قوات البيشمركة تدخل على خط المواجهة في الموصل.. والعبيدي يرفض مشاركتها

قوات البيشمركة تدخل على خط المواجهة في الموصل.. والعبيدي يرفض مشاركتها

fa187e878e7571c345e6f634bc5328ef

قال وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، إن أقل من 10 % من الأراضي العراقية لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة، وإن قوات إقليم كردستان العراقي “البيشمركة” لن تشارك في معركة الموصل، وقال العبيدي عن البيشمركة: “لن نسمح لهم بأن يشاركوا في تحرير المدينة”.

وأضاف العبيدي أن المعركة لاستعادة الموصل، التي اكتسبت قوة دافعة منذ استعادة الفلوجة وقاعدة جوية شمالية، تتطلب غارات جوية ومعلومات من المخابرات وعمليات إمداد وتموين، ودعما هندسيًا، وتابع أنه يتوقع أن معظم السكان الذين يقدر عددهم بنحو مليوني شخص، سيفرون من الموصل مثلما فعلوا في المعارك الأخيرة، وأن الهجوم سيحتاج إلى تنسيق مع قوات البيشمركة من إقليم كردستان العراق.

ويشن العراق حاليًا حملة لاستعادة الموصل معقل التنظيم في العراق، بعدما استعاد الفلوجة أواخر الشهر الماضي، ويصل هذا التقدير لأعداد السكان إلى نحو مثلي تقديرات حديثة للأمم المتحدة، التي تتوقع أن النزوح من الموصل سيتطلب أكبر عملية إنسانية في العالم هذا العام.

تحرير الموصل

في 19 فبراير، سرب مسؤول كبير في القيادة المركزية الأميركية تفاصيل حول الهجوم العسكري المتوقع على نطاق واسع في العالم العربي، وهي المعركة لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل العراقية من قبضة “تنظيم الدولة”، وقال المسؤول إن العمليات القتالية قد تبدأ في أبريل أو مايو، وسوف تنطوي على ما يصل إلى 25 ألفًا من القوات العراقية والكردية.

وركز النقاش الذي أعقب هذا الإعلان بشكل أساس على الحكمة أو المنطق وراء تسريب خطط المعركة، وإلى حد ما على جدوى الخط الزمني لخطة المعركة، ولكن السؤال الأهم هنا قد يكون: كيف يجب أن تتحرر الموصل بحيث نضمن الاستقرار على المدى الطويل؟ وبعد كل شيء، إذا تم تنظيف الموصل من الجهاديين لكي تسقط بيد الدولة الإسلامية مرة أخرى بعد بضعة أشهر، فما هي الفائدة من هذه المعركة؟ وماذا لو انهارت الموصل لتصبح منطقةً يحكمها أمراء الحرب الطائفية كما حدث خلال الحرب الأهلية في بيروت أو في العاصمة الليبية المحاصرة اليوم، طرابلس؟

وتضم الموصل أيضًا فسيفساءً من الأديان والأعراق، كان عدد سكانها من السنة العرب يمثل 65 % من التعداد الكلي للسكان قبل استيلاء التنظيم على المدينة في يونيو 2014، وربما يكون السنة هناك أكثر قوة الآن بعد هجرة الأقليات غير السنية في الأيام الأولى من سيطرة “تنظيم الدولة” على المنطقة.

يُذكر أن الأكراد والتركمان والآشوريون، ومجموعة كبيرة من الجماعات العرقية والأقليات الدينية الأخرى، وصفوا الموصل منذ فترة طويلة على أنها وطنهم، ولكنهم قد لا يشكلون اليوم سوى أقل من ربع سكان المحافظة.

وفي هذه المعركة المرتقبة، ستهاجم القوات العراقية مدينة لا يزال معظم سكانها المدنيين متواجدين فيها؛ حيث إنه، وخلافًا لمدن الفلوجة وتكريت، عملت الدولة الإسلامية بنشاط لضمان بقاء معظم سكان الموصل محاصرين داخل المدينة، وقد فرضت المجموعة الجهادية “نظام الكفالة”، الذي يطلب ممن يغادر المدينة تحديد ثلاثة أشخاص يعاقبون بدلًا عنه في حال فشله في العودة.

