النفط يتراجع بسبب تخمة المعروض والاقتصاد

النفط يتراجع بسبب تخمة المعروض والاقتصاد

960x0

لم تستطع اسعار النفط ان تواجه الضغوط التي فرضتها عليها الزيادة المفاجئة في مخزونات النفط الخام والبنزين بالولايات المتحدة وبيانات الأسواق حول نمو الاقتصاد العالمي فكانت النتيجة ان تهبط من جديد لأدنى مستوى لها منذ حوالي الشهرين.

وزادت على أسعار النفط العالمية عقب بيانات رسمية أميركية أظهرت زيادة مفاجئة في مخزونات النفط الخام خلال ذروة موسم السفر في الصيف. وارتفعت مخزونات البنزين 452 ألف برميل في حين كانت توقعات المحللين في استطلاع لرويترز تشير إلى زيادة بواقع 40 ألف برميل.

 لقد تناولنا في مقال سابق مسألة التخمة التي قد تكون عقبة امام اي تحسن لأسعار النفط، وبالفعل شهدنا انخفاض أسعار النفط إلى مستويات جديدة هي الأدنى منذ نيسان/أبريل، كذلك التباطؤ النمو الاقتصادي الذي يهيمن على الاقتصادات الكبرى.

اما البيانات الصادرة عن وكالة رويترز اشارت الى ان الذي ينذر بتفاقم التخمة الحالية في معروض الخام والمنتجات المكررة، ويتجه الخام القياسي لتكبد خسارة شهرية تتجاوز 15.5 في المئة وهي الأكبر منذ كانون الأول/ديسمبر 2015.

قبل ايام اعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة زادت 1.7 مليون برميل في الأسبوع الماضي، وذلك مقارنة بتوقعات بانخفاضها بمقدار 2.3 مليون برميل. ويأتي ذلك في ذروة موسم السفر بالبلاد الذي يزيد فيه الاستهلاك عادة.

وبالرغم من هذا التراجع الا ان التفاؤل بارتفاع الاسعار وتحسن الاسعار ما زال يطغى على اغلب التحليلات ، حيث أفاد استطلاع ومسح أجرته «رويترز»، ونشرت نتائجه أمس، أن هناك توقعات بارتفاع أسعار النفط خلال العام الجاري، بفضل تحسن الطلب الذي سيساعد على تبديد أثر الفائض في المعروض من الخام، لافتة إلى أن إنتاج «أوبك» من المرجح أن يسجل أعلى مستوى في التاريخ الحديث، بدعم من ضخ كميات إضافية من العراق ونيجيريا.

وتوقع المستطلعون أن يصل متوسط سعر «مزيج برنت» الى 45.51 دولاراً للبرميل في 2016، بارتفاع طفيف عن توقعات الشهر حزيران /يونيو البالغة 45.20 دولاراً للبرميل، وبزيادة قدرها نحو 3.55 دولارات عن متوسط السعر البالغ 41.96 منذ بداية العام الجاري.

اما عدد من محللي أسواق النفط العالمية فقد جحوا ارتفاع أسعار النفط هذا العام بفضل تحسن نمو الطلب الذي سيساعد على تبديد أي أثر نزولي للفائض في المعروض من الخام.

وأوضحت لوانا سيجفريد المحللة لدى “رايموند جيمس”: “نتوقع نمو الطلب العالمي بقوة في 2016 (1.4 مليون برميل يومياً) ونمواً معقولاً في 2017 (1.1 مليون برميل يومياً) تقود السواد الأعظم منه الصين والهند وأفريقيا؛ وبذلك سيساعد الطلب على ارتفاع الأسعار”. وهذا هو التعديل الصعودي الخامس على التوالي في التوقعات الخاصة بخام برنت.

على الرغم من هذا التراجع في اسعار النفط الا ان اتجاه الاسواق لا ينذر بتراجع كبير في الاسعار ولا أنتعاش كبير، ومن المتوقع ان تشهد الاسعار موجة تحسن خلال الفترة المقبلة مدعومة بارتفاع الطلب على الخام، حيث لايزال الطلب قويا عالميا مدعوما بالتوترات الجيوستراتيجية والهجمات الارهابية في مناطق مختلفة من العالم أضف الى ذلك ان الطلب سيبقى قويا رغم الشكوك حول مستقبل الاقتصاد العالمي.

عامر العمران

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية