تحويل مالي يكشف عمق العلاقة بين أوباما وإيران

تحويل مالي يكشف عمق العلاقة بين أوباما وإيران

_86802_us3

أقرت الولايات المتحدة بإرسال 400 مليون دولار إلى إيران على شكل أوراق نقدية بعملتي اليورو والفرنك السويسري، محملة في صناديق على متن طائرة شحن في خطوة اعتبر مراقبون أنها تهدف إلى طمأنة إيران بالتزام واشنطن بتنفيذ تعهداتها في ما يخص الاتفاق النووي.

وأوضح البيت الأبيض أن هذا المبلغ يعود إلى صفقة أسلحة لم تنجز وتعود إلى ما قبل الثورة الإيرانية، نافيا أن يكون للأمر علاقة بإطلاق إيران سراح خمسة سجناء أميركيين في يناير الماضي.

وقد طلبت لجنة من مجلس النواب الأميركي في رسالة من وزير الخارجية جون كيري الحضور وشرح “المصادفة” بين دفع الأموال وإطلاق سراح المعتقلين الأميركيين، وهل هو فدية مالية في مقابل الإفراج عن خمسة أميركيين حينها.

واعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” التي أعلنت عن دفع هذا المبلغ بطريقة سرية أنه يهدف إلى دفع فدية لإطلاق سراح الأميركيين من طهران.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إنها “لم تكن فدية”. كما شدد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست على أن “دفع فدية مقابل رهائن يتعارض مع سياسة الولايات المتحدة”.

ويزداد تخوف المتابعين للشأن الإيراني من أن وصول المزيد من الأموال إلى أيدي الإيرانيين سيزيد من سطوة الحرس الثوري الذي يمول ميليشيات إرهابية طائفية في دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وقال المتابعون إن الكشف عن العملية يؤكد أن التنسيق بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وبين الإيرانيين مستمر سرا وعلنا، وأن التصريحات التي كان يطلقها لطمأنة دول الخليج بخصوص الخطر الإيراني كانت خدعة للتغطية على التعامل السري.

ولم يخف المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب شكوكه بخصوص مآل الأموال التي سلمتها إدارة أوباما لإيران وقال “إن إعطاء إيران، الدولة الأولى بالعالم في دعم الإرهاب، مبلغ 400 مليون دولار، سيصل إلى أيدي الإرهابيين دون أدنى شك”.

وقال رئيس مجلس النواب بول راين “إذا كان هذا صحيحا، فإن هذه المعلومات تؤكد شكوكنا منذ فترة طويلة بأن الإدارة دفعت فدية مقابل إطلاق سراح أميركيين محتجزين ظلما في إيران”.

وأضاف أن “هذا سيشكل حلقة جديدة في مسلسل تضليل الشعب الأميركي من أجل الترويج للاتفاق النووي”، مؤكدا أن “الجمهور يستحق توضيحا لما ذهبت إليه هذه الإدارة لمصلحة أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم”.

ويرى خبراء إيرانيون أن دفع هذا المبلغ هو بمثابة رشوة لإسكات تذمر الإيرانيين الذين يحاولون الحصول على منافع من الاتفاق النووي في أسرع وقت قبل رحيل أوباما وخشية من أن يأتي رئيس محسوب على “الصقور” يستجيب لمطالب أغلبية الكونغرس الأميركي الرافضة لهذا الاتفاق.

واعتبر الناشط الحقوقي الإيراني كامل البوشكة في تصريح لـ”العرب” أن دفع 400 مليون دولار إلى إيران من شأنه زيادة التخوف من دعمها للميليشيات المسلحة في المنطقة.

ويقول الباحث في الشؤون الإيرانية إبراهيم ملازادة لـ”العرب” إن تحویل هذه الأموال بشكل نقدي، یثیر الشكوك كثيرا، متسائلا لماذا لا یتم تحویل الأموال بشكل علني.

وأضاف أن الكشف عن هذا الملف يأتي في وقت تنفذ فيه إيران عمليات إعدام لمعارضين وفي ظل صمت غربي غير مبرر.

صحيفة العرب اللندنية