيرات تجعل آلية سوق النفط بطيئة باتجاه التوازن

متغيرات تجعل آلية سوق النفط بطيئة باتجاه التوازن

65_1

ارتفع متوسط أسعار نفط خام الإشارة برنت من 30 دولارا للبرميل خلال شهر يناير 2016 إلى 48 دولارا للبرميل خلال شهر يونيو 2016، وقد هبط إلى 46 دولارا للبرميل خلال شهر يوليو 2016.

وقد ارتفع متوسط سعر النفط الخام الكويتي من 24 دولارا للبرميل خلال شهر يناير 2016، إلى 44 دولارا للبرميل خلال شهر يونيو، وقد هبط إلى 42 دولارا للبرميل خلال شهر يوليو 2016.

منذ اختلال ميزان السوق النفطية في النصف الثاني من عام 2014، وهناك متغيرات تسهم في إعادة تشكيل ديناميكية السوق النفطية، وهو ما يؤخر في عملية توازن السوق رغم أنها بدأت، وما بين عوامل جيوسياسية غير مستقرة في بعض مناطق الإنتاج مثل ليبيا ونيجيريا وفنزويلا، أو عوامل تعافي الإنتاج في إيران بعد رفع الحظر على مبيعاتها من النفط في 16 يناير 2016، أو تأثيرات ضعف أسعار النفط على وتيرة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية، أو تباطؤ في معدلات التنامي الاقتصادي سواء في الصين أو مخاوف الأسواق بعد الاستفتاء البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي والوقوف على تبعاته، أن تطور تلك المتغيرات والتطورات تجعل أمر التكهن بمسار أسعار النفط غير يسير وفق كافة المقاييس، ويتطلب على الأرجح متابعة تلك المتغيرات أولاً بأول وفهمها لتحديد درجة استجابة السوق باتجاه التوازن، ويبقى المؤشر الحقيقي فعلياً أسعار النفط الخام وعلى وجه التحديد سعر نفط خام الإشارة برنت.

ووسط ضعف أساسيات السوق تبقى أي أنباء حول برامج للصيانة في إنتاج بحر الشمال أو توقف في الإنتاج من نيجيريا، وتقليص المضاربين من العقود في الأسواق الآجلة تؤثر في مسار أسعار النفط.

ولكن وسط تسارع وعدم وضوح تلك المتغيرات، آثرت الأوبك اتباع استراتيجية ترك الأمور للسوق، من أجل تحفيز أساسيات سوق النفط باتجاه التوازن، وتشجيع الحوار بين مختلف المنتجين علاوة على الاعتماد على ثبات مستويات الإنتاج وأنها قد بلغت الذروة في الأغلب، ويتزامن معها تعافٍ في مستويات الطلب على النفط، وهي استراتيجية في الأغلب مؤقتة إلى حين تغير في ديناميكية السوق لتكون واضحة بشكل يخدم عودة فاعلية دور أوبك في أمن الإمدادات، وتنظيم المعروض وضمان استقرار الأسواق ودعم للأسعار.

ظلت طاقة الإنتاج الفائضة غير المستغلة التي تمتلكها الأوبك تلعب دوراً متنامياً ومهماً في ضمان استقرار أسواق النفط، ولكن مع ارتفاع المعروض وبناء المخزون النفطي على مدى ثلاث سنوات جعل مستويات المخزون النفطية القياسية هي صمام الأمان في السوق، وقللت من فاعلية عامل الطاقة الإنتاجية التي تمتلكها الأوبك غير المستغلة، وغالب التوقعات أن السحوبات من المخزون باتجاه التوازن لن تكون قبيل عام 2017، ولابد من التنبيه إلى أن هذا العامل إلى جانب قدرة إيران وغيرها في رفع إنتاجها من النفط يقيدان من تأثير خفض حجم الاستثمار في قطاع التنقيب والإنتاج لثلاث سنوات متتالية.

