كيف تم فك الحصار عن حلب؟

كيف تم فك الحصار عن حلب؟

2016080800308

فك الحصار عن حلب عملية كبرى أطلق عليها اسم غزوة إبراهيم اليوسف، انطلقت مع بداية أغسطس/آب 2016 ونجحت بعد نحو سبعة أيام في تحقيق أهدافها، في وقت أعلن جيش الفتح إطلاق عملية شاملة لتحرير المدينة بكاملها.

معركة التحرير
في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا وقوات النظام وحلفاؤهما سيطرتهم على حلب المحاصرة وفتح ممرات آمنة للمدنيين للخروج من المدينة، نجحت قوات المعارضة المسلحة في توجيه ضربة نوعية لقوات النظام وحلفائه انتهت بفك الحصار عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، بل وبإعلان فصائل المعارضة تدشين عملية لتحرير حلب كاملة.

أعلن عن بدء فك الحصار عن حلب بداية أغسطس/آب 2016، حيث شرعت فصائل المعارضة المسلحة في تنفيذ خطة محكمة لتحرير أجزاء واسعة جنوب المدينة يسيطر عليها النظام في مقدمتها كلية المدفعية الرئيسية.

وبدأت المرحلة الأولى من معركة فك الحصار عن حلب بتفجير عربتين مفخختين من قبل مقاتلي جبهة فتح الشام، تلاها انهيار متسارع في صفوف قوات النظام وسيطرة فصائل المعارضة على المناطق ذات الأهمية الكبيرة.

ثم ما لبث المقاتلون أن اقتحموا كتيبة الصواريخ وسط قصف جوي روسي مكثف لترجيح كفة النظام.

وشهدت المرحلة الثانية سيطرة جيش الفتح على نحو عشرة مواقع تابعة لقوات النظام ما بين تلال وتجمعات، في وقت دارت معارك عنيفة في المرحلة الثالثة بين قوات النظام وجيش الفتح بهدف السيطرة على الكلية المدفعية إحدى أهم قلاع النظام في حلب وريفها.

ومن أهم النتائج السريعة التي حققتها المعارضة المسلحة اقتحام مدرسة الحكمة، وتهاوي قلاع النظام بالمنطقة إلى جانب تقدم المقاتلين، وفي يوم واحد سقطت عشرة مواقع كانت تخضع لسيطرة النظام بينها تلة مؤتة وتل المحبة والجمعيات والعامرية.جيش الفتح (ائتلاف مكون من سبعة فصائل عسكرية) تمكن من السيطرة على كلية التسليح ومبنى الضباط

ومستودع للذخيرة في كلية المدفعية بمنطقة الراموسة جنوب حلب، وذلك بعد معارك مع قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة له.وقال في البداية إنه سيطر على نقاط عديدة داخل كلية المدفعية وقتل عددا من عناصر حزب الله اللبناني والجيش النظامي داخلها، قبل أن يحررها بالكامل لاحقا.

وشكل سقوط كلية المدفعية حدثا مفصليا في المعارك الدائرة بحلب بالنظر إلى أهميتها بالنسبة للنظام السوري الذي اعتمد عليها لعقود طويلة في ضرب معارضيه.

فهي تقع على تلة الراموسة جنوب حلب، وتطل على طريقي حلب الرقة وحلب حماة، وتمتد على مساحة تصل إلى سبعة كيلومترات طولا ومثلها عرضا، وتتحكم بقصف في جميع الاتجاهات وبعمق أربعين كيلومترا. كما أنها قريبة من مستودعات خان طومان المخزون الأساسي للجيش، وتستطيع تأمين الرمي المباشر حتى قلعة حلب ومطار النيرب ومعظم مناطق محافظة حلب.

وتضم أيضا مستودعات وملاجئ ومطاعم ومستوصفا عسكريا ومستشفى ميدانيا، وبإمكانها استيعاب ثلاثة آلاف مقاتل، وتعد المورد الرئيسي للنظام السوري من الضباط.

كل حلب
وبعد سبعة أيام من انطلاق المعارك، أعلن جيش الفتح وفصائل من المعارضة المسلحة فك الحصار عن الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، وشهدت مواقع بالمنطقة معارك لتثبيت سيطرة قوات المعارضة الساعية للتقدم باتجاه مناطق أخرى في حلب، حيث أعلنت المعارضة حي الحمدانية بحلب منطقة عسكرية تمهيدا لاستهدافه.

وأعلن جيش الفتح بعدها تدشين معركة جديدة للسيطرة على كامل مدينة حلب, ووعد بـ “مضاعفة أعداد المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة” وعدم التوقف بتحرير حلب ورفع راية النصر فوق قلعتها.

كما تعهد بعدم التعرض لكل “من لم يعن النظام المجرم ولم يتعرض لأهل الشام لن نتعرض له بالسوء، وله منا الأمن والأمان” داعيا عناصر جيش النظام للانشقاق قبل فوات الأوان.

وقد عمت الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة أجواء من الفرحة بعد الإعلان عن فك الحصار، وخرجت مظاهرات بعدد من المناطق، وعلت التكبيرات من المساجد تعبيرا عن الفرح بإنهاء الحصار الذي استمر لنحو 25 يوما.

الجزيرة