من سيُحرر الموصل ؟

وفقًا لتسريبات القيادة المركزية في 19 فبراير، قد تشمل القوة المهاجمة خمسة ألوية من الجيش العراقي، مع ثلاثة ألوية من البيشمركة، والقوات العراقية الأصغر كقوات دعم، وتشير التقارير الأخرى إلى أنه سيتم إدخال قوة من رجال الشرطة في الموصل كقوة استقرار في المناطق التي يتم تطهيرها.

وفي حال كانت الظروف مثالية والتخطيط ذكيًا، فقد تكون القوة المخطط لها من 20 إلى 25 ألف جندي كافية لإتمام المهمة، وفي أفضل سيناريو، قد تبدأ شبكات المتشددين والمجتمع المحلي في الموصل في التحول ضد “تنظيم الدولة”، والمساعدة في إخراجها من مناطقهم. وقد يبالغ التنظيم بردة فعلها هنا، وينفذ أعمالًا وحشية تثير رفضًا أكبر لوجوده ويسرع في زواله.

ومن الممكن بالطبع تسريع حدوث أي من هذه الاحتمالات من خلال الضربات الجوية للتحالف، وتمكين الولايات المتحدة لعمل وحدات العمليات النفسية، التي سوف تسيطر على نظام الهاتف الخلوي وتقوم بالاتصال مباشرةً مع الجمهور، وسيكون من شأن القوة المهاجمة أن تخدم في تحقيق هذا السيناريو من خلال العمل على الاستيلاء على مواقع رمزية مثل مطار الموصل، والمجمع العسكري المجاور، وحتى جسور نهر دجلة.

ولكن في الوقت نفسه، يمثل الهجوم من خلال استخدام مثل هذه القوة الصغيرة مقامرة خطرة أيضًا، لم يحاول جيش عراق ما بعد صدام أبدًا تحقيق مثل هذا المسعى الطموح بالاستيلاء على الموصل، وما لم يكن عزم التنظيم في الاستمرار بالسيطرة على الموصل أكثر هشاشةً بكثير مما كان متوقعًا، فسيكون قضاء الجهاديين على مثل هذه القوة العسكرية أمرًا سريعًا وبسيطًا؛ حيث ستواجه هذه القوة في الواقع عددًا هائلًا من المهام العسكرية، وسيكون عليه “التنظيم” في كل منطقة من مناطق المدينة المترامية الأطراف، التصدي للتكتيكات المخادعة والأفخاخ، واستعادة الاستقرار والخدمات.

قوات البيشمركة بعد 2003

تعاملت البيشمركة على انها حليف لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، وخاضت قوات البيشمركة جنبا إلى جنب مع القوات الأميركية في حرب العراق عام 2003 في كردستان العراق، ومنذ ذلك الوقت تولت البيشمركة المسؤولية الكاملة عن الأمن في المناطق الكردية في شمال العراق.

في أوائل عام 2005 توقعت مجلة نيوزويك إنه سيتم تدريب قوات البيشمركة من قبل الولايات المتحدة أن تأخذ على المتمردين السنة في العراق، وتشير التقديرات إلى أن عام 2005 كان هناك 180000 من مقاتلي البشمركة في كردستان العراق، والمادة تقدير عددهم 270000 لتكون في مجموعها، وسي بي اس نيوز مؤخرا تقارير يضع عددهم 375000.

وكانت البيشمركة شريكًا فاعلًا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، في قوات البيشمركة العديد من يجيد اللغة العربية، وعلى النقيض من قوات التحالف الأجنبية، وبالتالي لعبوا دورًا مهما في المثلث السني في وسط العراق، على المستوى الاستراتيجي والبشمركة على استعداد لخوض حرب عصابات من أي غزو كردستان العراق.

أحمد سامي
التقرير