وعليه، وبالرغم من تزايد استمرار ضعف أساسيات السوق، إلا أن مصادر السوق سواء بنوك أو بيوت استشارية تتوقع توازن السوق في منتصف 2017.

كما هناك قناعة في السوق بأن السوق النفطية متماسكة لدعم مستوى الأربعين دولارا للبرميل لنفط خام برنت.

وفي ظل استمرار ضعف أساسيات السوق.. الأوضاع الاقتصادية غير مستقرة لأوروبا، وارتفاع الدولار، واستمرار الفائض من الإمدادات فإن أسعار نفط خام الإشارة قد تظل تدور حول 45 دولارا للبرميل خلال الأشهر القادمة، ولكن يمكن أن ترتفع لتصل إلى 50 دولارا للبرميل خلال الربع الرابع من عام 2016 مع بروز علامات توازن السوق.

تشير أرقام مصادر السوق المعتمدة لدى منظمة الأوبك إلى أن إجمالي إنتاج الأوبك خلال شهر يونيو قد بلغ قريباً 33 مليون برميل يومياً 2016 مقابل 32.6 مليون برميل يومياً خلال شهر مايو 2016، بزيادة مقدارها 400 ألف برميل يومياً، كما تدلل الأرقام إلى استمرار انخفاض إنتاج فنزويلا من النفط حيث يدور حول 2.1 مليون برميل يومياً، مقابل 2.3 مليون برميل يومياً خلال شهر يناير 2016 أي خفض مقداره 200 ألف برميل يومياً.

إنتاج ليبيا يتعافى قليلاً ولكنه يظل حول 300 ألف برميل يومياً، كما إنتاج نيجيريا يُظهر بعض التعافي عند 1.5 مليون برميل يومياً ولكنه دون 1.8 مليون برميل يومياً خلال شهر يناير 2016، وبالتالي الإنتاج أقل بـ 300 ألف برميل يومياً.

لقد حقق إنتاج إيران من النفط ارتفاعاً ملحوظاً من 2.9 مليون برميل يومياً في شهر يناير 2016، ليصل إلى 3.6 مليون برميل يومياً في شهر يونيو 2016 وقريباً من مستويات الإنتاج في مرحلة ما قبل الحظر على مبيعات النفط الإيراني.

كما أن من الأمور التي تجدر ملاحظته هي هبوط في إنتاج العراق، حسب تلك المصادر من متوسط 4.4 مليون برميل يومياً خلال شهر يناير 2016 إلى 4.2 مليون برميل يومياً خلال شهر يونيو 2016، كما أن مصادر السوق تؤكد أنه رغم انخفاض إنتاج النفط العراقي من الجنوب إلا أن الإنتاج من شمال العراق عبر جيهان يشهد زياد كبيرة ليصل إلى 700 ألف برميل يوميا خلال الأسبوع المنتهي في 17 يوليو 2016.

وقد أوضحت وكالة الطاقة الدولية في توقعاتها الشهرية تنامي الطلب العالمي على النفط بـ 1.4 مليون برميل يوميا خلال عام 2016 و 1.3 مليون برميل يوميا خلال عام 2017، وإن الإمدادات من خارج الأوبك تنخفض بـ 900 ألف برميل يوميا خلال عام 2016 وهو بلا شك مؤشر إيجابي، ولكن الإمدادات تشهد ارتفاعا بـ 300 ألف برميل يوميا خلال عام 2017، ولكن الطلب على نفط الأوبك يرتفع بمقدار مليون برميل يوميا خلال عام 2017 ليصل إلى 33.7 مليون برميل يومياً، وهي تطورات إيجابية تدعم مسار توازن السوق النفطية، كما أنه تقدر الوكالة الطلب على نفط الأوبك خلال النصف الثاني من عام 2016 عند 33.3 مليون برميل يومياً، وهي تطورات في مجملها إيجابية تدعم تعافي أسعار النفط الخام بلاشك.

محمد الشطي
نقلا عن العربية نت