كتائب نور الدين زنكي

كتائب نور الدين زنكي

501

“كتائب نور الدين زنكي” فصيل إسلامي مسلح سوري؛ نشأ بُعيد اندلاع الثورة السورية 2011 لإسقاط نظام بشار الأسد. يتمركز في مدينة حلب وريفها، ويجمع بين العملين العسكري والمدني، وهو مكون أساسي من مكونات “جيش المجاهدين”.

النشأة والتأسيس

تأسست “كتائب نور الدين زنكي” يوم 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وانتهجت منذ بدئها العمل العسكري في محافظة حلب ردا على عسكرة النظام للثورة التي بقيت شهورا بعد انطلاقها ثورة احتجاجية سلمية.

التوجه الأيديولوجي
يقول قائد الحركة الشيخ توفيق شهاب الدين -في لقاء مع الجزيرة يوم 14 مارس/آذار 2014- محددا المرجعية الفكرية لها: “نحن مسلمون وسطيون، لا نقصد الوسط بين الخير والشر وإنما نعني روح الإسلام”.

ويضيف شهاب الدين “لسنا نحن الوحيدين الذين سيحددون مستقبل سوريا السياسي، هناك الكثير من الناس ساروا وكافحوا وناضلوا لإسقاط هذا النظام، وعندما يسقط النظام هؤلاء هم من سيحدد مصير سوريا المستقبلي السياسي”.

المسار الميداني

قوم نشاط “كتائب نور الدين زنكي” على شقين، شق عسكري ميداني لإضعاف النظام الحاكم تمهيدا لإسقاطه، وشق خدمي مدني لإغاثة المدنيين وتدبير شؤونهم ومصالحهم في المناطق التي تسيطر عليها الكتائب، دعما لصمود سكانها وكسبا للحاضنة الاجتماعية التي تسند الكتائب وتدعمها عسكريا وسياسيا.

فعلى مستوى الإنجازات العسكرية؛ خاضت الكتائب -التي تشكو من نقص السلاح النوعي لمواجهة طيرانه الحربي والبراميل المتفجرة– معارك كثيرة ضد الجيش السوري الموالي للنظام، كان من أبرزها اقتحام مقر كتيبة الهندسة في خان العسل وغنيمة كل معداتها وأسلحتها، واقتحام حي الراشدين غربي مدينة حلب.

وكانت كتائب نور الدين زنكي أول فصيل معارض يدخل حي صلاح الدين بعد معارك شرسة مع قوات النظام والشبيحة في يوليو/تموز 2012. هذا إضافة إلى مواجهات عديدة في كل من حوّر وسرمدا والراعي وعنتان وطريق الكاستيلو.

وعلى صعيد الخدمات المدنية؛ تشرف الكتائب على الإدارة المحلية في مناطق سيطرتها، فتقدم لسكانها خدمات الأمن والقضاء والتعليم والصحة والإغاثة عبر مجالس محلية في القرى والبلدات والأحياء.

وقد أنشأت الكتائب منذ تأسيسها “مكتبا اقتصاديا” يُعنى بجلب التمويل لها من المتبرعين في الداخل والخارج، من أجل شراء السلاح ودفع رواتب المجندين وتوفير المصالح الخدمية لمناطقها “المحررة”.

وتؤكد قيادة الكتائب أن قرارها “مستقل”، وأنها لا تتبع لهيئة أركان الجيش السوري الحر ولا لقيادة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، لأنهما “شُكلا في الخارج ولم تكن لهما جذور حقيقية في الداخل ولا يقدمون دعما لأهله”. وتدعو إلى “تشكل هيئة سياسية من الداخل، ولا يمكن ذلك إلا بتوحد العسكرة، أو على الأقل تكون الفصائل والكتائب معدودة”.

وترى أنه لا بد في التكتلات بين الفصائل المعارضة للنظام السوري من اعتماد “البعد الجغرافي” عمادا لاندماجها لكي تنجح، ولذلك فإنها شكلت “جيش المجاهدين” مع عدة فصائل مسلحة معارضة في حلب، من بينها “لواء الأنصار” و”أمجاد الإسلام” وتجمع “فاستقم كما أمرت”.

وتقول الكتائب إن علاقتها جيدة بالفصائل الإسلامية الأخرى مثل حركة أحرار الشام وجبهة النصرة وإنها تقاتل أحيانا جنبا إلى جنب مع بعض هذه الفصائل، لكنها تصف علاقتها بتنظيم الدولة الإسلامية بأنها “سيئة جدا فقد أشعل فتيل الحرب بيننا وبينه، ونرى أن لا مكان له في سوريا، وقتالنا له مستمر حتى النهاية لأن مشكلته الكبرى هي إصراره على تكفير كل السوريين”.

وفي 21 يوليو/تموز 2016 استنكرت كتائب نور الدين تسجيلا مصورا يظهر أفرادا قيل إنهم تابعون لها وهم يقطعون رأس أحد جنود النظام (عمره 19 عاما) في مدينة حلب، مما أثار انتقادا واسعا لها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأكدت الكتائب أنها اعتقلت جميع الأشخاص الذين ظهروا في التسجيل وبدأت التحقيق معهم لمحاسبتهم وفقا لحكم محكمة مختصة، وأنها لا تقبل لأحد أن يستخدم اسمها للقيام بـ”جريمة لا تتناسب مع مبادئ الحركة والثورة، وتنتهك الشرائع السماوية وحقوق الإنسان بما في ذلك حقوق الأسرى”.

الجزيرة